أظهر لقاء تلفزيوني مع رئيس الحكومة اليمنية محمد سالم باسندوة عدم علمه بأي من القضايا الأمنية التي تجري في البلاد، وقال إن الأجهزة الأمنية لا تطلعه على التقارير الأمنية كما ليست على تواصل معه. وبثت قناة الجزيرة الفضائية مساء السبت حواراً مع باسندوة ضمن برنامج «لقاء اليوم».
وعندما سأله المذيع عن الاختلالات الأمنية والتحقيقات في حوادث الاغتيالات المتكررة، قال باسندوة انه يطالب بإعلانها على الناس، مضيفاً انه لا يحصل على تقارير الأجهزة الاستخباراتية. فأثار ذلك استغراب المذيع الذي عاد بالسؤال: «هل يعقل أن رئيس الوزراء لا يطلع على نتائج التحقيقات في الاغتيالات التي تمت لضباط الداخلية والدفاع؟»، فرد باسندوة: «والله أنا ما عندي أي شيء.. ما عندي أي علم.. أقولها بصراحة».
ودعا رئيس الحكومة الأجهزة الأمنية أن تعلن نتائج التحقيقات في الحوادث الجنائية للناس أولاً بأول حتى لا يظل الناس «غائبين عن الصورة».
وعندما سأله مذيع الجزيرة عن السفن المحملة بالأسلحة والتي ضبطتها اليمن مؤخراً، قال باسندوة: «ليس لي علاقة بهذا الموضوع بكل صراحة.. وهذه السفن أسمع عنها كما يسمع عنها أي مواطن.. لكن لم يقدم لي أي مسؤول أمني أي تقرير.. ربما يقدمون هذه التقارير لرئيس الجمهورية.. أسمع زيما (مثلما) يسمع الآخرون في التلفزيون».
المذيع: «أنت رئيس وزراء اليمن.. تشعرني أنني أعرف أكثر منك حول هذه المواضيع». باسندوة: «والله يمكن تعرف أكثر مني.. يجوز.. وهذا اللوم يقع على المسؤولين في أجهزة الأمن الذين لا يطلعونني على شيء من هذا».
المذيع: «هل تواجه عدم تعاون من قبل الأجهزة التي يفترض أن تكون على رأسها؟» باسندوة: «لا أعتبره عدم تعاون، لكن أعتبر انهم مكتفين بعلاقتهم بالرئيس».
المذيع: «هل هناك ازدواجية الآن.. يتلقون الأوامر من الرئيس وهذا يعرقل طاعتهم لأوامر تأتي منك.. هل هذا ما تقصده؟» باسندوة: «أنا لا اصدر لهم أوامر.. وإذا أصدرت أوامر لا أعتقد انهم سيرفضوها لكن.. عادة الأجهزة هذه تابعة للرئيس مباشرة، حتى من الماضي».
وعاد المذيع ليسأل باسندوة عن الغارات التي تشنها طائرات بدون طيار على أهداف لتنظيم القاعدة في اليمن، فرد رئيس الوزراء محيلاً إياه إلى وزيري الدفاع والداخلية «فهما أعرف بالموضوع»، مضيفاً انه مسؤول عن الجانب المدني ولا يتدخل في مثل هذه الأمور.
«لم أختر وزرائي» وتحدث باسندوة عن الحكومة، وأشار إلى أنه لم يختر أشخاصها، فهي مناصفة بين المشترك وشركائه والمؤتمر وحلفاءه، وتابع: «لم يكن لي رأي في اختيار الوزراء.. أنا رئيس حكومة توافقية، وشخص مستقل لا أنتمي إلى أي حزب، سلطتي على الوزراء ليست سلطة أي رئيس وزراء يقوم بتشكيل الحكومة بنفسه».
وقال إن ذلك يؤثر إلى حد ما على أدائه مع الوزراء، كما ألمح إلى أن بعض الوزراء لا يتعاونون معه.
وحول علاقته بالرئيس عبدربه منصور هادي قال إن علاقته به «جيدة جداً»، فليس هناك تعارض في الآراء بين الاثنين.
وأكد على حرص الحكومة إجراء الانتخابات النيابية والرئاسية في موعدها في فبراير 2014 بعد عقد مؤتمر الحوار الوطني وصياغة دستور جديد للبلاد، لكنه تحدث عن احتمال تأجيل الانتخابات. وقال إنه يجب أن يكون «بتوافق وطني».
وتحدث باسندوة أيضاً عن اللحظات التي بكى فيها أثناء إلقاءه خطابات عامة، وقال «يبكيني باستمرار ما أرى عليه حال وطني وأبناء وطني، عندما تخرج إلى الخارج تشعر بالفرحة، وعندما تعود (إلى اليمن) تشعر بالأسى لما تراه من فرق».
وأضاف «أنا رجل بكّاء»، لكنه قال ان لا أحد يستطيع أن يستحضر دموعه كما يريد.
وأبدى استعداده لترك منصبه، وقال إن المنصب لا يزيد في رصيده شيء، مضيفاً انه تولى مناصب رسمية عديدة في الماضي، كما ساهم في النضال من أجل تحرير اليمن من الاستعمار البريطانية وتحقيق الوحدة.
«صالح يضخ أموالاً» وانتقد باسندوة الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وقال إن المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ستظلان في خطر ما لم يخرج الرئيس السابق من البلاد، وأكد أنه أبلغ مجلس الأمن الدولي بذلك خلال اجتماعه بصنعاء في الزيارة الأخيرة نهاية يناير الماضي.
وأضاف باسندوة أن صالح يمكنه العودة إلى البلاد كمواطن بعد استتباب الأمن وانتهاء الفترة الانتقالية.
وقال إن النظام السابق ينفق أموالاً كبيرة، وان عناصر مرتبطة به تفتعل مشاكل أمام الحكومة، وتابع «إعلامه أفضل من إعلامنا (الحكومي).. لأن عنده امكانيات أفضل من الدولة.. هناك إنفاق مالي كبير جداً».
وتطرق في بداية اللقاء إلى إنجازات حكومته خلال نحو عام من تشكيلها، ومنها «إعادة تطبيع الأوضاع، وتوفير الخدمات للمواطنين من كهرباء ومياه ومشتقات نفطية» إضافة إلى نجاحها في خفض معدلات التضخم بشكل كبير، وتحقيق استقرار في سعر صرف العملة اليمنية مقابل الدولار، فضلاً عن ارتفاع الاحتياطي النقدي إلى 6 مليارات دولار حاليا بعد أن كان قد وصل إلى 4 مليارات دولار، إضافة إلى تقدم اليمن ثمان نقاط في تقرير منظمة الشفافية الدولية الخاص بمكافحة الفساد، معتبرا تلك الإنجازات «شيء طيب رغم أنها غير كافية».
ولفت إلى التنسيق القائم مع المانحين لتخصيص الأموال والتعهدات المعلن عنها لدعم اليمن، بما في ذلك تشكيل جهاز تنفيذي برئاسة رئيس الوزراء لاستيعاب مساعدات المانحين.