قصه يرويها لي احد شباب مدينتي وهو من الكثير الذين اصابهم اليأس و الاحباط من وضعهم الاقتصادي الضعيف الذي لا يطاق , عندها قرر مثل ما قرر من سبقوه و هم كُثر بالرحيل بحثا عن ما يحسن وضعه و ينتشله من مستنقعه البآئس , قرر تخطي الحدود المظلمه و المليئه بالصعاب املا ان يحقق المراد و لو بطريقه لا يرتضيها حكام تلك البلاد . يروي لقصه و مشاعره مختلطه بالفرح و الاحزان فرحا بنجاحه بعد المره الخامسه في وصوله الى المراد و حزنا على فراق الاهل و الوطن و الاحباب . عيناه تغرق بالدمع تاره و شفتاه تبتسمان تاره.
يقول مبتدئا فكرت كثيرا و اتخذت القرار ان ارحل عند هذه البلاد و اواجه الصعاب و اجرب حظي فالدنيا كتاب فيه البيض من الصفحات و السود و لعلي ارحل عن احدى تلك الصفحات السود المظلمات .
انطلقنا انا و زميلي في عتمه الفجر الى حرض و انتظرنا مرشدنا الى تلك البلاد و بعد التفاوض تم الاتفاق على مبلغ من المال مقابل الوصول الى المراد و ابتدئت الرحله ركوبا على سياره الى منطقه فيما بعد الحدود ثم انتظرنا الى صباح اليوم التالي و انطلقنا مشينا على الاقدام الى مايقر من منتصف الليل دون توقف و دون زاد او ماءيقينا الجوع و الحرو العطش على تلك الارض القاحله , يقول متحسرا ان لو وجد قاروره الماء و التي سعره بريال و عرضت عليه باضعاف مضاعفه لاخذها دون تردد .
يواصل حديثه بعد وصولنا انتقلنا الى مهرب آخر انا و صديقي و رفيقي في الطريق بعد التفاوض تم الاتفاق على ان ننتظر بعض القادمين الاخرين لتكتمل الحمله و ننطلق ظللنا في في انتظار احدهمما يقرب 6 ساعات وعندها قرر المهرب التحرك عند الثانيه و النصف ليلا و فرحنا لاننا مللنا من الانتظار دون فائده .
عندما وصلت الساعه الثانيه تمام بدأت اعيننا على الساعه تنظر كل ثانيه املا منا ان يتحرك الوقت بسرعه الضوء كانت اطول ربع ساعه في حياتي بعدها بدأت المتاعب فحينئذا وصل ما يخشى منه كل هارب من بلاد الفقر ليواجه المصائب وصلت الى المنطقه اربع سيارات مليئه بما يسمو حرس الحدود و هم المخولون باطلاق النار و الرصاص عى كل مايحرك بريبه وعندما تيقن المهرب منهم صاح بصوت عالي اركبوا وتماسكوا وانطلق بنا في طرق وعره غير معبده سريعا كالنمور لا يكترث بالمنحدرات والصخور و عند لاحقهم بناء اطلقو النار بكثافه و كأنهم يواجهون جنود بني صهيون احدى الطلقات اصابت قدم صديقي بعيار ناري في قدمه وبدأت بالنزيف حاولت جاهدا ان اوقف نزيف و لكن ون جدوى فالسرعه الجنونيه و وعوره الطريق و الخوف من ان اصاب ايضا بعيار مماثل التفت اليهم و اراهم ليس بقريبين منا عندها صرخت و بصوت عالي ان ينزلنا هنا فاستغرب المهرب و تعجب من امرنا و انا مصر على ذلك و هو يحاول ان يثنيني عن ذلك و لكن اصراري كان اكبر فلبى لنا الطلب على ان يجد مكان يسهل فيه النزول بما ان احدنا مصاب ليستطيع هو الافلات من قبضه المطاردين .
نزلنا في مايشبه سائله الماء احمل صديقي على جسدي و هو يعرج و انا اسمع صوت العجلات يقترب منا رويدا رويدا رأيت الاضواء تزداد صرخت له ان ينبطح و حاول ان يستفهم مني و صرخت في وجهه ثانيه ان ينفذ فنفذ و انتظرنا حتى مرورهم و طال انتظارنا للتأكد من عدم رجوعهم خوفا من نقتل و نرمى و لا احد يدري عنا .
بعد الاطمئنان عدنا ادراجنا مشيا على الاقدام الى اقرب بلده و عندها تمت معاجله صديقي من جراحه و و بعد يومين سئلت صديقي العوده الى اليمن الى ان تتحسن قدمه من الاصاب و من ثم يلحق بي فرفض الاستسلام و فضل ان ينتهي من قلب تلك الصفحه و عدم العوده اليها بتلك السهوله و اصر و لم يكن لدي الخيار الا بموافقته على مايريد .
عندما بدأ يتحسن انطلقنا مره اخرى و توفقنا على عكس المره الماضيه و وصلنا الى مقربه من المدينه المنشوده و لا يفرق بيننا و بينها سوى عشرات من الكيلو مترات و نقطه تفتيش واحده ا,لامل يملؤ صدورنا و الفرح مثله انطلقنا الى احدهم و عرضنا عليه عشرة اضعاف الملبغ المتعارف عليه للانتقال من تلك المنطقه الى مدينتنا الهدف و خلال النقاش اذا باحدهم يمسك و يسئل عن المعدوم عندها اصبحت الدنيا سوداء كظلمه ليل حالك في وسط الصحراء وعندها لا مفر و لا مهرب سوى عنبر الترحيل و العوده الى نقطه البدايه حرض !!
نظرت الى عينيه و هو يتذكر تلك الاهوال لا ادري ماذلك الشعور المختلط عن امر نجاحه في هذه المره دون التعرض للنصب و الاحتيال و الخوف من الرصاص و المطاردات المرعبه .
نظرت وصببت لعناتي على من يهان شعبه و هو في رغد العيش .. نظرت و انا على يقين من وجوب قيام الثورة على نظام يسكت عن ارواح تخطف و تحرق دون ان يكلف نفسه و يستنكر تلك الجرائم نظرت اليه و كلي حزن على شباب يغامر بنفسه من اجل ان يقي نفسه الذل و المهانه في بلده و يحاول جاهدا ان يعمل بعرق جبينه و الخوف يحيط به من كل جانب .
وقلت في قراره نفسي هل سيأتي ذلك اليوم الذي تنتهي فيه تلك المأسآت هل ستحقق لنا هذه الثوره الامل المنشود في حفظ كرامه الانسان اليمني اين ما حل و ارتحل ؟
سؤال سننتظر اجابه في المستقبل القريب .. و لكم الله يا من انتم قابعون في عنابر الترحيل المخيفه و المليئه بالمعاناه الطويله في انتظار الرحيل و العوده الى الوطن محملين بخيبه الامل و الاصرار على تكرار التجربه مهما كلف الثمن .