لم يخرج اليمنيين في مظاهرات عارمة واعتصامات في كل الشوارع والأزقة والحارات والقرى تضامناً مع الضحايا والشهداء الذين سقطوا في ساحة السبعين بتلك الصورة المرعبة, كإدانة صارخة لذلك العهر والعبث بأرواح الناس تستمر الاعتصامات حتى يكشف عن الفاعل الحقيقي وراء تلك الفعلة القذرة ..!! كل ذلك لم يحصل, بما تعودنا على هذه المشاهد المرعبة, فجمعة الكرامة لا زالت محفورة في الذاكرة, وأن كانت حظيت بنصيب وافر من الإدانة واستثمرها الشباب وخذلها الشيوخ, هي نفسها لا زالت حبيسة الأدراج في توجيه الاتهام الى الفاعل المعروف وكشفه على الملأ , مذبحة الجنود في أبين على يد القاعدة بشاعة الوحشوش البشرية وباسم الله وتطبيق الشريعة وليس سوى الذبح على الطريقة الشيطانية, واكتفى الجميع بالبكاء وآيات العلن والسب على من كان الفاعل كما هي العادة. اليوم في الجريمة التي سبقت عيد الوحدة بيوم واحد , من يملك أدنى حس سياسي يدرك أن كل الدلائل والحقائق الأولية واضحة حول من كان يقف خلف تلك المجزرة المرعبة والمروعة.!! كون المسرحية كانت واضحة ولا تحتاج الى زيادة في التفصيل والفهم " قبل العيد بيومين صالح في حالة سيئة , حالة ارتعاش في يديه وفي ساقة , ارتخاء العضلة للفك الأسفل في فمه مع تورم , يحتاج الى عمليات صغرى وكبرى , تفاصيل تنشر لأول مرة في مواقع تعودنا على أن الزعيم الملهم بخير وفي أسوأ الظروف وحالة النزاع والصراع مع ملك الموت يكون الاعلان عن حالة الزعيم بأنها مجرد فحوصات دورية لا أكثر..! قبل العيد بيوم واحد وهي البروفة الأخيرة التي تسبق العرض , انفجار في ساحة السبعين , 100 قتيل , ومئات الجرحى , كوم من الأشلاء الممزقة , برك من الدماء , رغب وحالة ذعر تخيم على المكان , وابتسامة عريضة هناك في كهوف الموت . الإدانات راحت بعييييييييد , ركزت على الفعلة ونسيت الفاعل الحقيقي المتخفي, هنا تنزل آيات السخط شوية قرارات ليست جريئة كحجم الجريمة وترحيب باهت بها كونها رافقت جريمة بشعة سحبت أي مباركة كما هي العادة في إقالة من تبقى من حكم عائلة أصيبت بالخرف المبكر. تأتي الأخبار بما لا تشتهي الأمم , شفي صالح تماماً من العمليات الصغرى والكبرى وتلقى العلاج بنجاح خلال ساعات قلائل , إنها كما قلنا لكم معجزة الطب اليمني الذي لا يعرف المستحيل .. لحظات لا تطاق .. كيف تمر مناسبة لعيد كان صالح هو حديث الصورة فيه وهو الوحدة والعيد لا سواه , هل نبقي عليه مريض أم يخرج الى الجمهور الذي ينتظره بلهفة.! صالح هذ المناسبة وفوات الظهور فيها يعني الموت من صدق وربما ندخل في غيبوبة طويلة كطول أيام الوحدة , يرد عليه شخص قريب , طيب قلنا للناس أنك مريض ونشرنا تفاصيل عنك وعن حالتك السيئة .؟ لا يهم فلنخرج وسوف نغير في الصوت قليل نعمل بعض الحركات , صالح أنا بصحة جيدة , جاهز , الشعب لا يطيق بعدي عنه وفي مثل هذه المناسبات, لم يحصل ما كنتم تخوفنا من فداحة الجريمة , فلنخرج , هناك حصانة , ولنركب على حصان اليمن اليوم ,, على شريط القناة.. الزعيم سوف يظهر خلال ساعات, انه الآن بصحة جيدة, يظهر صالح يتكلم ويحاور بكل قوة , نفس الكلمات , نفس الحقارة والمرض , نفس المفردات النتنة , لا جديد سوى... , يصف الخارجين من المؤتمر والملتحقين بالثورة بأنهم شوية منافقين , وكلام كثير ممل .. المثير بإثارة الجريمة لا أثر على مرض صالح ولا العمليات التي أجريت له بادية .! حكومة الوفاق تشكل لجنة للتحقيق وقبل ذلك إدانات واسعة وكلها لا ترقى الى فجيعة أم أو زوحة أو ولد .. قرارات بالإقالة كانت جاهزة قبل الجريمة , والآن عذر مناسب , يعني استثمار ولكن ... وموضوع إعفاء عمار غير واضح يشبه ضبابية تغير قائد الأمن المركزي والإبقاء على يحي صالح أركان حرب , عمار يسلم بقرار الرئيس علامات استفهام من هذه السرعة غير المعتادة,أضف الى أن الدنجوان يصرح بأنه سوف يواجه التحدي بالتحدي هل الإقالة أم الإرهاب , أو شباب الثورة في الساحات ,مجرد تساؤل: هل الجميع ينتظر نتائج التحقيقات حول الحادثة .!! وهل إذا خرج التحقيق المزعوم وأكد بأن الفاعل هو علي صالح والعائلة .. هل تقوى حكومة الوفاق على الإدانة المباشرة للمجرم والمتسبب في الحادثة ومن يقف خلفها ,لا أضن ذلك , لست متشائم ولكن المعطيات تؤكد ذلك .. وفي حالة حصول معجزة بأنه أدين علي صالح ستأتي الحصانة لتشفع له كونها هي من تملك الشفاعة وسيخر الجميع لها مذعنيين كونها من تلمك القول الفصل . نعم ستكون الحصانة في المرصاد لكل من تسول له نفسه الاقتراب من أي محكمة لرفع دعوى قضائية ضد الفاعل هنا يسدل الستار , القضية كبيرة ,, الشهداء سوف تنحصر المأساة على الأهل والأقارب , القضية سوف يتم الاستثمار بها من خلال تبادل التهم حسب العادة, وزارة الداخلية شاهد مشفش حاجة .. الرئيس هادي مزيداُ من القرارات والشعب مزيداً من الصبر فالمشوار طويل وسيل الدماء لن ينتهي ما دام هناك مجرم يوزع الإجرام على مرأى ومسمع من الجميع دون أي رادع يوقف هذا المسخ عن جرائمه التي لا تنتهي ..