أظهر لقاء تلفزيوني مع رئيس الحكومة محمد سالم باسندوة، عدم علمه بأي من القضايا الأمنية التي تجري في البلاد، وقال إن الأجهزة الأمنية لا تطلعه على التقارير الأمنية كما ليست على تواصل معه. وبثت قناة "الجزيرة"، السبت، حواراً مع باسندوة ضمن برنامج "لقاء اليوم". والذي اعترف فيه باسندوة بكونه مجرد رجل بكَّاء. وكان باسندوة قد وعد في وقت سابق بإعلان مفاجآت خلال الأيام القادمة، حيث قال مخاطباً العشرات من عناصر الإصلاح: أعدكم بسماع مفاجآت خلال الأيام القادمة. وبحسب مصادر سياسية فإن محمد باسندوة اتفق في وقت سابق مع القطريين على استضافته في "الجزيرة" عقب صدور قرار مجلس الأمن، حيث كان القطريون وباسندوة وتجمع الإصلاح يتوقعون أن يتضمن بيان مجلس الأمن الدولي ما ينص على مغادرة الرئيس السابق الحياة السياسية، إلاّ أن صدور بيان مجلس الأمن بتلك الصيغة أصابهم بخيبة أمل كبيرة، حيث انتقد مجلس الأمن الدولي بشدة أداء حكومة باسندوة ووصفه ب"السيئ والفاشل". وقالت مصادر دبلوماسية إن قطر كانت قد أبلغت قيادات في حزب الإصلاح والمشترك، أن قرار مجلس الأمن سينص على مغادرة الرئيس السابق، وهو ما دفع رئيس حكومة الوفاق "باسندوة لوعد أنصاره ب"مفاجآت سارة". وفيما كثرت التأويلات والأوهام التي تناولتها آلة الإعلام القطرية وعملاؤها من "المشترك" بخصوص اتخاذ مجلس الأمن قراراً بإخراج صالح من اليمن وعزله من رئاسة حزبه: فاجأ الرئيس الدوري لمجلس الأمن البريطاني (مارك برانت) في مؤتمر صحفي على قناة "الجزيرة" بقوله: "خروج الرئيس السابق علي عبدالله صالح من اليمن أو تركه للعمل السياسي هذا شيء يخصه وليس لمجلس الأمن دور فيه وما يهمني هو أن لا يعرقل هو أو غيره مؤتمر الحوار الوطني وعند وقوف أي طرف ضد الحوار سنتخذ إجراءاتنا". وعند سؤال باسندوة عن الاختلالات الأمنية والتحقيقات في حوادث الاغتيالات المتكررة، قال إنه يطالب بإعلانها على الناس، مضيفاً أنه لا يحصل على تقارير الأجهزة الاستخباراتية، فأثار ذلك استغراب المذيع الذي عاد بالسؤال: "هل يُعقل أن رئيس الوزراء لا يطِّلع على نتائج التحقيقات في الاغتيالات التي تمّت لضباط الداخلية والدفاع؟"، فرد باسندوة: "والله أنا ما عندي أي شيء.. ما عندي أي علم.. أقولها بصراحة". وفيما يتعلق بالسفن المحمَّلة بالأسلحة والتي ضبطتها اليمن مؤخراً، قال باسندوة: "ليس لي علاقة بهذا الموضوع بكل صراحة.. وهذه السفن أسمع عنها كما يسمع عنها أي مواطن.. لكن لم يقدم لي أي مسؤول أمني أي تقرير.. ربما يقدمون هذه التقارير لرئيس الجمهورية.. أسمع زيما (مثلما) يسمع الآخرون في التلفزيون". مؤكداً أن الأجهزة الأمنية مكتفية بعلاقتها بالرئيس". وكشفت إجابة باسندوة على هذه الجزئية بتلك عن خلاف غير معلن بين مؤسسة الرئاسة ممثّلة بالرئيس هادي والحكومة ممثّلة بباسندوة. وعاد المذيع لطرح السؤال بصيغة ثانية قائلاً: "أنت رئيس وزراء اليمن.. تشعرني أنني أعرف أكثر منك حول هذه المواضيع". باسندوة: "والله يمكن تعرف أكثر مني.. يجوز.. وهذا اللوم يقع على المسؤولين في أجهزة الأمن الذين لا يطلعونني على شيء من هذا". وعاد المذيع ليسأل باسندوة عن الغارات التي تشنُّها طائرات بدون طيار على أهداف لتنظيم القاعدة في اليمن، فردَّ رئيس الوزراء محيلاً إياه إلى وزيري الدفاع والداخلية "فهما أعرف بالموضوع". * صحيفة المنتصف