إلى متى سنظل نعيش في زوبعة الفنجان بين أحلام وهمية ومشاكل واقعية وتقدم وتطور إلى الخلف. كل يوم نعطي أنفسنا حقنه صبر وتأمل لتقدم سوف تشهده اليمن وتطور سيجعلها من أفضل الدول على الأقل في الوطن العربي وليس في العالم. تأتي الانتخابات وتهب معها رياح الوعود الساخنة التي تحمل في طياتها سحر وشوق غريب تسحر كل مواطن وتجعله يرى إن تطور اليمن في انتخاب هذا وذاك. وما أن تنتهي الانتخابات, حتى يدق ناقوس المشاكل والأزمات التي تبدأ مع أول صندوق يتم فرزه. حتى ترى المواطن المسحور قد أفاق من سحر بعد إن قُرِأت عليه آيات قرآنية, ليفاجئ نفسه بأنه قد اختار الصندوق الغلط. ويبدأ التأفف والآهات والتي تستمر حتى موعد انتخابات أخرى، هذا هو حال المواطن اليمني سيظل يسحر نفسه بنفسه ويقتل تقدمه بنفسه.
مشاهد أرقتني!! كم تمنيت إن أرى بلدي في تطور وتقدم وتحضر أفتخر به بين الناس ولكن سأظل أحلم وأحلم حتى أضيع بين أحلامي.
كلما أردت إن أفتخر ببلدي وعن الشهامة وإنها في انفتاح على التطور وإن كان ببطي فاجئي بأنني أتكلم عن شي غير موجود أو سراب اجري وراءه .
عندما ترى العالم يتقدم وبلدك يتقدم للخلف، عندما ترى حكومتك قد كسرت ظهرك وجعلتك من أفقر المواطنين، وسوف تعيش في حفرة الفقر، عندما تجد أبسط سبل العيش والحياة غير متوفرة لديك، عندما تكون نسبة الفقر في تطور وازدياد دائم ، والتخلف والجهل ينتشر ، ورغيف الخبز يتناقص حجمه ( العلاقة العكسية بين الرغيف وسعره ).
عندما تكون أحد المغتربين في دول الخليج وتذهب للصلاة في المسجد ، لا تفاجئي بعد انتهاء من كل صلاة أن شخصا من أبناء الجالية اليمنية يمد يده للصدقة ويتسول ويحكي للناس عن حالته الصعبة والإمراض التي جعلته يضطر لسؤال الناس ، مع إنني أومن بان هذه هي وظيفته وان وجوده في السعودية لهذا الغرض.
كم يسود وجهي عندما أمشي في شوارع ومناطق السعودية لأجد في كل مكان أبناء جاليتي قد أصبحوا متسولين (اللهم لك الحمد على النعمة التي أعطيتني أيها)، وامتهنوا هذه الوظيفة التي تأتي لهم بدخل ممتاز, وقس على ذلك غيرهم من المتسولين الذين يأتون تهريبا من الحدود لإغراض التسول.
مع إنني لم أجد أحد يستول من الجاليات الأخرى إلا نادرا ولكن يبحث عن لقمة عيشة بأي وسيلة ولا يمتهن التسول كما يفعل بعض اليمنيون.
سحقا لحكومة جعلت شعبها متسول. وسحقا لشعب رضا على نفسه الذل.
فقط أتمنى لبلدي الاستقرار والرقي والوحدة وأن يظل الشعب اليمني من أرقي الشعوب.