قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم، الموجود في موسكو للتباحث مع المسؤولين الروس حول الموقف في بلاده، إن حكومته تطالب المبعوث الدولي كوفي عنان بضمانات بأن المسلحين سيلتزمون بوقف اطلاق النار المنصوص عليه في خطته التي تهدف الى انهاء القتال في سوريا. وقال المعلم للصحفيين في العاصمة الروسية "لن نطالب الارهابيين الذين يقتلون ويختطفون المدنيين ويدمرون البنى التحتية بضمانات، بل نريدها من عنان نفسه." كما قال الوزير السوري إن عنان أكد له في مكالمة هاتفية ان المتمردين سيجردون من السلاح بعد تثبيت وقف اطلاق النار. في غضون ذلك، تستمر اعمال العنف في سوريا رغم انتهاء المهلة التي حددتها خطة تدعمها الاممالمتحدة لسحب القوات والاسلحة من المناطق السكنية. وافادت الانباء بقصف تعرضت له مدينة حمص صباح الثلاثاء كما وقعت اشتباكات على الحدود التركية واللبنانية ليلة الاثنين/الثلاثاء. وقتل يوم الاثنين اكثر من 100 شخص اغلبهم من المدنيين. وكانت حكومة دمشق وافقت على خطة وقف اطلاق النار وموعد انتهاء المهلة لكنها طلبت ضمانات مكتوبة بان يسلم معارضوها اسلحتهم قبل ان توقف حملتها العسكرية. وحسب الخطة، التي تفاوض عليها مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان، تبدأ القوات السورية الانسحاب من المدن في موعد اقصاه يوم الثلاثاء على ان يتوقف اطلاق النار يوم الخميس. الا ان واشنطن قالت مساء الاثنين انه "لاتوجد ادلة بعد على ان نظام الاسد يفي بتعهداته". ويقول النشطاء السوريون ان القوات الحكومية تقصف مدينة حمص منذ صباح الثلاثاء وان هناك عمليات عسكرية في مناطق اخرى من سوريا. واتهمت تركيا سوريا "بانتهاك صريح" لحدودها، اثر حادثين على الحدود المشتركة بين البلدين اسفرا عن مقتل شخصين واصابة اخرين بجروح بينهم مواطنون اتراك. وشهدت تركيا زيادة كبيرة في اعداد اللاجئين المتدفقين اليها عبر الحدود في الاسبوع الماضي، وتأوي تركيا الان ما يصل الى 24 الف لاجئ سوري بينهم المئات من المنشقين عن الجيش السوري. وفي تطور اخر قتل مصور لبناني عبر الحدود مع سوريا امس الاثنين. وبعد موافقتها على خطة عنان، طلبت الحكومة السورية الاحد ضمانات مكتوبة من مقاتلي المعارضة بوقف هجماتهم وتعهد الدول الاجنبية بوقف تمويلهم. وقالت الحكومة السورية انها لا تريد ان يستغل المتمردون انسحاب القوات ويعيدون تنظيم وتسليح انفسهم. وقال الجيش السوري الحر، الفصيل الرئيسي في المعارضة المسلحة، انه رغم دعمه للهدنة الا انه لن يلبي مطالب الحكومة. ويقول مراسل بي بي سي في بيروت جيم ميور انه اذا كانت هناك امال في انقاذ خطة السلام فانها معلقة على حلفاء دمشق كالصين وروسيا وايران، وهم يدافعون عن النظام السوري لكنهم يدعمون خطة عنان. وتقول الاممالمتحدة ان اكثر من 9 الاف شخص قتلوا في الانتفاضة ضد نظام الرئيس بشار الاسد منذ اندلاعها قبل اكثر من عام. وتقول الحكومة السورية ان اكثر من الفين من قواتها قتلوا في اعمال عنف تنسبها الى "عصابات مسلحة" و"ارهابيين".