افتتحت الاثنين في كوبنهاغن اعمال مؤتمر الاممالمتحدة حول المناخ الذي سيسعى على م دى اسبوعين الى تحديد الرد العالمي على التغيرات المناخية التي تهدد الكوكب. وحضر ممثلو 192 بلدا بينهم رئيس الوزراء الدنماركي لارس لوكي راسموسن، جلسة الافتتاح العلنية لاطلاق اسبوعين من المفاوضات في هذا المؤتمر الذي يختتم في 18 كانون الاول/ديسمبر بحضور اكثر من مئة رئيس دولة او حكومة. وبدأ المؤتمر بتأخير 45 دقيقة عن الموعد المحدد بعرض فيلم عن شعوب العالم التي تواجه التغير المناخي. ويتمثل رهان هذا المؤتمر التاريخي في الحد بدرجتين مئويتين من ارتفاع معدل الحرارة على سطح الارض، ما يتطلب خفضا كبيرا لانبعاثات الغازات المسببة لارتفاع حرارة الارض. وجرى حفل الافتتاح في قاعة "تيشو براهي دو بيلا سنتر" التي سميت على اسم فلكي دنماركي من القرن السادس عشر اشتهر بوضع فهرس للكواكب كان دقيقا في عصره. ويشكل هذا الحدث غير المسبوق بحجمه ورهاناته، تحديا حقيقيا للشرطة الدنماركية التي حشدت للمؤتمر اكثر من نصف عديدها. وسجل 34 الف شخص بين مندوبين واعضاء منظمات غير حكومية واعلاميين لدى المنظمين، لكن لن يسمح الا ل15 الف شخص بدخول قاعة المؤتمر، وذلك لاسباب امنية. ويتوقع وصول آلاف آخرين من المدافعين عن البيئة خصوصا عبر حافلات وقطارات خاصة، قبل نهاية الاسبوع الى العاصمة الدنماركية حيث دعت المنظمات الحكومية الى تظاهرة كبرى السبت للضغط على الوفود المشاركة في المؤتمر. وسيكون على الدول الصناعية والبلدان الكبرى الناشئة الاتفاق خلال اسبوعين على التزامات متبادلة بهدف حد ارتفاع حرارة الارض بدرجتين مئويتين وكذلك على الآليات التي ستعتمد لفرض احترام هذا التعهد. كما سيكون عليهم ضمان الدعم المالي للبلدان الاشد تعرضا للتغيرات المناخية وذلك بداية من العام المقبل. واشارت دراسة لفريق تحاليل المناخ "كلايميت اناليتكس" نشر عشية القمة الى ان التعهدات المعلنة في مستوى خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري تضع مستوى ارتفاع حرارة الارض عند 3,5 درجات مئوية في 2100. وسيكون الثمن الواجب دفعه في هذه الحالة، هو انهيار انتاج الحبوب وانقراضات بالجملة للاجناس، وارتفاع مستوى المحيطات والهجرة القسرية لمئات الملايين من الاشخاص بسبب الفيضانات والجفاف وندرة الانتاج. ويتعين اقرار آلية دولية جديدة في كوبنهاغن لتكون جاهزة للدخول حيز التنفيذ في الاول من كانون الثاني/يناير 2013، مع نهاية سريان المرحلة الاولى من التزامات بروتوكول كيوتو. وقال ايفو دي بوير المسؤول في مجال المناخ في الاممالمتحدة "لم يحدث خلال 17 عاما من المفاوضات المناخية ان قطع مثل هذا العدد من البلدان مجتمعا، كل هذه التعهدات" مترجما بذلك شعورا ايجابيا عشية المؤتمر. واضاف "ولذلك فان مؤتمر كوبنهاغن يشكل (حتى قبل انعقاده) منعطفا في التحرك الدولي لمواجهة التغيرات الدولية". *الفرنسية: