تداولت قبل أيام الصحافة الغربية خبراً فحواه أن الرئيس هادي قد عقد صفقه مع تنظيم القاعدة على أساس ترك المدن التي يسيطر عليها التنظيم مقابل أن يتم إطلاق سراح مجموعة من المعتقلين. وبقدرة قادر يتمكن مجموعة من عناصر تنظيم القاعدة من الفرار من السجن. ولكي نتأكد من حرص قوات الأمن "الفاشلة في تأمين السجن" على مصلحة الوطن وأنها ليس لها أي علاقة بفرار هذه المجموعة التي تقدر بقرابة 80 عنصراً إرهابياً. نطالع خبراً نصه " قوات الأمن تلقي القبض على أثنين من عناصر القاعدة الفارين أثناء تسللهم إلى الضالع" ولن نتساءل عن الثمانية والسبعون عنصراً الآخرين فنحن مشغولون بالاحتفال بمنجزات رجال الأمن الأشاوس. لعلها كانت مجرد إعلان عن بداية مسلسل الأفغنة أو الصوملة التي تنبأ بها "سادس الخلفاء الراشدين" على بن عبد الله صالح. لكن للأسف فالسيد الرئيس عبد ربه منصور هادي يقبع تحت وطأة حناجر الثوار الصاخبة و لم يتمكن من معرفة تاريخ وموعد بث الحلقة الثانية من المسلسل التخريبي الهمجي الذي يمارس ضد أبناء الشعب وضد رجال القوات المسلحة والأمن, والذين استماتوا بالأمس القريب في حماية أركان هذا النظام المتهاوي. إلا أن القتلة لا يعترفون سوى بمصالحهم الخاصة ولن تعنيهم الدماء سواء أكانت من أنصارهم أو من أعدائهم ماداموا على قيد الحياة. مع أن السيد الرئيس كان بإمكانه معرفة موعد المسلسل بالاتصال على قناة اليمن اليوم التي تتواجد دائما "عفوياً" بالقرب من الإرهابيين وقبل ثواني من تنفيذهم لعملياتهم الإرهابية. الرئيس "الهادئ" مستاء للغاية من صوت الشباب فقد أصاب العاصمة صنعاء بتلوث "صوتي" وأصبح الضجيج يملأ أرجائها ولهذا ففخامته لا يزال منتظر هيكلة الساحات حتى يتمكن من سماع أصوات التفجيرات التي تدوي على بعد مرمى حجر من داره. ولم يحين قرار إقالة القادة العسكريين وهيكلة الجيش بعد. وربما قد نكون مخطئين فالسيد الرئيس لم يتسنى لفخامته أن يجد بديلاً عن القادة الذين سيقيلهم ولهذا آثر الانتظار حتى يجد احد أبناء عمومته من "أبين" أو "شبوة" فكما يبدو أنه غير عابئ تماماً بما يحصل من تخريب وقتل وتدمير لحياة المواطنين بقدر حرصه على تنصيب أقارب له في مناصب قيادية. إن الممارسات السياسية التي تمارس من قبل أركان الحكم اليوم تنم عن فشل ذريع في إدارة البلاد خلال الفترة الحالية. كما أن سياسة الصمت إزاء التخريب الذي تعرضت وتتعرض له أنابيب النفط وخطوط نقل الطاقة. تدل بما لا يدع مجال للشك على أن الرئيس عبد ربه منصور ليس لدية ما يقدمه للشعب سوى كونه شماعة تعلق على فشله "الجرائم التي تمارس". كما أنها دلاله صريحة على أن ما يمارس من تعتيم إعلامي على أبناء الشعب اليمني يمارس في إطار التنازلات المستمرة التي تقدمها أحزاب المشترك والقوى المحسوبة على الثورة في حكومة الوفاق. دون إدراك منهم ربما لخطورة ما يحاك لليمن من مؤامرة من قبل بقايا النظام المتصدع. ولا أدري لماذا لم يتم الإفصاح للرأي العام عن المخربين الذين تم الكشف عنهم في "مآرب" ولا أدري لماذا لا يزال التعامل معهم على أساس أنهم محصنين من المسائلة. إن اليمن اليوم بحاجة إلى ضمائر حية لا تقبل بأي مساومات على الدم اليمني مهما كانت الأثمان وعلى شرفاء حكومة الوفاق أن يقوموا بفضح كل ما يدار من خلف الكواليس من إجرام لعائلة صالح, حتى يتمكن الشعب من معرفة حجم الخطر الذي يواجهه, كما أنه لا بد أن يتم وضع حلول حاسمة واتخاذ الإجراءات العقابية الصارمة بحق كل من يثبت عليه ارتكاب جرم في حق هذا الوطن, ومقدراته أو يمس بحياة أبناءة. وما حدث من تفجير إرهابي غادر ليس سوى نتيجة طبيعية للمماطلة في هيكلة الجيش والأمن, واستمرار المناكفات السياسية, على حساب أرواح أبناء اليمن ودمائهم. ولهذا على الرئيس وحكومة الوفاق العمل على سرعة هيكلة الجيش والأجهزة الأمنية, ووضع حد لأي تمرد يحصل. إن بقايا النظام بارتباطها بالجانب الإيراني بشكل أو بأخر تسعى لإدخال اليمن في دوامة عنف تقف فيه إيران وروسيا والصين إلى جانبهم. بما يعطيهم الوقت لتصفية المزيد من رجال الأمن والقيادات العسكرية والأمنية والسياسية, محاولة منهم ليحذوا حذو نظام الأسد. بحيث يتيح لهم العودة إلى أماكنهم, أو إبقاء من تبقى منهم في منصبه لحمايتهم, دون المساس بما لدية من قوى عسكرية أو أمنية أو مالية. إن دماء الشهداء الذين يتساقطون يوماً بعد آخر سواء من رجال الأمن السياسي أو قيادات الجيش أو الجنود في الأمن المركزي أو كلية الشرطة ستلاحق القتلة ونخشى أن يكون الصمت على هذا الإجرام سبباً لتعم الفوضى في اليمن وتعود القوى العسكرية للاقتتال من جديد. كما أن الممارسات الخاطئة التي ينتهجها الرئيس عبد ربة خلال الفترة الحالية قد تقود اليمن إلى المزيد من التعقيدات والمشاكل التي قد يستعصى حلها, وما يحصل من تمرد للجان الشعبية التي شاركت في الحرب ضد القاعدة في أبين إلا خير دليل على هذا الفشل الحاصل. يا سيادة الرئيس بدلاً من أن تطالب شباب الثورة من الرحيل عن ساحتهم. قم بواجبك نحو وطنك, بداية من إقالة القيادات المأزومة والتي تحاول الذهاب باليمن إلى الحرب الأهلية, وهيكلة الجيش, والعمل على فرض هيبة الدولة في كل محافظات الجمهورية ووقف الدماء. أو فلتقدم استقالتك معلناً فشلك في تحمل هذه المسؤولية وسيجد اليمنيين من بينهم الكثير من الكفاءات القادرة على إدارة اليمن والخروج به من أزماته بالشكل المطلوب. ملاحظة : أي تبريرات للفشل لن تقبل وهناك عشرات بل مئات الشهداء يتساقطون دون ذنب لهم سوى فشل الأجهزة الأمنية والقيادة السياسية للبلد . نعزي أسر الشهداء, ونشاركهم آلامهم بقلوب يعتصرها الألم ونتمنى للجرحى الشفاء العاجل. ونسأل الله أن يعجل بزوال كل من أراد لليمن سوء ويرد كيد الكائدين له.