في ذكرى 7/7 التي غرر بنا من خلالها جميعاً وددت أن أقول كلمة حق واتمنى ممن يقرأها أن يفكر فيها جيداً وبمضمونها قبل الشجب أو الإدانة أعشق الوحدة حتى النخاع وليس الوحدة اليمنية فقط بل وحتى الوحدة العربية التي عشنا نحلم بها منذ الطفولة و التي أفسدتها اطماع القادة و الساسة و الذين ما انفكوا في ترديدها ليل نهار لكن للأسف كمجرد شعارات رنانة وليس أفعال على أرض الواقع.
أعشق الوحدة لكن في نفس الوقت أقول أن لا شيء مقدس أكثر من حياة الإنسان. الوحدة أياً كانت ليست مقدسة في حد ذاتها وانما قدسيتها تأتي من قدرتها على تحقيق الحياة الأفضل للإنسان.
أردد دائماً أن الوحدة تكون صواباً فقط إذا كانت وحدة قوة وليس وحدة ضعف. الوحدة ممكن أن تأخذ أحد النموذجين التجاريين: - (1+1=3) و هي وحدة القوة والتي يكمل فيها كل طرف الآخر والتي تقوم ايجابيات كل طرف بالإنتقال للطرف الآخر وبالتالي تكون الوحدة إضافة للطرفين فتكون وحدة قوة. - (1+1=1) و هي وحدة الضعف والتي يدمر فيها كل طرف الآخر والتي تقوم سلبيات كل طرف بالإنتقال للطرف الآخر وبالتالي تكون الوحدة نقص للطرفين فتكون وحدة ضعف.
لا يوجد إثنين يختلفوا أن الوحدة اليمنية كانت (على الأقل حتى الآن) وحدة ضعف و الدليل تدهور الوضع في شمال اليمن وجنوبه بعدها.
الوحدة ليست مجرد إسم بل هي مجموعة إجراءات وآليات وإطار عمل يضمن أن تكون الوحدة وحدة قوة وليس وحدة ضعف. معنى ذلك أن نفس الوحدة بين نفس الطرفين ممكن أن تكون وحدة قوة إذا وجدت الآليات وإطار العمل الذي يضمن التكامل وبالتالي القوة وليس التدمير المتبادل وبالتالي الضعف.
الوحدة اليمنية ليست إستثناء. ففشل 20 عاماً لا يعني أن الوحدة بين الشطرين "كمبدأ" كانت خطأ وانما الإجراءات وإطار العمل الذي رافقها كان خاطئاً.
معنى ذلك أن الوحدة مازال ممكناً أن تكون ناجحة ووحدة قوة إذا قام الطرفين بتصحيح اخطاؤهم وتوقفوا عن تصدير "مكامن الفشل" لبعضهما.
إذا كانت مراكز القوى في المحافظات الشمالية جادة فعلاً في الحفاظ على الوحدة فعليهم التوقف عن تصدير "أطماعهم الضيقة" للمحافظات الجنوبية". ونفس الشيء ينطبق على مراكز القوى في المحافظات الجنوبية.
إذا استمرت مراكز القوى القبلية والعسكرية والدينية في المحافظات الشمالية في "غيها" و "اطماعها" فلا استطيع لوم أحد في طلب الإنفصال عنها لأنه كما ذكرت سابقاً بأن الوحدة في حد ذاتها ليس لها قدسية مستقلة عن قدسية الإنسان. ولن استطيع أن ألوم حتى بقية محافظات الشمال بعد ذلك على مزيد من الإنقسام والتشرذم.
بإختصار على الجادين في إنقاذ الوحدة - تصحيح وإزالة "مكامن الفشل" في الشمال والجنوب ومنع تصديرها خلال حدود المحافظات (مراكز القوى العابرة للمحافظات). - وضع آليات وإطار عمل يضمن التكامل وليس التدمير المتبادل. - توقف قادة الشطرين عن التفكير بمفهوم "الجبهة" و "الجبهة المضادة" والإنتقال لمفهوم "الجبهة الموحدة" فعلياً.