ذكرت مصادر رسمية ان الرئيس علي عبدالله صالح زار اليوم السبت معسكرات للحرس الجمهوري الموالية له بصنعاء، وتوعد من هناك المعارضة والقوات العسكرية التي انشقت عنه برد موجع. وقالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إن صالح زار معسكر اللواء الرابع حرس جمهوري حيث كان في استقباله نجله العميد أحمد قائد قوات الحرس، وألقى كلمة خطابية هناك، كما زار في وقت لاحق مركز تدريب الحرس في صنعاء.
وأعلن صالح أنه سيوكل إدارة البلاد إلى الجيش في حال ترك السلطة كما تطلب منه المعارضة. وقال أمام جنود من الحرس الجمهوري: «نحن في رئاسة الدولة مستعدون لأن نضحي من أجل الوطن، ولكن ستبقون أنتم؛ فأنتم موجودون حتى لو تخلينا عن السلطة؛ فأنتم السلطة، أنتم السلطة، وأنتم صمام أمان الثورة».
ونقلت الوكالة عن صالح قوله في وصف معارضيه «لا نريد ان نتطرق إلى تاريخهم لأننا اكبر وأسمى من ان نذكرهم ونذكر تاريخهم ونفتح ملفاته، ملفاتهم مملؤة بالخزي سواءً كانوا عسكريين او مدنيين». وأضاف «نحذر من تكرار الاعتداءات على المعسكرات في أرحب ونقول لمن وراء الاعتداءات في أرحب معسكرات القوات المسلحة سيكون القضاء (الرد) قوي إذا تمادوا مرة أخرى إلى ضباطنا وجنودنا في منطقة أرحب على وجه الخصوص في الصمع وفي فريجة وكذلك في معسكر بيت دهرة كفاكم ما حصل في نهم.. كفاكم ما حصل في نقيل ابن غيلان يكفي.. كفاكم ما حصل في الجوف، سيكون القضاء (الرد) موجع». وضعفت سيطرة صالح على الجيش منذ إعلان قادة عسكريين بارزين انضمامهم لصف الثورة السلمية المطالبة بإنهاء حكمه، في مارس الماضي، لكن قوات الحرس الجمهوري التي يقودها نجله ويقدر عدد مقاتليها بعشرات الآلاف ما تزال محافظة على ولائها له. وأبدى يمنيون خشيتهم من اندلاع قتال بين القوات المؤيدة والمعارضة له، خاصة بعد تصلب موقف الرئيس صالح وتقديمه اشتراطات جديدة لتوقيع المبادرة الخليجية لنقل السلطة. وأبدى صالح اليوم ارتياحه من الجنود الذين يتحدث إليهم وحياهم على «صمودهم» وبقائهم موالين له. وقال مخاطباً منتسبي الحرس الجمهوري «لقد أفشلتم المخططات لأعداء الثورة والمرتدين والمرتزقة والمنهزمين وتجار الأسلحة». وطالب صالح المعارضة بتسليم المتورطين في تفجير دار الرئاسة إلى النيابة، وتابع «عليهم ان يفهموا لن تذهب دماءنا وشهداءنا ومعوقينا وجرحانا سدى». وقال إن «أكثر من ألفين» من منتسبي القوات الموالية قتلوا خلال الاضطرابات المستمرة منذ أشهر، على يد من أسماهم ب«العناصر الحاقدة الخائنة المريضة المملؤة بالحقد الدفين». وفي زيارته لمركز التدريب التابع للحرس الجمهوري، شدد صالح على ضرورة تأهيل المتدربين وإكسابهم قدرات قتالية عالية، لأنها «ستقلل من الخسائر في ميدان المعركة»، وطالبهم بإيلاء عملية التدريب اهتماماً أكبر. وقالت وكالة «سبأ» إنه رافق صالح خلال الزيارة علي بن علي القيسي عضو مجلس الشورى واللواء الركن علي صالح الأحمر مدير مكتب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
* الصورة لصالح ونجله أحمد قائد الحرس أثناء زيارته لللواء الرابع في معسكر 48 بصنعاء