أكد محللون وخبراء أمريكيون أن التعاون اليمني في مكافحة الإرهاب شهد تحسنا ملموسا بعد رحيل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، مشيرين إلى أن إحباط مؤامرة تفجير طائرة ركاب كانت متجهة الى الولاياتالمتحدة، كان ثمرة رئيسية لما شهده هذا التحسن. ونقل راديو صوت أمريكا، الخميس، تصريحات على لسان خبراء في مكافحة الإرهاب، أكدوا فيها أن المعركة ضد تنظيم القاعدة اكتسبت بعض الزخم خلال الأشهر الأخيرة بعد مغادرة علي عبد الله صالح، من السلطة. وقال التقرير، انه وطوال العام الماضي أثناء فترة الاحتجاجات المطالبة بالإطاحة به، قدم الرئيس صالح نفسه باعتباره الحصن المنيع الذي لا غنى عنه في مواجهة الإرهاب الجهادي. وعلق على ذلك سيباستيان جوركا، المتخصص بالشؤون العسكرية في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات قائلاً إن الرئيس اليمني السابق، على كل حال، كان يتحدث أكثر مما يفعل. وإذ لفت جوركا إلى أن «صالح ربما قال بعض الاشياء عن كونه أخر أمل أمريكي كبير لمواجهة المتشددين، والأصوليين، نظرا لدوره العالمي»، أستدرك قائلا: «ولكن من المعروف، وحتى بمجرد النظر إلى تقارير وسائل الإعلام والتحليلات المحايدة، أن هذا الرجل، في حين كان الوعظ هو الشيء الوحيد الذي يقدمه لواشنطن والغرب، فإنه كان يلعب (....) تحت الطاولة [التعاون] مع الجهاديين والأصوليين داخل بلاده في سبيل مساعيه من أجل البقاء في السلطة»، مضيفا «ولذلك تلاعب صالح بالعديد من البلدان، ليس فقط بالولاياتالمتحدة، مثل الكمنجة». وبحسب مايكل هايدن، المدير السابق لوكالة الإستخبارات المركزية الامريكية، فإن العلاقة الاستخباراتية بين صالح والغرب كانت صعبة. ويقول هايدن «أنا لن أصنف الرئيس اليمني علي عبدالله صالح مطلقا كشريك مطمئن في مكافحة الإرهاب». واضاف «أنك في الغالب تبدو كأنك متورطا في مفاوضات لا نهائية تقريبا بخصوص قضايا هو المسئول عنها لما أصوره في الغالب وبشكل صريح على انه أداء الحد الأدنى من جانبه». ويؤكد التقرير أن العديد من أعضاء تنظيم القاعدة الرئيسين الأصليين جاءوا من المملكة العربية السعودية، جارة اليمن من جهة الشمال، وبحسب المحللون كان هناك تفاهما ضمنيا بأن المجموعة لن تهاجم داخل ذلك البلد. ولكن بدءاً من حوالي 2003، بدأ تنظيم القاعدة بضرب أهداف غربية وسعودية داخل المملكة الغنية بالنفط، مما أثار غضب حكام الأسرة المالكة السعودية وجعلهم يطلقون حملة قمع ضد الجماعة. واعتبر هايدن، مدير المخابرات السابق، أن التبديل التكتيكي من قبل تنظيم القاعدة فاجئ المحللين في الإستخبارات على حين غرة، لكنه عاد وقال أن ما تبين لاحقا هو أن ذلك كان خطأ مكلفا بالنسبة لجماعة ارهابية، مشيرا إلى النتائج الواضحة جدا من حيث «أنهم عانوا بسبب خطأهم». وفي هذا السياق، أكد التقرير أن المملكة العربية السعودية عندما اتخذت موقفا أكثر تشددا ضد تنظيم القاعدة، فإن عدد كبير من أعضاء التنظيم فروا إلى الجنوب عبر الحدود، سهلة الاختراق، إلى اليمن، حيث أعادوا تنظيم صفوفهم هناك تحت راية «تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية»، أو القاعدة في جزيرة العرب. ويقول مسؤولون امريكيون ان القاعدة في جزيرة العرب حاليا فاقت القاعدة الأصلية في باكستان بكونها الخطر الإرهابي الأكثر فتكا ضد الغرب وحلفائه. وبحسب التقرير فإن الولاياتالمتحدة دخلت في تعاون إستخباراتي وثيق مع السعوديين، مكثفة هجمات الطائرات بدون طيار ضد اهداف القاعدة في جزيرة العرب داخل اليمن، وقدمت مساعدات أمنية لحكومة صالح. وأستعرض التقرير الأحداث اللاحقة وصولا إلى إسقاط صالح من الحكم والانتقال بالتعاون العسكري والأمني لمحاربة القاعدة إلى الرئيس الجديد لليمن، عبد ربه هادي منصور. وهنا أعتبر سيباستيان جوركا ان التعاون في مكافحة الارهاب قد شهد تحسنا بشكل ملحوظ منذ رحيل صالح. وأضاف "ومع ذهابه، فقد بدا كما لو أن الإدارة الجديدة ليست منافقة كما كان». وأضاف «والنتيجة أن هذا البلد المريع بدأ ينتج عنه موقفا تعاونيا يختلف كثيرا عن عهد صالح» وفي هذا السياق أستعرض التقرير بعض العمليات الجوية التي نفذتها مؤخرا طائرات أمريكيا بدون طيار، ونتائجها المثمرة ضد قيادات وأعضاء من تنظيم القاعدة