قال رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح محمد اليدومي ان اليمن اليوم «يمر بمنعطف تاريخي مشهود ولحظة زمنية غاية في التعقيد والخطورة»، واصفاً يوم الثلاثاء المقبل الذي يشهد انتخابات رئاسية مبكرة ب«اليوم المجيد» الذي سيطوي فيه الشعب صفحة الماضي ويفتح صفحة جديدة ليمن جديد لكل أبناء اليمن لا مجال فيه للتهميش والإقصاء. ودعا اليدومي اليمنيين إلى أن «يجعلوا من هذا اليوم (الثلاثاء) لحظة فارقة في حياتنا وأوضاعنا.. لحظة تتحد فيها الكلمة وتتكاتف الجهود للشروع في بناء الدولة اليمنية الحديثة على قاعدة الشراكة الوطنية والمواطنة المتساوية.. دولة المؤسسات والقانون»، مناشداً إياهم بالتوجه إلى مراكز الاقتراع. وقال إن التحول الذي تشهده اليمن هو «ثمرة لنضال وتضحيات الجميع»، مضيفاً أن «الكل قد أسهم في صناعة ملامح اليمن الجديد وضحى في معركة إسقاط الاستبداد»، مذكراً بالشهداء الذين ضحوا بأرواحهم، إضافة إلى الجرحى والمعاقين، جراء قمع القوات الموالية لصالح.
وأضاف اليدومي «كما أنه من غير الممكن أن يحتكر شخص أو جهة أو حزب أو جماعة كل تلك الجهود وأن يجيرها لنفسه أو يختصرها في شخصه، فإن من الواجب على كل من أسهم في قيام الثورة وعمل على إنجاحها أن لا يمن على الآخرين بما قدم سواءً كان ما قدمه قليلاً أو كثيراً». وتابع «الفضل بعد الله –عز وجل- هو لشعبنا الأبي الصبور وشباب وشابات اليمن الذين اندفعوا إلى الساحات بالملايين من أجل التحرر والخلاص من منظومة الفساد والاستبداد والذين لا يزالون صابرين مرابطين في مختلف ساحات الوطن حماة لثورتهم ضامنين لديمومتها واستمرارها حتى تنجز كامل أهدافها».
وأشاد اليدومي بدور المرأة اليمنية التي شاركت خلال الثورة السلمية مضيفاً ان ذلك سيكون دافعاً لدور أكثر حضوراً للمرأة وإسهامها «في معركة التنمية الشاملة». كما اعتبر انحياز قطاع من الجيش اليمني إحدى الجوانب «المضيئة» في مسيرة الثورة اليمنية، داعياً إلى العمل على إعادة هيكلة القوات المسلحة والأمن لبناء جيش يحمي الوطن وأمني يحمي المواطن.
وقال زعيم حزب الإصلاح الذي نادراً ما يظهر على وسائل الإعلام: إن « كل من يتصور أو لا يزال يظن أن باستطاعته فرض إرادته أو خياراته بالحسم العسكرية وبوسائل العنف والقصر والإكراه فهو واهم، وكل من لا يزال يظن ان بإمكانه أن يرد عقارب الزمن إلى الوراء فهو واهم». مشيراً بذلك إلى من أسماهم «بقايا الاستبداد وفلول الفساد». وأضاف «على الذين لا يزالون يفكرون في الحرب عليهم ان يدركوا انها سترتد وبالاً عليهم.. فالحرب قد يتم التحكم في اتخاذ قرار بدايتها، لكن الحقيقة تقول: انه لا يمكن لمن أشعل شرارتها ان يتحكم في نتائجها». وأكد رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح ان الحزب سيستمر على مسيرة النضال السلمي التي أعلنها في مؤتمراته الحزبي الثالث والرابع عامي 2005 و2007، مشيراً إلى ما تعرض له أعضاء الإصلاح من إقصاء وتسريح من أعمالهم خلال الفترة الماضية. وشدد على تكامل المسارين «الثوري والسياسي»، وأهمية استمرارهما حتى تستكمل الثورة أهدافها، وهو ما يتطلب «بقاء الزخم الثوري ومواصلة المسار السياسي بما من شأنه التسريع بعملية التغيير وإسقاط كل المكائد والعراقيل التي قد تعترض مسيرة الانتقال السلمي الكامل للسلطة». وأشاد اليدومي بالحرص الإقليمي والدولي على أمن واستقرار اليمن، ومتابعتهم لتنفيذ المبادرة الخليجية، وخص بالشكر المملكة العربية السعودية الولاياتالمتحدةالأمريكية والإتحاد الأوروبي، وبقية الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، ودولة قطر، إضافة إلى مبعوث الاممالمتحدة إلى اليمن جمال بن عمر وأمين عام مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني، مؤكدا على ضرورة استمرار الجميع في متابعة تنفيذ المبادرة الخليجية. وأكد على أهمية المشاركة في الانتخابات الرئاسية المبكرة التي ستنقل البلاد إلى مرحلة جديدة، يجري خلالها الدخول إلى حوار وطني شامل يشارك فيه مختلف القوى الوطنية من دون إقصاء أو تهميش من أجل معالجة كافة القضايا والمشكلات الوطنية. واختتم اليدومي كلمته التي بثها تلفزيون سهيل مخاطباً اليمنيين «فلنحث الخطى نحو صناديق الاقتراع ولنقف صفاً متراصاً موحداً بجانب مرشح الوفاق الوطني الأخ عبدربه منصور، ولنؤكد للعالم أجمع صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ان (الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان)».