المكان: صفحات الفيس بوك الزمان: يوم من أيام الله الموضوع: شائك، أما الحبكة الدرامية فيعلمها أصحابها أكثر مني ويعلموان أسرار الحدث وخباياه أكثر مني، وما يهمني في الموضوع هي تلك الظاهرة التي بدأت تتشكل في مجتمعنا اليمني الافتراضي والواقعي وبدأت تشق طريقها إلى الواجهه وبكل عنف وقوة، وبلا هوادة وكأنها تقول: "أكون أو لا أكون". قبل أن أتطرق إليها سأتحدث عن حلم اليمنيين الذين خرجوا من أجله وعن دولة المساواة والنظام واحترام حرية الرأي والتعبير، خرجوا لينتقدوا الأوضاع التي سادت اليمن وفرقت بين أبنائه وغرست للشتات ألف سبب بين صفوفه، وعن ذلك الوطن الذي صمدنا من أجل بنائه ومن أجل تحريره من جبروت الأسرة الواحدة وحكم القبيلة والتعصب الأعمى لها، ونطهرها من الفساد الذي تغلغل في جسد اليمن كطاعون أسود كاد يقضي عليها لولا رغبتنا في الحياة وإرادتنا التي ستحطم كل القيود بإذن الله. ألم يكن هذا حُلمنا وهدفنا وغايتنا فلماذا اليوم نصبأ عنها؟ هاهُم من خرجوا ليُسقطوا المناطقية يتمسكون بها ولكن في أقاصي اليسار ومن يُنادون بحرية التعبير يعتنقونه كدين جديد لهم، لا بل ويُغلون فيه لدرجة أنهم يكفرون ويتهمون كل من انتقدهم بالخوارج والظلاميين ومافيا الفتاوى! والأخطر من ذلك التعصب القبلي الذي أقبل علينا بكامل هندامه مرتدياً ربطة عُنق وماسكاً بيده قلماً سلّطه على كل من يتجرأ على أن يُخالفه الرأي أو ينتقده، وها نحن ذا نعود إلى درجة الصفر، لا بل ما تحت الصفر ولكن بالاتجاه المعاكس، وكأنا لم نقضِ الشهور في ساحات التغيير والاعتصام من أجل التغيير، وكأن ثورتنا كانت مجرد تقليعة أو حالة من الهيجان العاطفي أو كما يقول إخواننا المصريين مجرد "شوطة"، فلم نُغير من عقليتنا ولم نثُر على موروثاتنا الثقافية. لن نحظى بما خرجنا من أجله إلا بعد مراجعة أهدافنا الشخصية والحزبية والمناطقية أو الطائفية مع ما يتوافق مع أهداف الثورة وأحلامنا التي ستصنع الوطن، نعم نحن كلنا بكل اختلافاتنا نشكل أجزاء هذا الوطن كفسيفساء رغم اختلاف أجزائها ولكن في الأخير لا تتضح الرؤية ويكتمل جمال الصورة إلا برصها جنباً إلى جنب وكلُ في مكانها الصحيح. وهنا يستوقفني سؤال ما الذي نحتاجه الآن بالفعل! كما قلت أنفاً بأن تتوحد غاياتنا وأهدافنا الجزئية مع أهداف الثورة، وأن نتبع مقاييس ومعايير وفلاتر لتصحيح مسارنا ضمن هذه الثورة، وأن نتبع الحق وأن لا نحيد عنه مهما تشعبت بنا السبل وتعارضت مع أهوائنا، وأن نُحكم ضمائرنا في ذلك، فكما ان للشمال إبرة في البوصلة تُشير إليه دائماً يجب علينا أن نمتلك إبرة في بوصلتنا الضمير تشير إلى الحق فنتبعه ونتخذه شريعة ومنهجا حتى ولو على أنفسنا، فلن ينفعنا التنكر له فهاهو صالح طالما أدار ظهره للحق واليوم يحصد ما زرعت يداه. وأخيراً أقول قولي هذا وأعلم بأني سأنتقد وأُعَادَى وسينالني ما ينالني من الانتقاد والتقريع، ولكني أقولها معذرة إلى الله إني مع الكل إن ساروا في الطريق الصحيح الذي يُفضي بنا إلى دولة مدنية ويمن جديد وتحقيق حلمنا الرائع، وضد الكل إن حادوا عن هذا المبدأ..