هل أنت بحاجة إلى جهاز لابتوب ولم تستطع شراءه لغلاء سعره..؟ هل تعبتِ من الذهاب إلى المكتبة لطباعة الأوراق والملازم. وتشعرين أنك بحاجة إلى طابعة و يمنعك من شرائها وضعك المادي..؟؟ هل أنت بحاجة إلى “آي فون” لتغيظ صديقك ابن التاجر؟ هل تعانين من زيادة وزنك وتشعرين بالحر بسبب ذلك، ولا تملكين مكيفاً في منزلك؟ هل تعبت من مذاكرة دروسك على الأرض، وتحتاجين إلى مكتب؟ هل القطنيات التي تشترينها من السوق صينية وتتمزق بسرعة؟ الآن كل شيء ستجدونه في سفارة واحدة .. بدعوة كريمة من جهات مجهولة النسب والهوية وتحت شعار « انصر نبيك وأثث بيتك» بدأت فعاليات غزوة السفارة، والتي تقام دفاعاً عن الرسول صلى الله عليه وسلم ونصرة له، وذلك رداً على الفيلم المسيء له.. مع العلم أن كل تداعيات هذه الغزوة ستضاف إلى رصيد المسلمين الأخلاقي والفكري، وستكون تعبيراً صارخاً عن ديننا ونبينا.. سيعرض الفيلم غداً أو بعد غد لا يهم كثيراً لأن محمد صلى الله عليه وسلم له سيرة وتاريخ سيعود إليه المحبون والكارهون، وسيقرأونه وسيعلمون خلقه العظيم، فرجل تولى الله تربيته وتكلف بحفظه لا يحتاج إلى أن نغضب من أجله غضباً مصطنعاً.. ما حدث في غزوة السفارة أساء للرسول صلى الله عليه وسلم كثيراً، فقد أثبتنا للعالم أجمع حتى للمتعاطفين معنا أن ما جاء في الفيلم لم يكن سوى واقع حقيقي يعيشه المسلمون ويتعاملون به.. لست ضد الخروج، التنديد ورفع الشعارات من أجل أن يصل رفضنا لهذه الإساءة إلى العالم، وقد كانت هذه فرصة لإثبات عكس ما جاء في الفيلم، المظاهرات حق للتعبير عن الرفض والغضب، وهي ظاهرة صحية ولكنها لم تسر في الاتجاه الصحيح الذي يخدم القضية التي أراد اليمنيون الدفاع عنها.. سينسى العالم الفيلم المسيء كما نسوا من قبل الرسوم، ولكنه لن ينسى صورة اليمنيين وهم ينهبون ممتلكات السفارة ويحملون لافتات كتب عليها إلا رسول الله.. محمد صلى الله عليه وسلم يحتاج إلى من ينشر هديه وسنته وتسامحه وحبه في هذا العالم، لم يكن محمد صلى الله عليه وسلم رجلاً سطحياً تستثيره أبسط الأقوال أو الأفعال، وتولد عنده ردة فعل غبية كما يفعل المدعون محبته اليوم.. ومع ذلك منذ البارحة وسؤال يلح عليّ يأبى أن يتركني، سؤال ليس بريئاً البته، كيف اقتحم المتظاهرون السفارة الأمريكية بهذه البساطة، السفارة الأمريكية هي التي يمنع المرور من جانبها أو الرد على التلفونات أو النظر الى الخلف، كيف صار اقتحامها بتلك السهولة، هل أمدهم الله عز وجل بجنود من السماء لمناصرتهم، حتى يتمكنوا من سرقة محتوياتها، وإنزال العلم الامريكي من على سطح السفارة ورفع راية الاسلام..؟؟ تظهر في إحدى الصور التي يحمل فيها أحد السارقين طابعة وآخر جهاز لابتوب يظهر الى جانب البوابة أحد أفراد الأمن، وهذه وحدها تضع علامة استفهام كبيرة بحجم أكبر معسكر في العاصمة..؟