علم «المصدر أونلاين» أنه من المفترض أن تطير مروحية عسكرية اليوم الأحد إلى لواء «البُقع» على متنها قادة عسكريون كبار ضمن لجنة كلفتها وزارة الدّفاع بحل مشكلة اللواء 101 مشاة مع قائدهم الجديد العميد عبدالوهاب قعشم، الذي رفضت غالبية أفراد اللواء دخوله المعسكر، وطالبوا القيادة بتعيين شخص من داخل اللواء لتسلم القيادة بدلا عن القائد السابق العميد الركن حسن فرج. والعميد قعشم هو قائد لواء حجة السابق، الذي رفض الانشقاق مع علي محسن إبان الثورة، والذي تعيّن قبل 5 أيام بقرار جمهوري غير مُعلن قائداً للواء 101 مشاة في مديرية البقع، خلفا للعميد حسن فرج.
وبحسب المعلومات، فإن ضباط وأفراد اللواء 101 مشاة، الذي يؤمّن منفذ البقع الحدودي مع السعودية، أعلنوا الأسبوع الفائت رفضهم ل«قعشم» بعد أن سرت شائعات عنه داخل اللواء ب«أنه فاسد كبير وأن جنود لواء حجة منعوه من المغادرة واتهموه بقضايا فساد، وبالتورط في قتل المعتصمين في حجة في 2011، واجتمعوا على كلمة واحدة أن يرفضوه». وكان عدد قليل من أنصار القائد السابق حسن فرج اقترحوا عودة القائد السابق الذي ينتمي هو وقعشم إلى منطقة واحدة هي سنحان، لكن ضباط وأفراد اللواء رفضوا الرجلين معا (القائد الجديد والقائد السابق).
ووسط هذا الجو المشحون بالتوتر، كاد اللواء 101 مشاة أن ينقسم إلى نصفين: أنصار القائد السابق المطالبين ببقائه رافضين لقعشم وجنود آخرين يمثلون الأغلبية داخل اللواء يرفضون الاثنين معا، ويطلبون قائدا للواء من أبنائه لا ينتمي إلى سنحان. ووسط هذا الجو، بعثت وزارة الدّفاع لجنة عسكرية عاجلة في نفس اليوم (الأربعاء) لحل المشكلة. وقالت مصادر خاصة من داخل اللواء 101 مشاة «إن اللجنة فعلا وصلت إلى موقع اللواء ولم يكن فيها لا قعشم ولا فرج، وكانت برئاسة العميد الركن محمد أحمد أبو حاتم نائب رئيس دائرة الرقابة والتفتيش في وزارة الدّفاع، وعضوية ضابط من الاستخبارات العسكرية وضباط آخرين». وأضافت المصادر: «فعلا وصلت إلى البقع على طائرة هيلوكبتر، واجتمعت فورا بالضباط في مقر القيادة وتحدثوا معهم وأعطوهم الحقيقة، وصارحوهم: "ليش ما تدوا لنا قائد مننا، لدينا كفاءات، ليش تهمّشونا وتدوا لنا قادة متهمين بفساد، وكلهم من سنحان"».
وأفاد مصدر ل«المصدر أونلاين» بأن اللجنة العسكرية، عقب اجتماعها بالضباط، طلبت كل أفراد اللواء «والتقوا جميعا إلى وسط الميدان، وتحدث إليهم رئيس اللجنة، بحضور شيخ وائلة الشيخ عبدالله بن شاجع، الذي رافق اللجنة، وقدّم جندي من اللواء مقترحات للقبول بالقائد الجديد عبدالوهاب قعشم أو غيره، وتتضمّن شروطا أهمها: ألاّ يأتي بطاقمه الإداري والمالي من خارج اللواء، وألاّ يعين أحداً من أقاربه في شؤون المال والتموين والتسلّح، وأن يكون مدير مكتبه فرد من أفراد اللواء 101 مشاة، وغيرها من الشروط، التي قبلت اللجنة بها وتعهّدت بتنفيذها، وإلزام القائد الجديد بذلك».
ويضيف المصدر، الذي طلب عدم الإشارة إلى اسمه: «الورقة شرحت الوضع العام داخل اللواء وتطرّقت إلى فساد القائد السابق، وأثناء ما كان يلقي هذا الفرد كلمته كادت أن تحصل مجزرة رهيبة، عندما فتحت مجموعة من أنصار القائد السابق حسن فرج البنادق وفتح بقية الجنود المناوئين له أسلحتهم، وسط الميدان الترابي، بحضور رئيس اللجنة وأعضائها والشيخ عبد الله بن شاجع».
