وصف رئيس الوزراء الدنماركي لارس لوكه راسموسن قمة الاممالمتحدة للمناخ في كوبنهاجن بانها "فرصة لا يتحمل العالم ان يضيعها". وفي كلمة افتتاح المؤتمر، الذي يشارك فيه مسؤولون من 192 دولة، قال راسموسن ان هناك حاجة "لاتفاقية قوية وطموحة حول تغير المناخ". ويتوقع ان يشارك 100 من زعماء دول العالم خلال الاسبوعين المقبلين في المؤتمر الذي يهدف لاتفاق يحل محل بروتوكول كيوتو لعام 1997. وقال راسموسن في كلمته ان العالم يتطلع الى المؤتمر لحماية الانسانية. واضاف: "على مدى الاسبوعين المقبلين ستكون كوبنهاجن قبلة الامل وفي النهاية علينا ان نعيد للعالم ما عقده علينا هنا: الامل للاجيال القادمة". وضمن الكلمات الافتتاحية ايضا انتقد راجندرا باشاوري، الذي يراس فريق تغير المناخ في الاممالمتحدة، نشر الرسائل الاليكترونية بين علماء المناخ في جامعة ايست انجليا البريطانية والتي تقيم زيادة حرارة الارض. وقال مفاوض شؤون المناخ السعودي محمد الصبان، والذي يقاوم فرض قيود على الانبعاثات، ان الثقة في علوم المناخ "اهتزت" بتسريب الرسائل. وعشية القمة قال كبير مفاوضي المناخ في الاممالمتحدة يفو دي بوير ان المحادثات في وضع ممتاز. وقال في مقابلة مع بي بي سي ان كثيرا من الدول تقطع تعهدات بخفض انبعاث الغازات المسببة لارتفاع حرارة الارض. واضاف: "لم يحدث على مدى 17 عاما من مفاوضات المناخ ان قطعت دول مختلفة كثيرة تعهدات بهذا الحجم، انه امر غير مسبوق". وقال بوير ان عروض التمويل لتوليد طاقة نظيفة في الدول الفقيرة تتوالى وان المحادثات تتقدم بشأن رؤية طويلة المدى لخفض انبعاثات الكربون بشكل كبير بحلول عام 2050. وكانت جنوب افريقيا احدث دولة تقطع تعهدا بخفض الانبعاثات، في اول تحديد للكميات من جانبها. وعشية المؤتمر اعلنت انها ستخفض نمو انبعاثات الكربون بمقدار الثلث في السنوات العشر المقبلة، بالتوازي مع حصولها على مزيد من التمويل والمساعدة التكنولوجية من الدول الغنية.
في الوقت نفسه اشار استطلاع لبي بي سي ان القلق بشأن التغير المناخي يتزايد في انحاء العالم. وحسب الاستطلاع الذي اجرته جلوبسكان قال 64 في المئة ممن شملهم انهم يعتبرون ارتفاع حرارة الارض مشكلة خطيرة، وذلك مقابل في المئة 20 في استطلاع اجري عام 1989.
وللتاكيد على اهمية القمة، تنشر 56 صحيفة في 45 بلدا افتتاحية واحدة اليوم الاثنين تحذر من ان التغير المناخي "سيعصف بكوكبنا" ما لم يتم الاتفاق على عمل شيء. وقالت صحيفة الجارديان البريطانية ان الافتتاحية، التي وضعها رؤساء التحرير قبل محادثات كوبنهاجن، ستنشر بعشرين لغة.
وتقول الافتتاحية: "يجب ان يتضمن الاتفاق، في صميمه، تسوية بين العالم الغني والعالم النامي". ويستعد المدافعون عن البيئة للقيام باحتجاجات في كوبنهاجن وحول العالم يوم 12 ديسمبر لتشجيع الوفود على الوصول لاقوى اتفاق ممكن.
وكان عشرات الالاف تظاهروا في لندن وغيرها من المدن الاوروبية والبريطانية السبت.
واي اتفاق سيتم التوصل اليه في كوبنهاجن سيحل محل بروتوكول كيوتو للتغير المناخي لعام 1997 والذي ينتهي العمل به في 2012.
ومن بين القادة الذين تعهدوا بحضور المؤتمر الرئيس الامريكي باراك اوباما والفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الحكومة البريطانية جوردون براون ورئيس الحكومة الهندي مانموهان سينغ.
وتتمحور المناقشات حول ثلاثة عناوين رئيسية هي: * تحديد اهداف جديدة لكبح انبعاثات الغازات المسببة للحرارة وتحديدا في الدول الصناعية. * مساهمة الدول الصناعية في التمويل اللازم من اجل مساعدة العالم النامي على التأقلم مع ظاهرة التغير المناخي. * الموافقة على خطة عمل في مجال تبادل الكاربون بهدف انهاء تدمير الغابات بحلول عام 2030. وقال بوير محددا طموحاته من القمة: "اعتقد ان ما ستتمخض عنه كوبنهاجن ستكون مجموعة قرارات تحدد هدفا بعيد المدى".
واضاف: "باديء ذي بدء ما ستفعله الدول الغنية لخفض انبعاثاتها، ثم ما ذا ستفعل الدول النامية للحد من نمو انبعاثاتها، وثالثا توفير التمويل الذي يساعد الدول النامية على التكيف مع تبعات التغير المناخي".