تتحمس العداءة السورية غفران محمد لمشاركة بعثة سورية الرياضية في دورة الألعاب الأولمبية المقررة بعد أيام في لندن، هي الأكبر لسوريا منذ 1980 في موسكو. إذ تعتبر غفران "أنه أمر رائع أن نرفع العلم السوري" رغم الأزمة. وتقول غفران (23 عاما) التي تشارك في الأولمبياد للمرة الأولى في مسابقة 400 متر حواجز لوكالة فرانس برس "سنذهب إلى لندن ونرفع العلم السوري ونثبت للجميع أن الأزمة لم تؤثر في تدريباتنا أو عزيمتنا".
وتضيف بتصميم "ليرَ العالم مشهدا مغايرا للمشهد الذي يرونه على المحطات الفضائية".
وتشدد غفران على أن الرياضيين السوريين "فرضوا أنفسهم بالأرقام التي حققوها ولا منة لأحد علينا"، موضحة أن "تأهلهم تم بفضل حصولنا على أرقام تسمح لنا بالمشاركة وليس عبر دعوة".
ويؤكد رئيس البعثة الأولمبية السورية موفق جمعة بدوره أن الرياضيين السوريين جزء من المجتمع السوري الذي يتعرض "لمؤامرة"، مؤكدا أن تحقيقهم لمستويات تؤهلهم للمشاركة في "هذا العرس الأولمبي" يعبر عن "التحدي وتمسكهم بالوطن وقيادته". ولم يتمكن جمعة من الحصول على تأشيرة دخول إلى بريطانيا، بسبب إدراج اسمه على لائحة العقوبات الأوروبية ضد عدد من الشخصيات السورية كونه ضابطا كبيرا في الجيش السوري.
ونفى رئيس اللجنة أن تكون البعثة تلقت تهديدات أو ضغوطات مباشرة تحثها على عدم المشاركة في الأولمبياد، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه "قرأ شيئا حول ذلك عبر مواقع التواصل" على شبكة الإنترنت.
كما حذر جمعة من "أي تعرض لقيادة البعثة أو لإدارييها أو اللاعبين قائلا "سيكون إجراء مخالفا للميثاق الأولمبي وهناك مرجعية للحد من هذه التصرفات".
وكان الرئيس السوري بشار الأسد التقى أعضاء البعثة السورية التي ستغادر دمشق إلى لندن الأحد.
وستشارك البعثة السورية المؤلفة من 28 شخصا بينهم 10 رياضيين، في 7 ألعاب، وهي البعثة الأكبر لسوريا إلى الأولمبياد منذ مشاركتها في أولمبياد موسكو عام 1980.
والرياضيون المشاركون هم أحمد حمشو (فروسية)، ووسام سلامانة (ملاكمة)، وعهد جغيلي وثريا صبح (رفع أثقال)، ومجد غزال وغفران محمد (ألعاب قوى)، وآزاد برازي وبيان جمعة (سباحة)، وراية زين الدين (رماية)، وعمر حسنين (دراجات).
وتعتبر السباحة بيان جمعة (18 عاما) المشاركة في الدورة الأولمبية هي حلم لأي رياضي في أي دولة في العالم، مشيرة إلى أن "هذا الحلم يرتدي أهمية أكبر بالنسبة إلى سوريا في ظل هذه الأزمة".
وتضيف بيان، التي سبق وشاركت في أولمبياد بكين 2008 "سنقدم كل ما نستطيع لرفع اسم بلدنا في لندن لنظهر صورة مختلفة عن الأزمة".
وتتابع "سنحاول تجنب السياسة، فنحن رياضيون. ما يهمنا في النتيجة هي رياضتنا ونتائجنا".
ويقول حامل العلم السوري في حفل الافتتاح والمشارك في مسابقة الوثب العالي مجد غزال (25 عاما) "سأقدم أفضل ما لدي لتحسين رقمي وترك بصمة عبر مقارعة لاعبين ذوي مستوى عال".
ويؤكد غزال أنه ذاهب إلى الأولمبياد "بدافع وثقة كبيرة وإصرار وعزيمة وإرادة لتحقيق شيء لبلدي".