ألم يأتكم حديث المتقاسمين؟ أولئك الذين اجتمعوا على قصعة الوطن الجعفاء ليتقاسموا كل ما فيها، يتقاسمون كل شيء إلا هموم المواطن ومآسيه!
أدخولنا في متاهات تلك الصراعات التي أشعلوها من أجل قطعة الحلوى الذي يطمع فيها الجميع، وتاركين المواطن يدفع ثمن نزواتهم الصبيانية وغرورهم بحق القوة التي يستندون إليه، واليوم حتى المقاعد يتصارعون عليها وعلى تقسيمها، فجعلوا منها قضية حياة أو موت لا يقبلون بأي حصة قد تضعف من قوة صوتهم في ذاك الحوار المرتقب! الحوار المرتقب! اسم يضعنا وجهاً لوجه أمام عدة تساؤلات، من يتحاور عن من؟ من خولهم وما الذي سيتحاورون عنه وهل هم قادرون على الحوار باسم المواطن؟ وهل يتحاورون باسم المواطن ومن أجله أم يتحاورون من أجل المحاصصة وإعادة توزيع مناطق النفوذ وبعض مما تبقى من تلك القصعة؟ وكم سيستغرق الأمر من وقت؟ وإلى متى سيقف بن عمر ومجلس الأمن صامدين أمام تعنت المتقاسمين؟
وكيف سيستطيع أن يشكل اللجنة مع كل هذه الزوابع التي يختلقها سين أو صاد من المعنيين بالحوار، ونحن نقرأ تهديدات صالح بأنه لن يشارك في الحوار طالما وأن هناك من يقوم بعرقلة الحوار، وكما فجرت السيدة توكل كرمان قنبلتها بعدم مشاركتها في الحوار بسبب عدم رضاها عن بعض القوائم للشباب المستقل المختار للمشاركة والتي نفت بدورها السيدة أمل الباشا أي صدور لأي قائمة عن اللجنة التحضيرية الفنية وفرعيها الشمالي والجنوبي وتؤكد عدم إنعقاد أي إجتماع للجنة منذ اجتماعهم مع وفد مجلس الأمن الدولي... ألا يحق لنا بأن نتساءل نصدق من أو من؟
ومن ثم تخرج الناطقة باسم لجنة الحوار لتطالب أعضاء اللجنة أن يكونوا على قدر المسؤولية وتطالبهم بالاجتماع وعدم التحجج بالسفريات للخارج، موجهة بذلك صفعة خفيفة لمن على رأسه بطحة ما لم فسوف توجه ملاطيم بين العيون!
وهل صفحات الفيس بوك محل لمناقشة قضية الوطن سيدتي الفاضلة؟! وإلى أن تتم الإجابة على الأسئلة يجب على المواطن أن ينتظر انتهاء لعبة الكراسي التي تمارسها مراكز القوى في اليمن وأن تنتهي عملية المحاصصة بالشكل الذي يرضي الجميع ... ماعدا المواطن طبعاً.
حوار وطني بهذا الحجم وبهذه الأهمية يستدعي تشكيل وتقسيم كراسيه كل هذا الوقت! يجب أن يتشكل من أبناء اليمن المتفوقين في مجالات الإدارة والتخطيط وذوي الخبرة في حل المعضلات التي تعايشها اليمن، لا حسب الطريقة القديمة التي اعتدناها في اليمن وإلا فلن يفضي إلا إلى خراب أكثر مما نحن فيه وأفعالكم وخلافاتكم تشهد عليكم ... ودمتم متحاورين! المصدر أونلاين