بدأت صباح أمس بالعاصمة الدانماركية كوبنهاغن قمة المناخ التي يعقد الكثيرون آمالاً واسعة عليها من أجل الحد من ظاهرة الانحباس الحراري وجمع مليارات الدولارات للدول الفقيرة في شكل مساعدات وتكنولوجيا نظيفة. ويسعى ممثلو 192 من حكومات العالم طيلة القمة التي تتواصل على مدى الأسبوعين المقبلين للتوصل إلى اتفاقية دولية لمواجهة التغير المناخي من شأنها أن تحول دون وقوع كارثة مناخية. ويصاحب القمة إقبال عالمي كبير حيث قال منظمون: إن ما يزيد على 15 ألف شخص من مختلف أنحاء العالم جاؤا إلى كوبنهاغن على خلفية القمة. وذكرت الانباء في كوبنهاغن أن ممثلي هيئات المجتمع المدني ضغطوا بثقلهم على القادة المشاركين وإسماع صوتهم خلال القمة. مشيرة إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما كان يعتزم حضور القمة بالتاسع من الشهر الجاري لكنه اضطر لتأجيل حضوره إلى يوم الاختتام بعد أن أبدى بعض القادة وبينهم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي انتقادات للحضور المبكر لأوباما. ويشارك الرئيس الأميركي إلى جانب رؤساء وقادة 105 بلدان بينها الصين والهند. ويثير هذا الحضور والتعهدات للحد من الانبعاثات الغازية من قبل أكبر الدول المتسببة فيها مثل الصين والولايات المتحدة وروسيا والهند، آمال التوصل لاتفاق بعد مفاوضات متعثرة العامين الماضيين. وأضافت جنوب أفريقيا زخماً جديداً عشية الحدث، إذ تعهدت الأحد بخفض انبعاثاتها من الكربون ب%34 أدنى من المستويات المتوقعة عام 2020م إذا قدمت الدول الغنية المساعدة المالية والتكنولوجية.. وتسعى القمة للتوصل إلى اتفاق أكثر شمولاً وصرامة وملزماً قانوناً لتوسيع بروتوكول كيوتو للحد من الانحباس الحراري أو الحلول محله حيث تنتهي المرحلة الأولى منه عام2012. كما يتعين التغلب على انعدام الثقة بين الدول الغنية والفقيرة بشأن تقاسم عبء الحد من الغازات. وقال رئيس أمانة لجنة الأممالمتحدة المعنية بالتغير المناخي إيفو دي بوير إن “كوبنهاغن نقطة تحول بالفعل في الاستجابة الدولية لتغير المناخ”.. من جهته أكد المدير التنفيذي لبرنامج البيئة الأممي آشيم ستاينر أن كوبنهاغن ستكون المحطة الأخيرة لمسار المفاوضات بشأن البيئة، متوقعاً الخروج باتفاق. وقال ستاينر بهذا الخصوص “إلى من يعتقدون أن اتفاقاً في كوبنهاغن أمر مستحيل، أقول ببساطة إنهم مخطئون فهذا مؤتمر عالمي تشارك فيه مائة دولة، إنه لقاء لاستكمال مسار مفاوضات استمرت أكثر من عامين”. وفي سياق التوعية بأهمية القمة وإنجاحها، نشرت أمس 56 صحيفة ناطقة بعشرين لغة عبر العالم افتتاحية موحدة تدعو الزعماء لاتخاذ إجراءات عملية للتصدي للتغير المناخي خلال القمة. وقالت أكبر الصحف العالمية على غرار لوموند الفرنسية ولاريبوبليكا الإيطالية وميامي هيرالد الأميركية بصوت واحد “ندعو المشاركين بالقمة لعدم التردد وعدم الوقوع في الخلافات وعدم رمي المسؤولية على الآخرين والتحرك لإنقاذ الأرض”.