منعت مطابع مؤسسة الثورة للصحافة والنشر (الرسمية) صباح اليوم الثلاثاء طباعة العدد 94 من صحيفة المصدر إثر رقابة مسبقة على مواد العدد من قبل موظفي المطابع.. وكان موظفو المطابع تفحصوا مواد العدد، وطالبوا بتغيير أربع صفحات بسبب احتوائها على فقرات وكلمات اشترطوا بحذفها وتغييرها من العدد، وقال مسئول التوزيع في الصحيفة بأن موظفي المطابع رفضوا السماح بطباعة العدد بسبب اعتراضهم على ذكر ما يسمى ب"مجلس قيادة الثورة في الجنوب" في سياق أحد أخبار الصفحة الأولى، بالإضافة إلى حوار للنائب الدكتور ناصر الخبجي ورد في تفاصيله ذكر "مجلس قيادة الثورة السلمية بيافع".
كما اعترض موظفو المطابع على مقال للزميل أسامة غالب في الصفحة السادسة من العدد، تحت عنوان "عن الاصطفاف الوطني" دون إبداء أسباب اعتراضهم على نشر هذا المقال، وفي الصفحة الخامسة من العدد اعترض موظفو المطابع على تقرير نشرته الصحيفة نقلا عن وكالة رويترز بعنوان "نازحون تقطعت بهم السبل على حدود السعودية بسبب الصراع في اليمن"، وذلك بسبب ذكر الوكالة في سياق التقرير بأن المتمردين الحوثيين ينتمون إلى الطائفة الزيدية في اليمن.
وأوضح مسئول التوزيع بالصحيفة بأن موظفي المطابع طالبوا بحذف الفقرات والكلمات التي تم وضع إشارات عليها من قبلهم، وحذف المقال كي يتم السماح بطباعة العدد.
ووصف رئيس تحرير "المصدر" هذا الأمر بالمهزلة الكبرى التي لم تعد تحتمل، واعتبرها عودة للنظام الشمولي الذي كان قائماً في الثمانينيات، والذي كان يعتمد الرقابة المسبقة على الصحف قبل الطبع.
واعتبر هذه الإجراءات "عقاب" للصحيفة على سياستها التحريرية والمهنية التي بالتأكيد لا تصب في صالح السلطة. حسب قوله.
وطالب سمير جبران قيادة نقابة الصحافيين بتقديم استقالة جماعية لعجزها عن فعل أي شيء في مواجهة هذه الإجراءات الحكومية، وقال: إن الصحافة اليمنية منذ عدة أشهر وتحديداً من شهر مايو الماضي تلقت الضربة تلو الأخرى فيما ظلت النقابة عاجزة عن مواجهة ذلك حتى وصل الأمر بنا إلى مطالبة الرقيب بحذف كلمة في هذا المقال أو ذاك التقرير.
وتابع قائلاً مع احترامنا للجهود الفردية التي يبذلها البعض في قيادة النقابة إلا أنه بات من الواضح أن الاستقالة الجماعية هي أقل ما يمكن أن يفعلوه حفاظاً على سمعتهم، والدعوة لعقد مؤتمر للجمعية العمومية لانتخاب قيادة جديدة.
وتأتي هذه الإجراءات غير القانونية بحق الصحفية بعد أسبوع من تهديد موقع 26 سبتمبر نت الإخباري على شبكة الانترنت على لسان مصدر عسكري للصحيفة ولطاقم التحرير فيها ب"كسر الأقلام وإخراس الألسن"، كما يأتي هذا الانتهاك الجديد لحرية الصحافة بعد أقل من عشرة أيام من لقاء وزير الإعلام حسن اللوزي بالسفير الأميركي بصنعاء ستيفن سش، للتباحث حول حرية الصحافة في اليمن، حيث تفاخر الوزير خلال لقائه بالسفير بالتزام وحرص وزارته على تطبيق قانون الصحافة والمطبوعات ودعمها ورعايتها لحرية الصحافة، وقال بأن وزارة الإعلام لم تقم مطلقا بإيقاف أو منع أي صحيفة تصدر داخل البلاد، لأن القيام بذلك من اختصاص السلطة القضائية وليس وزارة الإعلام.