بعد ان أصبح صالح وحيدا ينفض الناس من حوله كنافخ الكير الذي لا يهدي إلا خبث أو رائحة كريهة لن ينفعه مال ولا ولد ولا صاحبة ولا لقب ولا بلطجي ولا نسب تتفاداه الفيز وتتقاذفه السفارات وهو يطرق بيديه المحروقتين أبواب القنصليات مجتهدا في العثور على جحر يتوارى فيه بقية عمره عله يجد فسحة من الوقت في لعن العداد وصاحب العداد . لم يدخر صالح سبيل للحصول على تأشيرة للهروب وبكل ما نهبه من مال لم يستطع أن يجد كفيل في الدمام أو عرعر كما أن لياقته لا تؤهله لعبور حرض ولن يجديه نفعا ان يشترك في اليانصيب للحصول على الإقامة في أميركا لأنه غير حاصل على الثانوية العامة كما أن الحصانة ( بكسر الحاء) غير نافعة لان المطلوب شهادة حسن سيره وسلوك ولعدم توفر كل ذلك فيك يافندم يجب ان تسعى للحصول على تقرير طبي مترجم يبين حالتك المرضية المستعصية، وكشف بنكي يبين أن رصيدك كافي لتغطية نفقات العلاج وتلك اقرب الطرق للحصول على رخصة زيارة للولايات المتحدةالأمريكية.. أتمنى من أعماق قلبي أن تحصل على فيزا وتدخل أمريكا كما أتمنى من أعماق قلبي أيضا أن التقي بك هناك .. تخيل معي أنا وأنت وحدنا في شارع فرعي (زغط ) في نيويورك لا ونانات ولا طقوم ولا نخيط ولا المرافقين حقك ولا شي من حق أيام زمان أيام الجاهلية كيف تتوقع ان نلتقي في ذلك «الزغط» مواطن يمني مشرد من صف سادس ويشرب حبوب منع الشغل.. يلتقي الرئيس بعد ثلاثة وثلاثين سنه أشغال شاقه!!