عقد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي اليوم الأربعاء اجتماعاً موسعاً حضره وزراء الحكومة وأعضاء مجلس النواب، في جلسة أشبه بجلسة مصالحة بعد يوم واحد من مشادة بين وزير وبرلماني تحت قبة البرلمان. وعقد الاجتماع في دار الرئاسة بصنعاء، حيث ألقى الرئيس هادي كلمة مطولة.
وكانت مشادة كلامية وتراشق بقناني المياه قد حدثت أمس الثلاثاء في مجلس النواب بين رئيس كتلة حزب المؤتمر الشعبي العام في البرلمان سلطان البركاني وزير التخطيط والتعاون الدولي محمد السعدي، قبل أن يتم فضها سريعاً.
وقال مصدر حضر اللقاء ل«المصدر أونلاين» إن الرئيس تحدث عن الوضع السياسي وإجراءات سير العملية الانتقالية في البلاد.
وأضاف ان الرئيس أشار إلى دور بعض أعضاء مجلس النواب الذي يحاولون القيام بدور المعارضة، وقال إن المرحلة هي مرحلة توافق وان الجميع يتحمل المسؤولية.
ودأب البركاني منذ تشكيل حكومة الوفاق الوطني -والتي نصفها من حزبه- تقمص دور زعيم المعارضة، وأعلن أمس انه لن يصوت لصالح مشروع الموازنة العامة للدولة للعام الحالي والذي قدمته الحكومة.
قال المصدر البرلماني الذي فضّل عدم ذكر اسمه ان الرئيس هادي طلب من السعدي والبركاني الصفح عن بعضهما، وقال «اعتبروا ما حصل في وجهي» في عبارة عامية يذكرها غالباً الكبار في محاولة لامتصاص غضب أطراف متنازعة.
وأضاف المصدر ان هادي طلب من وزير التخطيط الوقوف كتعبير عن مسامحته، وطلب من البركاني الوقوف للغرض ذاته إلا ان الأخير تحدث بصوت عالٍ وقال إنه لم يُذنِب، الأمر الذي أثار استياء هادي الذي أمره بالجلوس قائلاً له «اجلس يا سلطان، واعتبر الأمر منتهي».
وتحدث هادي عن الربيع العربي، وأشار إلى دعم المجتمع الدولي لليمنيين والذي ساهم في إبرام اتفاق نقل السلطة وعقد مؤتمر للمانحين. وقال إنه تلقى أمس الثلاثاء رسالة من دول مجلس التعاون الخليجي تؤكد على دعم هذه الدول ل«أمن واستقرار ووحدة اليمن».
كما أشار إلى قرارات مجلس الأمن الدولي، وقال إن مجلس الأمن الدولي سيعقد اجتماعه المقبل بكامل أعضائه الخمسة عشر في اليمن، في رسالة دولية كبيرة تؤكد «دعم العالم للتسوية السياسية في اليمن».
وقال «ما علينا نحن هنا إلا أن نغلق صفحة الماضي بكل ما لها وعليها ونفتتح صفحة جديدة ناصعة البياض ونكتب عليها مستقبل اليمن الجديد وعدم الانشداد إلى الماضي بكل صوره».
وتحدث الرئيس عن الوضع الاقتصادي، وقال إنه كان على شفا الانهيار أثناء أحداث الانتفاضة الشعبية عام 2011، وشكر الدول المانحة لليمن ودول الخليج، وخاصة السعودية التي دعمت اليمن بكميات كبيرة من الوقود والأموال، كما شكر الغرف التجارية اليمنية التي قال هادي إن التجار كانوا يسحبون أموالاً من أرصدتهم في الخارج ولم يسحبوا من أرصدتهم في الداخل وهو ما أثر إيجاباً على الوضع الاقتصادي.
وأبدى الرئيس هادي استياءه من «شبكة تجارة السلاح» في اليمن، والذي قال إنها تضم شيوخاً ومسؤولين حكوميين.