اتهم تحقيق للامم المتحدة إسرائيل ب"الاهمال الشديد" و"ارتكاب أعمال طائشة" في الهجوم على ممتلكات المنظمة الدولية في غزة خلال الحرب التي شنتها على القطاع الساحلي في يناير/كانون الثاني الماضي. وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي عيّن لجنة التحقيق المكونة من 4 أعضاء في فبراير الماضي، الأربعاء 6-5-2009، أنه سيطلب تعويضات عن الاضرار التي تقدر بأكثر من 11 مليون دولار لكنه لن يستجيب لدعوة اللجنة لإجراء مزيد من التحقيقات.
قاد تحقيق الاممالمتحدة البريطاني ايان مارتن، وهو رئيس سابق لمنظمة العفو الدولية المدافعة عن حقوق الانسان، الذي انضم فيما بعد الى المنظمة الدولية. وحقق فريقه في تسع حوادث وقعت خلالها اضرار بممتلكات الاممالمتحدة وخطأ اسرائيل في سبع منها بينما القى اللوم على حماس في واحدة ولم يستطع تحديد المسؤولية في أخرى.
وفي حالات عدة، وجد المحققون ان اسرائيل "انتهكت حرمة ممتلكات الاممالمتحدة"، وانها لم تحترم حصانة المنظمة الدولية وكانت مسؤولة عن وقوع قتلى وجرحى.
وجاء في التقرير ان واقعة 15 يناير/كانون الثاني لقصف مجمع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للامم المتحدة (اونروا) بمتفجرات شديدة القوة والقنابل الفوسفورية وهي مادة حارقة اتسم "بالاهمال الشديد بدرجة تصل الى حد الطيش"، وأصيب في ذلك الهجوم 3 اشخاص.
وخلصت لجنة التحقيق أيضا الى ان القوات الاسرائيلية فشلت في تحمل مسؤوليتها عن حماية موظفي الاممالمتحدة والمدنيين حين أطلقت قذائف مورتر في السادس من يناير/كانون الثاني سقطت قرب مدرسة تديرها اونروا في مخيم جباليا حيث كان الفلسطينيون يحتمون بالمبنى. وجرح سبعة أشخاص داخل المدرسة وقتل الى جوارها ما يتراوح بين 30 و40 فلسطينيا.
وفي الواقعتين ووقائع أخرى زعمت اسرائيل انها كانت ترد على نيران فلسطينية. لكن تقرير الاممالمتحدة خلص الى ان الزعم بأن النشطين الفلسطينيين كانوا يطلقون النار من داخل مباني الاممالمتحدة "غير صحيح واستمر حتى بعد ان عرف انه غير حقيقي ولم يحدث انسحاب مناسب ولا أسف معلن".
وقدم التحقيق 11 توصية، منها ان تحصل الاممالمتحدة على هذا الاعتراف وان تطالب بتعويضات عن الاضرار التي وقعت كما دعا ايضا الى تحقيق نزيه في انتهاكات القانون الدولي التي ارتكبتها اسرائيل والنشطون الفلسطينيون الذين اطلقوا الصواريخ على جنوب اسرائيل.
وقال الامين العام في رسالة أرفقت مع ملخص التقرير الذي ارسل الى اعضاء مجلس الامن التابع للامم المتحدة والى اسرائيل، انه سينظر بعناية في هذه التوصيات لكنه قال انه لا يعتزم اجراء مزيد من التحقيقات.
وكان مسؤولون اسرائيليون رفضوا التقرير الدولي الذي صدر أمس الثلاثاء، ووصفوه بالمنحاز، "لأنه تجاهل ان اسرائيل كانت تخوض حربا ضد منظمة ارهابية"، في اشارة الى حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تسيطر على غزة.
وسبق أن أجرت القوات المسلحة الاسرائيلية، الشهر الماضي، تحقيقها الخاص في سير الحملة على غزة التي استمرت 22 يوماً، وقالت انها لم ترصد سوء تصرف خطير من جانب جنودها وانهم تصرفوا في نطاق القانون الدولي.
وشنت اسرائيل هجومها على غزة بهدف معلن هو وقف الهجمات الصاروخية التي يشنها الفلسطينيون من قطاع غزة على بلداتها الجنوبية وقتل في الهجوم أكثر من ألف فلسطيني.
واختلف الجانبان على عدد المدنيين القتلى وعدد المسلحين وقتل لاسرائيل في الحرب عشرة جنود وثلاثة مدنيين.