ببكاء وصمت فضلت فاطمة إسماعيل (أم علي) الرد على سؤال عن قضائها شهر رمضان بعيدا عن مدينتها حمص وعن نصف عائلتها التي تقول إنها تركتها وراءها. اكتفت اللاجئة السورية -التي وصلت الأردن منذ أيام فقط وتحدثت للجزيرة نت عبر الهاتف من مدينة المفرق الحدودية مع سوريا- بالقول إنها تتمنى أن يأتي عيد الفطر عليها وقد عادت لوطنها.
وبدأ عشرات الآلاف من السوريين في الأردن اليوم الجمعة صيام شهر رمضان، ويقضي آلاف منهم رمضان للعام الثاني في الأردن.
وبلغ معدل التدفق اليومي للاجئين السوريين عبر الحدود غير الرسمية بين الأردن وسوريا والتي تمتد لمسافة 375 كيلومترا أكثر من 400 لاجئ يوميا، فيما تتوقع جهات رسمية وإغاثية تزايد هذه الأعداد بشكل أكبر في الأيام القادمة على وقع التطورات الميدانية المتسارعة في سوريا، وقياسا على ما شهدته دول الجوار السوري وخاصة لبنان وتركيا من وصول أعداد كبيرة من اللاجئين خلال اليومين الماضيين. عبء كبير وتشير التقديرات الرسمية إلى أن عدد اللاجئين السوريين في الأردن بلغ 140 ألفا حتى الآن وفقا لوزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة سميح المعايطة، بينما تقدر جهات أهلية العدد بأكثر من 160 ألفا.
المعايطة تحدث للجزيرة نت اليوم الجمعة عن أن الأردن بات يتحمل عبئا كبيرا مع تزايد تدفق اللاجئين السوريين. وقال "نحن نقوم بالجهد المناط بنا من منطق واجبنا تجاه هؤلاء اللاجئين، لكننا نتخوف من تدفق أعداد أكبر من المعتاد يوميا مما قد يفاقم الأمور ويصعب من مهمتنا تجاه لاجئين يحتاجون للغذاء والعلاج والمسكن وربما التعليم وأمور أخرى قريبا".
وأشار المعايطة إلى أن شهر رمضان وسط الأجواء الحارة التي يأتي بها يزيد من حجم المسؤولية الإنسانية تجاه هؤلاء اللاجئين، لافتا إلى أن الضاغط على الأردن في هذا المجال هو التطورات الميدانية المتسارعة في سوريا وهو ما قد يدفع بالمزيد من السوريين للفرار بأرواحهم لدول الجوار.
واعتبر الوزير الأردني أن الأمر لم يعد يحتاج لدراسات وإنما مبادرات إغاثية سريعة تجاه هؤلاء اللاجئين.
ولم يخف المعايطة قلق الأردن مما شهدته الحدود بين سوريا والعراق وتركيا ولبنان من توترات في الأيام الماضية والمخاوف من أن تصل الأمور لحدوده، لكنه أكد للجزيرة نت أن الأردن لم يسجل حتى الآن أي حوادث أمنية على الحدود مع سوريا. أول مخيم ويستعد الأردن لافتتاح أول مخيم لإيواء اللاجئين السوريين في منطقة الزعتري قرب المفرق من المتوقع أن يستقبل خمسة آلاف لاجئ.
وظلت عمان ترفض افتتاح مخيمات للاجئين السوريين طوال الأشهر الماضية انطلاقا من تقديرات أمنية وسياسية، وسمح الأردن للاجئين السوريين بالعيش بالمدن الأردنية برعاية من جمعيات خيرية، فيما تتولى الأممالمتحدة مسؤولية اللاجئين عند وصولهم للأردن وقبل انتقالهم للمدن المختلفة.
ويتحدث قائمون على إغاثة اللاجئين السوريين بأن رفض الأردن إقامة المخيمات حمله أعباء التعامل مع ملفهم، حيث رفضت جهات إغاثية ودولية التعامل مع هذا الملف إلا من خلال مخيمات كما حصل في تركيا.
رئيس جمعية الكتاب والسنة زايد حماد أكد للجزيرة نت أن جمعيته تقوم على كفالة تسعة آلاف عائلة سورية يبلغ عدد أفرادها نحو خمسين ألفا.
وخلافا للتوقعات بأن يشكل شهر رمضان عبئا إضافيا على إغاثة اللاجئين السوريين يرى حماد أن هذا الشهر يتميز بقيام الناس بدفع أموال الزكاة والصدقات والتبرعات مما يخفف من العبء على الجهات الأردنية المختلفة.
وتابع "اليوم الأول من رمضان تسلمنا فيه 25 ألف مروحة وألف براد للمياه وألف ثلاجة من جمعية الدعوة الإسلامية في قطر التي تعهدت أيضا بكفالة عشرة آلاف لاجئ بمجرد وصولهم للأردن، كما وصل خمسة آلاف طرد غذائي من جمعية الشيخ عيد في قطر وعشرة آلاف طن تمر من جمعية في السعودية".
ولفت حماد إلى أن جمعيته تسجل يوميا مائة لاجئ سوري جديد وأنها تستعد للبدء بتقديم وجبات يومية لآلاف اللاجئين السوريين.
غير أنه أشار إلى أن صعوبات تواجه الجمعية في تأمين كسوة العيد للاجئين السوريين وعيديات نقدية لهم ليتمكنوا من قضاء العيد بشكل لائق في غربتهم خارج وطنهم.