شكل النجاح النوعي للجيش وبتشكيلات عديدة وبتتبع خارجي عن كثب في حملته الأخيرة بدخول مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين جنوبي اليمن أمس مع فك الحصار على قلعة الصمود اللواء 25 ميكا المحاصر منذ سقوط المدينة بايدي مسلحي تنظيم القاعدة وحلفائهم قبل ثلاثة أشهر ، ضربة موجعة لأعداء الحياة ومراكز قياداتها التي ظهرت غير مستوعبة للصدمة نظرا لما قادته العملية من تفكيك لطلاسم التوليفة الجديدة للتنظيم تحت مسمى"أنصار الشريعة". هزيمة قاسية لم يشهدها التنظيم الإرهابي وحلفائه من سابق ، هي رسالة عنونها رجال الجيش مجد الأوطان وشرف الانتماء ، على أن مرحلة جديدة لا زالت ضد تلك العناصر وتطهير جيوبها بعدة مناطق بالمحافظة وغيرها. فرحة سادت اليمن أمس بكل أرجائه للملحمة التي سطرها الجيش وانجازه الذي اشترك فيه توليفة من الأبطال في اللواء 31 مدرع واللواء 39 مدرع واللواء 201 ميكا واللواء 119 مشاه ومعهم صقور الجو وأبطال القوات البحرية والوحدات الخاصة وقوات مكافحة الإرهاب وبتعاون أبناء أبينوعدنولحج الشرفاء ، لتظهر وحدة تمساك الجيش اليمني في بلوغ انتصار نوعي قائم وفق إدارة و تخطيط عسكري وعلمي دقيق ومحكم وإشراف مباشر من قبل الفريق الركن عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس وبتتبع خارجي عن قرب . هي صفعة مدوية لمخطط توليفة المجاهدين المعلنة بمسمى "أنصار الشريعة" الخليط من مقاتلي القاعدة بقيادة المسئول العسكري أبو هريرة الصنعاني ، والجناح العسكري المتطرف للإخوان المسلمين بقيادة اللواء المنشق عن الجيش على محسن الأحمر الذي يدير ويمول مؤامرة انقلاب بخارطة عسكرية واسعة وغطاء مليشياتي وجهادي في جهات كثر فجرها لتفكيك الجيش والاستيلاء على معداته نحو إسقاط الدولة بعد فشل إسقاط النظام. توليفة التطرف التي عززها النهج الجديد لقائد التنظيم المركزي أيمن الظواهري منذ توليه المسئولية خلفا لبن لادن عبر أمير تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ناصر الوحيشي..ها هي تتساقط ، ومعها تتهاوى آمال الشركاء في التوليفة الجديدة من قوى الانقلاب التي يقودها باسم المعارضة اللواء المنشق علي محسن الأحمر مع حزب الإصلاح "الاخوان" بمشيخات آل الأحمر وموالين لاستنساخ تجاربهم في استنزاف الجيش بجبهات حروب عديدة بهدف إضعافه من اجل تسهيل المهمة للانقضاض على الحكم . خبرات تراكمية لتلك القوى مارستها بنفوذها داخل النظام وصنع القرار العسكري منه والمدني فكانوا صورته القبيحة خلال ثلاثة عقود مرورا بتفجير وقيادة حرب 94 الكارثة بأكبر من كونها انتصار، وحروب صعده العبثية ، وحاليا خارج النظام في إدارة الصراع بعد سرقة انتفاضة الشباب المغدور بمسمى حمايتها ومناصرتها والهيمنة على أحزاب المعارضة بسياسييها، مفجرة حربا غير معلنة ضد الجيش النظامي بأكثر من مكان وبعقلية دموية وتوليفة إرهابية متطرفة التقت في مربع الخصومة مع النظام وتسعى لتكون عنوان التحول وراعية النظام الجديد بمنهج إسقاط الدولة بكل مؤسساتها. المعارضة بكياناتها المختلفة المتشعبة والمتشتتة لا سيما في توليفة أحزاب اللقاء المشترك تزداد غرقا في معضلة هيمنة قوى التطرف..فالضربة الموجعة أمس لتوليفتها مع القاعدة بمسمى "أنصار الشريعة" أربكتها وظهر ذلك بضخ خطاب هزيل ومصدوم يستخف العقول منطلق من كياناتها الوهمية لصاحبها على محسن ومشائخ الأحمر ومتطرفي الإخوان وإعلامه لتقليل الانتصار بمزاعم انقسام الجيش وان ما تحقق هو من قبل فصيل المنشقين بالجيش المناصرين لثورة الإطاحة بالنظام وانتصار لها..وهي هنا في خط للتضليل والتشويش الداخلي على المخدوعين لخلط الاوراق ومدارة النكسة الجديدة ،فيما الخارج مطلع على العمليات الاخيرة مدرك ومتتبع عن قرب لخطواتها الدقيقة ولكل تفاصيلها..وهنا تكمن الفضيحة. وبرأي مراقبين فان تلك القوى المتطرفة ستدفع انتقاما للتصعيد بنهج متعاظم من الرصاص والبارود والجهاد بمسمى الحسم لانتفاضة الشباب وحماية ثورتهم والوصاية عليها وبمنطق الاجتثاث للأخر ،حيث تؤكد ممارساتها على الأرض توجه وبإصرار لجرجرة قوى الاعتدال في المعارضة وخارجها نحو إجهاض الحل السلمي للازمة لصالح تفجير الحرب الأهلية والاوضاع العسكرية على نطاق واسع بحكم هيمنتها عددا وعتادا ومالا ونفوذ وسلاح باعتقاد نجاح غير محسوب لانتزاع السلطة بالقوة. وكان الرئيس علي عبدالله صالح القائد الأعلى للقوات المسلحة، هنأ قواته "على ما حققوه من انتصار عظيم بإنهاء الحصار على اللواء 25 ميكا البطل الذي دام أكثر من 3 أشهر من قبل عناصر تنظيم القاعدة بمحافظة أبين والمدعومة من القوى الانقلابية". وفي برقية منه الى "وزير الدفاع والقيادة المتقدمة لوزارة الدفاع وقائد المنطقة العسكرية الجنوبية وقادة القوات الجوية والقوات البحرية ووحدات محور عدنأبينلحج والوحدات الخاصة" قال ان النصر "إنجاز عظيم على تلك العناصر الإرهابية التي تريد تحويل محافظة أبين إلى وكر للإرهاب والتطرف". وقال ان "الفضل يعود بعد الله سبحانه وتعالى للرعاية الكريمة والمتابعة المستمرة والتخطيط العسكري والعلمي الدقيق والمحكم والإشراف المباشر من قبل الأخ المناضل الفريق الركن عبد ربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية ولتعاون الإخوة المواطنين الشرفاء من أبناء محافظات أبينولحجوعدن الأوفياء". وقال ان مقاتلي اللواء 25 ميكا البطل ضربوا أروع الأمثلة في الثبات والصمود وسجلوا أروع الملاحم البطولية في التضحية والبذل والفداء من أجل الوطن والشعب وأفشلوا مع زملائهم أبطال وحدات محور أبينلحجعدن مخططات الإرهابيين والانقلابيين والمتآمرين وألحقوا بهم الخسائر الفادحة التي جعلتهم يجرون وراءهم أذيال الهزيمة والخزي والعار جراء تآمرهم الخبيث على الوطن وعلى القوات المسلحة والأمن. وأشاد بما قدمته المملكة العربية السعودية الشقيقة من دعم لوجيستي ساهم في التخفيف من وطأة الحصار على أبطال اللواء 25 ميكا، وشكر الولاياتالمتحدةالأمريكية على التعاون وتقديم المعلومات والذي يأتي في إطار الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب الذي يهدد المنطقة والعالم. مصدر عسكري مسئول في وزارة الدفاع والقيادة الميدانية المتقدمة في المنطقة العسكرية الجنوبية وفي بيان اكد أن أبطال القوات المسلحة في محور أبينعدنلحج وبالتعاون مع المواطنين الشرفاء من أبناء تلك المحافظات تمكنوا من دحر فلول العصابات الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة وفك الحصار عن اللواء 25 ميكا البطل والالتحام مع إخوانهم الصناديد من مقاتلي اللواء الأشاوس. وقال المصدر انه وبعد مائة يوم من الصمود الأسطوري لأبطال اللواء 25 ميكا ومجابهتهم بكل بطولة واستبسال للعناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة, تمكن إخوانهم الأبطال في اللواء 31 مدرع واللواء 39 مدرع واللواء 201 ميكا واللواء 119 مشاه ومعهم صقور الجو وأبطال القوات البحرية والوحدات الخاصة وقوات مكافحة الإرهاب من كسر الحصار الذي فرض على اللواء 25 ميكا من قبل تلك العناصر الإرهابية. وأضاف المصدر" إن أبطال القوات المسلحة في تلك الوحدات وصلوا إلى قيادة اللواء 25 ميكا بعد أن تمكنوا من تطهير العديد من المناطق والمواقع الهامة ومن بينها ملعب الوحدة ووادي حسان ومدينة الصالح وجولة شقرة والخط الساحلي والمواقع المحيطة بتلك المناطق من دنس العناصر الإرهابية التي تكبدت خسائر فادحة في الأرواح والعتاد وخلفت ورائها كميات كبيرة من السلاح والعتاد, وشوهد العشرات من تلك العناصر وهم يولون الأدبار هرباً من الضربات الساحقة لأبطال القوات المسلحة الذين ألقوا القبض على عدد من الإرهابيين. وأكد بأن هذا الانتصار بمثابة فاصلة حاسمة في المواجهة التي سوف تستمر في تعقب وملاحقة العناصر الإرهابية حتى يتم اقتلاع جذورها الشيطانية من كل أرجاء اليمن. معتبراً بأن ما حققه أبطال القوات المسلحة والأمن من انتصارات حاسمة على تلك العناصر الإرهابية هو مكسب كبير لليمن وفي ذات الوقت مكسب لكل المنطقة والعالم. وأشار إلى أنه ومن حسن الطالع ومحاسن الصدف أن يتزامن هذا الانتصار مع ذكرى هجمات ال 11 من سبتمبر 2001 م الإرهابية التي ضربت الولاياتالمتحدةالأمريكية، ليؤكد للعالم من جديد على أن الجمهورية اليمنية كانت وما تزال شريكاً فاعلاً مع المجتمع الدولي في مكافحة آفة الإرهاب الذي لا دين له ولا وطن، وأنها ومن خلال قواتها المسلحة والأمن ستظل تؤدي دورها في التصدي لهذه الآفة العالمية الخطيرة، باعتبار أن الإرهاب يمثل تهديداً مباشراً وخطير للأمن والاستقرار الوطني والإقليمي والدولي. واضاف أن النجاحات التي تحققها القوات المسلحة والأمن اليمنية في التصدي للعناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة ودك أوكارها وملاحقتها في عدة مناطق يتطلب وقفة جادة من المجتمع الدولي لمساندة جهود اليمن في حربها المستمرة على الإرهاب، ودعم خطط التنمية والقضاء على الفقر الذي يعد واحداً من الأسباب الرئيسية للإرهاب ويجعل الإرهابيين يستغلون حاجة البسطاء من الناس للزج بهم في معارك لا تخدم سوى قوى الإرهاب والانقلاب ودعاة الفوضى والدمار. "الوطن"