«جايين لك يا معمر ... جايين لك إلى دارك» عبارة لا تزال عالقة في ذهنية المشاهد العربي لأحد ثوار ليبيا.. من على الجزيرة كان ينبغي على معمر أن يأخدها على محمل الجد .. بدلا من الاستمرار في البصق على إرادة الشعب الليبي والثورة في تعميق حفر الدم والاستناد إلى بوق هالة المصراتي «جندية ليبيا» وبين جندي اليمن وجندية ليبيا تسوق الدكتاتوريات خرافاتها بطريقه بالغة السخرية. على شكل هستيريا لها علاقة «بالدلزة» اللامجدية ..والتشبث بالهذيان اللفظي والخطاب الزعموي الممجوج وجمل دارجة من مثل «زنقة زنقه» والجرذان التي لم تصمد طويلا أمام صيحات الثوار كما أمام إرادة شعب ليبيا الحر ...وهتاف «ليبيا حرة» الذي سمع صدى البدايات في بنغازي قلب الوطن الليبي. الوطن الذي يرقد بين ترابه... رجل بحجم عمر المختار لا يقف أمامه شيء وماذا عسى أن تجدي البروج المشيدة في سرت وأينما هرب معمر تدركه عيون الثوار المحدقة بشكل جيد أينما يكون تعثر عليه لأن كل عيون الشعب تطارده .. حتى القبائل التي كان يعتبرها عصاه الغليظة انحاز سوادها إلى الثورة ولم يتبق سوى قبائل «هب لي، زد لي» الذي اشتهر شيوخها بتعذيب الرعية واستلاب حصصهم النقطية والبسط على الأراضي والتلال ولم تقدم له قشة إنقاذ، وعصر هذا اليوم ظهر القذافي فضح سره غارقا بدماء ليبيا واستطاع الشعب الليبي القول انه قادر على تفكيك خرافته ونسف العجل الطيني إلى مياه البحر والبحر لا يقبل إلا حي... وآن للأمكنة أن تتنفس ويحق للإنسان الليبي أن يفرح أكثر من اللازم كيفما يشاء حتى وان ظهر مواطن ليبي في التلفزيون قائلا «قبضنا على القذافي العصر..والعصر إن القذافي لفي خسر» بودي لو قلت له لا عليك يا عزيزي ..ابتهج لأن الوحش مات .الوحش..الذي منع الشعب من حق الحصول على الحياة ولم يمنحه رتبة الإنسان وهو الذي كان يستخف بالشعب ويناديه بالجرذان لدرجة أن هتافات ثوريه بالغة الألم كنت أحس فيها حرقة ورد اعتبار مثل «قولوا لمعمر وعياله ...ليبيا فيها رجاله» كما لو أنها رفض غاضب «للجرذنه».. وهذا هو الجنان الرسمي الذي حاول «جرذنة» الإنسان وما أبشع الاستبداد المجنون الذي دبج الكثير من النكت المجنونة نطت من هنا وهناك منها أن القذافي مر في متحف ووجد مجنون غير رسمي شخص يقول انه رسول الله ...استدعاه وخبط على رأسه وقال لا تكذب أنا من أرسلتك!. لكن ثورة 17 فبراير وضعت حد للجنان الرسمي.. وكانت كفيله بعلاج هذا الجنان المستعصي ويبدو ان صاحب مقولة «زنقه زنقه حصل حقه» وهذا من عجائب هذا الربيع الغريب العجيب الذي لا يمنح الإزهار حق التفتح فقط لكنه يتخلص بالضرورة من أوراق الشتاء الحارقة كما من وحوش الغابة أيضا.. انه ربيع بالغ الإثارة بالفعل الربيع الذي دشن بداياته المدهشة أبو القاسم الشابي من خلال حضور تأكيداته التي جلجلت أعماق الإنسان العربي... أكدت على استجابة القدر لإرادة الشعب كما كسر القيود ورحيل الليل، لكن ليل طرابلس تقشع بشكل بالغ الإثارة، وثمة فرق بين رحيل ليل طرابلس ورحيل ليلى الطرابلسي.. هذا ما أكده الإنسان الليبي الذي اشتكى طويلا من قسوة الليل لدرجه أن كثير من الأغاني الشعبية في ليبيا تشتكي من قسوة الليل من مثل «البرد والريح أطفأ مصابيح ....أصيح وأصيح من قسوة الليل ..برد الشتاء ما لو دفى جسمي عليل ..ليلي طويل» .. للتأمل فقط .. بن علي استجاب مبكرا، ورحل مبكرا ونفذ بجلده وقال «فهمتكم» ولم يقل «يا جرذان» مثلا ولم يقل إنه يرقص على رؤؤس الثعابين.. مبارك استجاب متأخرا ونفذ بسوزان إلى المحكمة.. بينما القذافي لم يستجب ولم يفهم ووقع في «زنقه وحصل حقه». نهاية الديكتاتوريات عجيبة كما لو أنها معادله رياضيه تتضاعف النهاية الثانية أسوأ من الأولى والنهاية الثالثة أسوأ من الأولى والثانية.. ماذا عن النهاية الرابعة والخامسة وال.......الخ ..في صنعاء ودمشق مثلا نرجو الملاحقة لاحقا قبل أن أرسل المقال إلى المصدر أونلاين وصلني خبر عاجل من وكالة الجندي «عبده الجندي: القذافي لم يقتل والمشترك حق ليبيا خرج الجثث من الثلاجة».