بالنسبة للاعتذار للجنوب أو لصعده هو أمر مرحب فيه في مثل هذه الظروف أن كان الاعتذار سيهيئ للدخول في مؤتمر الحوار الوطني الأهم من الاعتذار هو النوايا والأفعال هل نحن نتجه لحل القضيتين حل عادل وجريئ بما ينهي هذه القضيتين إلى غير رجعة أم لا ؟ وهل الحراك الجنوبي والحوثيين على مستوى عالي من المسؤولية بما يجعلهم يشاركون في أنجاح حل القضيتين ليضمن أمن واستقرار اليمن ؟ أم أن اليمن لم تعد بالنسبة لهم تعني أي شيء. ان القضية الجنوبية هي قضية عادلة بامتياز كما أن المنحى التي سلكته قيادة الحراك الجنوبي في انتزاع الحقوق سلميا (برغم وجود تيارات متطرفة في الحراك تحمل السلاح) أكسب القضية الجنوبية شرعية غير منقوصة وعن نفسي وأؤمن أن لا وحدة تتم بالقوة، ولن أقاتل أخواني في الجنوب من أجل الوحدة وخاصة أن إخواننا في الجنوب هم الوحدويين الحقيقيين هم فقط الآن يبحثون عن دولة النظام والقانون فإذا لم يجدوها حقيقة ملموسة في اليمن فلن يتوانوا في البحث عنها تحت أي مسمى من المسميات بعد أن توحدوا مع نظام دولة الغاب الذي أساء للوحدة وحرضهم بفساده وتصرفاته الرعناء للمطالبة بالانفصال. ولذلك فأن نصيحتي التي كانت وما زالت تقف في صف أخواني الجنوبيين تستدعيني أن أقول لهم استغلوا هذه الفرصة التي أتت بها ثورة الشباب الطامحة لدولة مدنية ديمقراطية فوجودكم معنا سيحسم القضية تماما الى بر الأمان كما أن غيابكم سيكون في صالح النظام السابق الذي يحاول جاهدا أن يعود بأي طريقه حتى لو بالتحالف مع من قتلهم وسلخ جلدهم ونهب ممتلكاتهم وحقوقهم فأن كان له ما أراد فهو كما عهدتموه وعهدناه ذئبا ماكر يظهر ما لا يبطن ويخفي ما لا يظهر ناكثا للعهود والمواثيق فلا تخاطروا بأمن واستقرار الجنوب حتى يتحول الجنوب إلى كرة من نار تتقاذفه الفوضى الأمنية فصناع العبث الذي قد لا يبدأ بالمهووسين من جماهير ثقافة الوحدة أو الموت وقد لا ينتهي بالقاعدة التي تتوسع بشكل كبير ومقلق فلذلك أن أمامكم حدث تاريخي تحقنون به دماء الجنوبيين والشماليين على حدا سواء فمصرينا هو مصير واحد التاريخ يسجل مواقف العظماء كما أنه لا يرحم كل من يكون سببا في إزهاق الأرواح وإشعال الحروب والفوضى والتسبب في تشريد الناس وانعدام أمنهم وقوتهم أدرسوا الأمر جيدا فبالحوار والنضال السلمي ستنتزعون حقوقكم وسوف تحافظون على أمن الجنوب واستقراره. أما بالنسبة للحوثيين فأوجه لهم النصيحة أيضا أن أستخدم العنف لفرض مشروعكم لن يجدي نفعا لن تكونوا أقوى من علي صالح الذي واجه مصيره بالزوال وقد كان يمتلك قوة الدولة كاملة فالقوة ليست طريقة لتوصيل مشروعكم إلى الناس واذا كنتم كما تقولون ترفضون الظلم وتتبنون مظالم أبناء تعز وتهامه وكل المهمشين في اليمن فأن أكبر شيء ستقدمونه لأبناء صعدة ولهؤلاء ولليمنيين جميعا هو إنهاء الحروب التي تزهق الأرواح وتدمر الاقتصاد وتعرض أمن اليمن واستقراره للخطر عليكم أن تدركوا أن لا دولة داخل الدولة فبتسليمكم للسلاح ومساعدة الدولة في بسط نفوذها على كامل تراب الوطن سيمكنكم من المشاركة السياسية ومن خلالها يمكن أن تتنافسوا مع القوة الأخرى تنافس شريف لخدمة الناس بما ينفهم ويحفظ مصالحهم.
أشهد الله أني لا أحمل حقدا على جنوبي أو حوثي وأكن لكل اليمنيين الحب والاحترام. ونصيحتي لهما نابعة من صفاء القلب وحينما يخطئ أي شخص أو جماعه سأعبر عن رأيي وأقدم نصيحتي باحترام ومسؤولية وأتمنى أن يسود الحب والسلام في ربوع اليمن يكفينا حروب وقتلى وجرحى ومشردين يكفي يكفي يكفي.