احتضنت القاعة الكبرى بدار الرئاسة بالعاصمة صنعاء يوم الأربعاء اجتماعا استثنائيا للرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي بالحكومة الانتقالية وأعضاء مجلس النواب. وجاء الاجتماع بعد تصاعد الخلاف بين الحكومة والبرلمان حول الموازنة العامة للدولة للعام المالي 2013م. وعقد الإجتماع بغياب رئيس الحكومة الانتقالية محمد سالم باسندوه، وقطع الرئيس هادي سد الأبواب أمام الشائعات باعتذاره عن غياب باسندوه عن الإجتماع "بسبب مرضه". ووصف برلمانيون إجتماع اليوم بأنه رسالة وجهها هادي ل"الحرس القديم الذين لا يرتهنون في حضن صالح" بأن الأوضاع قد تغيرت. ووجد نواب من المعارضة (سابقا) من الإجتماع فرصة لدخول دار الرئاسة للمرة الأولى. وتحدث الرئيس هادي بلغة حادة، وطلب من الحضور أن يبقى الإجتماع سريا وبعيدا عن وسائل الاعلام، متمنيا على الجميع عدم تسريب مجريات الاجتماع لوسائل الاعلام التي اتهمها بالنفخ في النار. ووفقا لمصادر برلمانية حضرت الإجتماع تحدثت للأهالي نت، فقد تمنى هادي أن يتم تناول اللقاء بطريقة وصفها بالمسئولة، وأنه ألمح إلى المؤتمرات الصحفية التي يعقدها الناطق الرسمي بللمؤتمر الشعبي العام عبده الجندي قبل أن تضج القاعة بالضحك. المصادر قالت للأهالي نت إن الرئيس هادي تحدث عن المخاطر الأمنية والاقتصادية المحيطة باليمن، وأنه كشف عن تورط مسئولين كبار وقيادات أمنية ومشائخ في الاتجار بالسلاح.. إلا إنه لم يكشف عن تفاصيل إضافية حول ذلك. الرئيس هادي تحدث عن ضرورة طي صفحة الماضي وفتح صفحة بيضاء ناصعة، وكرر لأكثر من مرة عبارة "الربيع العربي" في حديثه عن الثورات الشعبية التي شهدتها وتشهدها الدول العربية. ودعا هادي النواب والحكومة والرئاسة إلى الاصطفاف حول القضايا الوطنية، وقال: "ليس هناك حاكم ومعارض في الوضع القائم". ولمز أعضاء في البرلمان قال إنهم يتحدثون بلا مسئولية "كدعاية انتخابية أمام جمهورهم" في إشارة منه إلى سلطان البركاني الذي يتزعم فصيل المعارضة داخل قاعة البرلمان. الرئيس كشف عن نية مجلس الأمن الدولي بجميع أعضائه عقد جلسة استثنائية في اليمن. وأكد إن العالم يقف مع أمن واستقرار ووحدة اليمن.. وقال إنه تلقى رسالة من دول مجلس التعاون الخليجي تؤكد وقوفها مع اليمن وأمنه ووحدته واستقراره. وأكد هادي بالعمل "على أن تكون القوات المسلحة بيد الشعب وليس ضده".. وقال إنه مع "التصالح والتسامح على مستوى اليمن كلها". ووفقا لما تحدثت مصادر برلمانية للأهالي نت فقد طلب هادي من وزير التخطيط محمد السعدي ورئيس كتلة المؤتمر سلطان البركاني الوقوف حتى يعلن الرئيس إغلاق ملف الخلاف بينهما إلا ان البركاني رفض طلب الرئيس ورفض الاعتراف بالخطأ الأمر الذي أثار استياء أعضاء المجلس -وفقا للمصادر. المصادر ذاتها ذكرت إن السعدي استجاب لطلب الرئيس بالوقوف ووقف مبتسما، إلا أن البركاني قام رافضا إنهاء الخلاف وصاح: "أنا لم أفعل شيىء". وأضافت أن هادي طلب إنهاء الملف وخاطب القاعة قائلا: "اعتبروا هذا الملف في وجهي". وشهدت قاعة مجلس النواب أمس الثلاثاء ملاسنات كلامية حادة وتراشق بالأقلام والدفاتر وقوارير المياه بين وزير التخطيط في حكومة الوفاق الدكتور محمد السعدي والأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي ورئيس كتلته البرلمانية سلطان البركاني بعد توجسه الأخير اتهامات للوزير السعدي بالاستحواذ على المنح أثناء النقاش حول الموازنة العامة للدولة حيث قال البركاني: "المنح شلها السعدي وأخوه"، الأمر الذي دفع السعدي وصف البركاني «بالسفيه وقليل الأدب» –وفقا لما ذكرت مصادر برلمانية للأهالي نت أمس. وحضر الإجتماع عدد كبير من أعضاء مجلس النواب وكان لافتا حضور كثير من الأعضاء الذين لايحضرون جلسات البرلمان منذ سنين.. الأمر الذي دعا رئيس مجلس النواب إلى التعبير عن سعادته برؤية أعضاء قال إنه لا يراهم في القاعة. ورفض هادي فتح باب النقاش بعد طلب النائب المؤتمري ياسر العواضي الحديث، وأوضح الرئيس أنه إراد إطلاع الأعضاء على المستجدات القائمة. وقالت وكالة الأنباء الرسمية سبأ أن رئيس مجلس النواب يحيى الراعي طلب من أعضاء الحكومة ومجلس النواب توجيه "التحية للأخ الرئيس والتأكيد على الوقوف معه حتى الوصول إلى الانتخابات الرئاسية القادمة مع تنفيذ متطلبات واستحقاقات المرحلة الانتقالية". وقال الراعي: "كنا وسنظل فريقا واحدا وأنجزنا على هذا الأساس مهاما كبيرة في جوانب الاتفاقيات والقروض وأشياء كثيرة على مختلف المستويات". وأضاف: "نؤكد لك يا فخامة الأخ الرئيس أننا صفا واحدا وسنتحمل من أجل اليمن المسئوليات لان اليمن فوق مصلحتنا جميعا ونؤكد لك أننا سنكون عند حسن الظن وسوف نساعدك بكل ما هو ممكن".