قال نشطاء يوم الجمعة إن 12 عاملا قتلوا قرب بلدة القصير في غرب سوريا حين امرهم مسلحون موالون للرئيس بشار الأسد بالنزول من حافلة وأطلقوا عليهم الرصاص لكن وسائل إعلام حكومية ألقت باللائمة في مقتلهم على "إرهابيين". وجاء الحادث الذي وقع يوم الخميس بعد المذبحة التي وقعت الاسبوع الماضي في الحولة بشمال غربي حمص حيث قالت الأممالمتحدة إن 108 اشخاص اغلبهم من النساء والأطفال قتلوا في هجمات ذكرت أن قوات موالية للحكومة هي التي نفذتها على الأرجح.
وأثارت مذبحة الحولة غضبا دوليا وطردت عدة دول غربية دبلوماسيين سوريين وطالبت باتخاذ إجراءات صارمة ضد دمشق في الأممالمتحدة.
وقالت دمشق إن التحقيقات الأولية تظهر أن جرائم القتل في الحولة نفذها مسلحون يسعون الى تشجيع التدخل الاجنبي في البلاد.
وأظهر تسجيل فيديو نشره نشطاء جثث عشرة رجال على الأقل مخضبة بالدماء مسجاة على الأرض قرب بلدة القصير التي تقع مثل الحولة على بعد نحو 20 كيلومترا من حمص معقل المعارضة. وتقع القصير جنوب غربي حمص قرب الحدود اللبنانية.
وقال حمزة البويضة وهو ناشط محلي معارض إن أحد الناجين أبلغه أن القتلى كانوا عائدين من العمل في مصنع للأسمدة في البويضة الشرقية.
وأضاف لرويترز من خلال سكايب "توقفوا كالعادة عند نقطة تفتيش تابعة للجيش السوري. لكن بعد نحو 300 متر من نقطة التفتيش أوقفت سيارة صفراء بها اربعة من الشبيحة المسلحين سيارتهم."
وأضاف "أخذوا اموال الرجال ثم قتلوهم واحدا تلو الآخر بالرصاص في الرأس. عثر على اكثر من 300 طلقة في الجثث."
ولم يتسن التحقق من رواية البويضة بشأن القتل.
وتفرض سوريا قيودا على دخول الصحفيين منذ بدء الانتفاضة ضد الاسد قبل نحو 15 شهرا.
وقال نجاتي طيارة الناشط البارز بالمعارضة من حمص إن قوات الأسد تستهدف على نحو متزايد المدنيين السنة في إطار استراتيجية لإسقاط البلاد في حرب أهلية.
وقال طيارة لرويترز من عمان "نلاحظ الآن تزايد تلك المذابح في اي مكان يوجد فيه الشبيحة بقوة. الحرب الأهلية تصب في مصلحة النظام لأنها تسقط سوريا في صراع يصعب على المجتمع الدولي التدخل."
وتوسط مبعوث السلام الدولي كوفي عنان في اتفاق لوقف إطلاق النار بدأ تنفيذه منذ سبعة اسابيع بهدف وقف إراقة الدماء والتوصل الى حل سياسي سلمي لأعمال العنف في سوريا. لكن أعمال العنف لم تتراجع بدرجة تذكر على الرغم من وجود 300 مراقب غير مسلحين من الأممالمتحدة.
ويقول نشطاء إن ما بين 50 و100 شخص قتلوا يوميا هذا الاسبوع بينهم مدنيون وجنود ومقاتلون مناهضون للأسد.
وأقامت الحكومة صلاة جنازة على قتلى الحولة يوم الجمعة. لكن مظاهرات مناهضة للأسد اندلعت في انحاء متفرقة من سوريا بعد صلاة الجمعة.
ودعت جبهة النصرة الإسلامية المتشددة انصارها في سوريا الى الانتقام لمذبحة الحولة. وكانت الجبهة قد اعلنت المسؤولية عن سلسلة تفجيرات في دمشق وحلب سقط خلالها عشرات القتلى.