أعلن مجموعة من الصحفيين والناشطين الإعلاميين عن إشهار لجنة للدفاع عن حرية التعبير باليمن، ودعت اللجنة في أول بيان لها إلى اعتصام يوم السبت المقبل، وحذرت السلطة من المضي في حربها ضد الصحافة. وحذرت لجنة يمنيون من أجل الدفاع عن حرية التعبير في بيان إشهارها من التراجع المخيف لحرية الرأي والتعبير والانتهاكات الخطيرة التي تطال الصحفيين كالإخفاء القسري وإغلاق الصحف، في ظل هجمة وحرب سلطوية شعواء تشن ضد الصحافة الحرة، وقالت بأنه لم يعد بالإمكان أن يقف الصحفيون فقط متفرجين في قضايا تحتاج لموقف حاسم - إما مع أو ضد، وكان لابد من تأسيس لجنة (يمنيون من أجل الدفاع عن حرية التعبير) وهي لجنة تدافع عن حرية التعبير بشكل عام وليس الصحفيين فقط كون المعتقلات ملئ بمعتقلين بسبب أرائهم.
وأكد الصحفيون المؤسسون بأن اللجنة ليست كيانا بديلا عن نقابة الصحفيين ولكنها داعم ومساند لجهود النقابة، وتتكون هذه اللجنة من لجان لتسيير أعمالها، وهي (لجنة النشاط, اللجنة الإعلامية, لجنة رصد الانتهاكات, لجنة مساعدة أهالي المعتقلين, اللجنة المالية) علما بأن لجنة مساعدة أهالي المعتقلين التي أعلن عنها سابقا هي إحدى هذه اللجان.
وأعلنت اللجنة عن القيام بفعاليات قادمة ومستمرة تضامنا مع حرية الرأي والتعبير، حيث سيتم تدشينها السبت القادم باعتصام في مقر النقابة بالتعاون مع منظمة التغيير للدفاع عن الحقوق الحريات.
وأشارت البيان إلى أن الكاتب الصحفي محمد المقالح لا يزال مخفيا قسريا منذ شهرين وهو ما يثير القلق على حياته ووضعه الصحي, كما بدأت محكمة امن الدولة بمحاكمة ثلاثة صحفيين وناشطين إعلاميين وهم فؤاد راشد وصلاح السقلدي واحمد الربيزي في قضايا نشر, ويوم 31- 10- 2009م أصدرت محكمة الصحافة برئاسة القاضي منصور شائع حكما ضد صحيفة المصدر قضى الحكم بسجن رئيس التحرير سمير جبران لمدة عام مع وقف التنفيذ ومنعه من مزاولة عمله الصحفي لمدة عام وسجن الصحفي المقيم في واشنطن منير الماوري عامين مع النفاذ ومنعه من الكتابة مدى الحياة بتهمة أهانتهما رئيس الجمهورية وهو حكم غير مسبوق, ومنعت الصحيفة للأسبوع الثالث من الطباعة. كما صودرت صحيفة الديار من الأكشاك والمكتبات, و لا تزال صحيفة الأيام موقوفة منذ أوائل شهر مايو من العام الحالي. وهو حال صحيفة المحرر الموقوفة منذ مارس من العام 2008م. وصحيفة القضية, ويشكو والد الزميل الصحفي أياد عماد غانم المراسل المتعاون مع صحيفة الأيام والطالب بكلية الإعلام من تدهور حالته الصحية في سجن صبر بمحافظة لحج ومنعه من زيارة، كما يتعرض الزملاء في قناة الجزيرة "مكتب صنعاء" للمضايقات والتهديد وحملات تحريضية رسمية ضدهم. بالإضافة الى انه لا تزال عدد من الصحف تحاكم في محكمة الصحافة "المتخصصة" منها الشارع والديار والوسط وصحيفة الثوري والمصدر, ولا تزال وزارة الإعلام تمارس الرقابة على مواد بعض الصحف التي صدر قرار سابق بإيقافها.
وأدانت (يمنيون من أجل الدفاع عن حرية التعبير) استمرار إخفاء الكاتب الصحفي محمد المقالح، وحملت السلطة مسئولية حياته وسلامته، وطالبت بإطلاق سراحه أو أحالته الى القضاء. وكذا إطلاق الزميلين فؤاد راشد وصلاح السقلدي واحمد الربيزي.
وفي حين أكدت اللجنة احترامها للقضاء إلا أنها استهجنت الحكم "المسيس" الصادر من محكمة الصحافة ضد صحيفة المصدر واعتبرته سابقة خطيرة تنذر بمستقبل مظلم للصحافة في اليمن, وطالبت بإلغائه, ووقف محاكمة الصحفيين, ووقف الرقابة المسبقة على مواد الصحف من قبل وزارة الإعلام , وإطلاق صحيفتي الأيام والمحرر. واستنكرت الحكم الصادر ضد الزميل إياد غانم وطالبت إدارة سجن صبر السماح له بزيارة الطبيب كونه يعاني من المرض كما أعربت عن رفضها للهجمة الصحفية التي تشنها صحف النظام أو المقربة منه ضد قناة الجزيرة ونقابة الصحفيين.
وحذرت اللجنة السلطة من المضي في حربها ضد الصحفيين والإعلاميين، وقالت بأن هذا يسيء لليمن كدولة تتغنى بديمقراطيتها لكون كل تلك الممارسات والتصرفات تتنافى مع حرية الرأي والتعبير وتتنافى مع دستور البلد والمواثيق الدولية الملتزمة بها بلادنا ومنها المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان المتعلق بحرية الرأي والتعبير. ونبهت على أن التضييق على الحريات الصحفية لن يزيد الأوضاع إلا سوءا.
ودعت اللجنة جميع الزملاء الصحفيين والأحرار من ناشطي حقوق الإنسان التصدي لهذه الهجمة غير المسبوقة من السلطة القمعية في اليمن دفاعا عن حرية التعبير عن التي كفلها الدستور والمواثيق الدولية .
الجدير بالذكر أن الصحفيين الموقعين على بيان إشهار وتأسيس "يمنيون من أجل الدفاع حرية التعبير" هم: عبد الباري طاهر، محمد الغباري، راجح بادي، أحمد الشلفي، أحمد حرمل، سمير جبران، عبد الرقيب الهدياني، صبري بن مخاشن، محمد الصالحي، عبد الفتاح حيدرة، أشرف الريفي، سامية الاغبري، عبد العزيز المجيدي، فؤاد مسعد، نبيل عبد الحفيظ مانع، عبد الرحمن المحمدي، خالد عبد الهادي، وضاح المقطري، وهيب النصاري، وداد البدوي، شفيع العبد، أنيس منصور، نشوان الحميري.