وتابع «لكن ستر الله.. وتمكّن الضباط والقادة من احتواء الموقف، وانفض اللقاء، حيث غادرت اللجنة أرض الميدان إلى موقع القيادة، وتناولوا الغداء، وبعد الظهر أقلتهم الطائرة إلى صنعاء، على أن يأتوا أمس بالقائدين السابق والجديد ويرتبوا لدور الاستلام والتسليم». وعلم الموقع أن اللجنة كانت أمس في مطار صنعاء، وبسبب سوء الأحوال الجوية أجلت مهمتها إلى اليوم.
مصدر آخر من اللواء 101 مشاة، كان حاضرا لحظة المشكلة ضمن طابور كتيبة المشاة، أفاد بأن أنصار القائد السابق هم قليل، وأسف لكون بعضهم حاليا يحرضون داخل اللواء بدوافع مناطقية «ضد بعضهم البعض، ويوم الأربعاء وسط الميدان، لم يكونوا يتجاوزون العشرة أفراد، رغم أن غالبية أفراد اللواء يد واحدة». حسب قوله.
تفيد مصادر أخرى في صنعاء بأن اللواء علي محسن الأحمر قائد المنطقة الشمالية تواصل بأركان حرب اللواء 101 مشاة العقيد يحيى علي الضوراني الموجود في صنعاء حاليا. وأوضحت المصادر أن محسن القتاه في صنعاء وطلب منه أن يتحرك إلى البقع «لتهدئة الوضع». وقبل يومين التقى الضوراني بضابط اللواء وبالأفراد وطلب منهم التقيّد التام بقرارات الرئيس هادي «والالتزام بها مهما كانت». وألقى كلمة على أفراد اللواء، وقال فيها: «ما نشتيش مشاكل.. هذا قرار رئاسي». وعندما احتج الأفراد لماذا لا يتم تعيين قائد من داخلهم؟ قال لهم الضوراني: «أنا لا أريد منصبا ولا أطمح إلا أن أخدم بلدي فقط».
وحققت كلمة الضوراني استجابة واسعة، حيث هدأت الأجواء وقبل الجميع بالقائد الجديد شريطة تنفيذ الشروط التي طرحوها على لجنة وزارة الدفاع. ومن المتوقّع أن تصل اللجنة اليوم برفقة القائدين حسن عبد الله فرج وعبدالوهاب قعشم. وعلم «المصدر أونلاين» أن الضوراني يدير اللواء حاليا من موقعه كأركان حرب، وهو حاليا متواجد داخل القيادة.
نبذة سريعة عن اللواء 101 مشاة تأسس في السبعينيات، وكان أحد أقوى ألوية المشاة في اليمن الأكثر تنقلا داخل المناطق العسكرية، لدرجة جعلته يصنف ضمن أكثر الوحدات العسكرية الأكثر إنهاكا. ويعد أحد أقدم الألوية (المشاة) في اليمن، فقد تنقل ما بين المناطق العسكرية التالية: المركزية، ثم الجنوبية، ثم الوسطى، ثم الشمالية. وقد رابط على ضفة البحر الأحمر في باب المندب، ثم انتقل إلى الجوف، ثم إلى مريش مارب، ثم بيحانشبوة. وفي يوليو 2009 اقتضت ضرورة الحرب أن يتم نقل هذا اللواء الجبار من بيحان إلى منطقة البقع، حيث شارك في الحرب السادسة وضحّى بعدد من أبرز ضباطه التاريخيين وعدد من الجنود. وفي خضم الحرب السادسة، اضطلع اللواء 101 مشاة بدور حيوي، حيث قام بتأمين طريق الجوف - صعدة، أمام قوافل الإمداد والإغاثة، وتولى حماية منفذ البقع الحدودي مع المملكة العربية السعودية، وهو أحد أهم منافذ اليمن الشمالية، الذي لا يزال تحت عُهدة هذا اللواء الكبير، رغم أنه مغلق. كما أن اللواء 101 مشاة، اضطلع بمهمة تأمين الحدود الدولية بين اليمن والسعودية ومكافحة التهريب المتدفق إلى كلا البلدين من جهة الصحراء، من الشرق. ومن أبرز قادات هذا اللواء الهام: عباس العماد (متوفٍ)، وعلي أحمد السنيني، وعادل هاشم القميري، وحسن عبد الله فرج، الذي استبدل بالعميد الركن عبد الوهاب قعشم بقرار جمهوري قبل أسبوع.