صنعاء – أصبح في الآونة الأخيرة التسول ظاهرة سلبية بدأت تطفو على السطح بعد تزايد أعداد اللاجئين السوريين خاصة في اليمن. سياسيون يمنيون أكدوا أن هذه الظاهرة مفتعلة وحمل بعضهم أطرافا خارجية وأخرى داخلية مسؤولية تشجيع هذه الظاهرة لإثارة تعاطف الأهالي ولكسب تعاطف العديد من الجهات في القضية السورية وخاصة جلب الدعم لأطراف سياسية معينة. سوريون مقيمون في صنعاء نفوا من جانبهم أن يكون أي من اللاجئين إلى اليمن امتهن التسول وتصاعدت شكاواهم مما وصفوه بأحد أساليب التآمر على بلدهم وتشويه سمعة شعبهم. وتقول سوسن صوفان، أمين عام الجالية السورية في اليمن، إن معدل المتسولات في تزايد كبير تحت “يافطة” اللاجئات. مؤكدة أنه “لا يوجد لدينا إحصائية محددة عن عدد اللاجئين السوريين”. مشيرة إلى أن الكثير من هؤلاء الفتيات لا يحملن الجنسية السورية، وأن أخريات لم تجبرهن الظروف في سوريا على اللجوء إلى اليمن وإنما كان مجيئهن ضمن مخطط استثماري لكسب المال وتزويد الجماعات المسلحة به” على حد تعبيرها. وأضافت أمين عام الجالية السورية في اليمن قائلة: “إن 90% من هؤلاء جاؤوا إلى اليمن لممارسة أعمال تجارية، منهم من فتح مطاعم أو “كوفي شوب” أو قاعة حلاقة ومنهم من يقدم أعمالا في المنازل، وأن نسبة كبيرة من هؤلاء هم من التابعين للجماعات المسلحة والنسبة الأخرى من جنسيات أخرى”. وقالت صوفان: “بالنسبة إلى المتسولات، وبحكم عملي وخروجي بشكل دائم، فإنني أجد الأعداد تتزايد بشكل غير طبيعي وهو ما يكشف أن العملية منظمة. وأكثر ما لاحظته أن من الفتيات حين تفتح معها حديثا تجد من خلال لهجتها وطريقة كلامها وحتى شكلها أنها ليست سورية وإنما تدعي ذلك، وترفض أن ترينا هويتها”. وفيما أكدت صوفان عدم معرفتهم في الجالية بطريقة حصول الكثير من هؤلاء على جوازات السفر، فقد أشارت إلى أن تجمعات اللاجئين السوريين “حقيقيين ومزيفين” تكمن في صنعاء وليس هناك معلومات عن تواجدهم في محافظات أخرى سوى معلومات عن تواجد مجموعة في ذمار. ولم تستبعد صوفان أن يستغل جماعة الإخوان المسلمين هؤلاء النساء لكسب تعاطف المواطنين اليمنيين وخصوصا في المناطق النائية، وتحريضهم على الدفع بأبنائهم إلى القتال مع الجماعات المسلحة بسوريا. موضحة أن لدى الإخوان هيئات تنسيقية تعمل في الجامعات والمساجد لجمع الأموال باسم الشعب السوري بالإضافة إلى ما يتم تحصيله من التسول. وأضافت صوفان “قبل أيام سمعت خبرا مفاده أن الهيئات التنسيقية عندما اجتمعت لتقاسم الغلة اختلفوا فيما بينهم على القسمة وانتهى الأمر بالعراك”. ومن جهته قال مدير مديرية تنمية المفرق زكي الروسان “إن تعطل برامج مكافحة التسول في مدينة المفرق منذ بداية العام الحالي، ساهم في ازدياد عدد المتسولين خاصة بين اللاجئين السوريين القاطنين في المدينة وقراها التابعة لها”. وأضاف الروسان “أن التسول ليس ظاهرة صحية وعلاجه يجب أن يكون بوسائل حضارية لا من خلال وسيلة العقاب، إذ من خلال تشخيص أسباب التسول نستطيع معالجته وفق كل سبب. وكشف الروسان، عن خطة تنوي المديرية إطلاقها قريبا تم وضع محافظ المفرق بصورتها، تهدف إلى تنفيذ حملات ميدانية على المتسولين وخاصة المتمركزين عند مناطق الإشارات الضوئية للتخلص من هذه الظاهرة إطلاقا. وأشار الروسان إلى أن التسول بات خليطا ما بين المواطن واللاجئ السوري، مؤكدا أن محافظ المفرق أبدى استعداده لملاحقة جميع المتسولين وتقديم العون والدعم النفسي والاجتماعي لهم. وأوضح رئيس قسم الدفاع الاجتماعي في المديرية قاسم خزاعلة، أن المديرية ألقت القبض على نحو 90 متسولا خلال العام الماضي من بينهم 70% لاجئين سوريين. يذكر أن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدةبصنعاء كانت قد دشنت سياستها الصحية الجديدة للاجئين وطالبي اللجوء في اليمن الأسبوع الماضي، في الوقت الذي يظل فيه اللاجئون السوريون خارج هذه السياسة. وكشف القائم بأعمال ممثل المفوضية السامية في اليمن برونو جيدو عن تلقي المفوضية نحو 102 طلب لجوء من اللاجئين السوريين، وأن أعدادا كبيرة من السوريين لم تتقدم بطلب اللجوء حتى اليوم، الأمر الذي يجعلهم خارج إطار السياسة الصحية الجديدة وخدمات أخرى تقدمها المنظمة اﻷممية المعنية بشؤونهم. وقال “برونو جيدو”: إن عدد اللاجئين المسجلين في اليمن وصل إلى 240،371 لاجئا، يبلغ عدد اللاجئين الصوماليين منهم 229،860 لاجئا، ودعا جيدو الحكومة اليمنية إلى التعاون مع المنظمة من أجل الوصول إلى كافة اللاجئين السوريين حتى يتم مساعدتهم وإلحاق أطفالهم بالتعليم وإبعادهم عن التسول في الشوارع.