نفى علاقته أو اطلاعه على التقارير الأمنية والاستخباراتية التي يدار البلد من خلالها، قال إن مذيع "الجزيرة" يعلم بالوضع أكثر منه، وضم صوته إلى المذيع للمطالبة بكشف تحقيقات الاغتيالات للناس، وقال إنه لا يطلع على شيء ويسمع زيما الناس من التلفزيونات يمن لايف - الاولى : نفى رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة، أمس، علاقته بالجانب الأمني والاستخباراتي، كاشفاً عن أن الأجهزة الأمنية والاستخباراتية التي تدير البلد، لا تطلعه على شيء، ومكتفياً بالقول إنه يطلع عليها مثل الآخرين من التلفزيونات. وأثار باسندوة استغراب مذيع قناة "الجزيرة" الذي أجرى معه لقاء، بُث أمس، حين قال له: أستاذ محمد أنت رئيس وزراء اليمن، تشعرني أنني أعرف أكثر منك حول هذه المواضيع"، فرد عليه رئيس الوزراء: والله يمكن تعرف أكثر مني، يجوز أنا أقول لك، وهذا اللوم يقع على المسؤولين في أجهزة الأمن، الذين لا يطلعونني على شيء من هذا". وأورد باسندوة في سياق حديثه، تنصله من أي تقارير تخص الأمن، حيث قال: "ربما يقدمون هذه التقارير للأخ رئيس الجمهورية، لكن أنا لا أطلع على شيء من هذا، أسمع زيما يسمع الآخرون في التلفزيونات". وتدور حالة من الجدل السياسي حول الوضع الأمني الهش في اليمن، والمسؤولية عنه، في ظل اغتيالات متواصلة لكوادر من الأمن الوطني في الخارجية والدفاع والاستخبارات، ويترافق ذلك مع جدل موازٍ لعمليات قصف تقوم بها طائرات أمريكية بدون طيار، ويسقط فيها ضحايا مدنيون. وعن مسؤولية "النظام السابق" عن أعمال تقطع وتخريب، أجاب باسندوة أن "هذا ما يقوله البعض، أنا مش مسؤول عن الأجهزة الأمنية مباشرة، لكن في من يردد هذا الكلام أنه عناصر مرتبطة بهم هي التي تقوم بهذه الأعمال؛ أعمال قصف أنابيب النفط، قصف أبراج الكهرباء.. يقال هذا الكلام طبعاً، لكن أنا شخصياً كرئيس حكومة ما عنديش الأدلة إذا عند الأجهزة الاستخباراتية". وأضاف باسندوة في سياق تبريراته: "أنا والله إلى الآن للأسف الشديد أقول لك ما عنديش تقارير الأجهزة الاستخباراتية، رغم أننا المفروض أكون مسؤول عنها، لكن أنا أعتقد أنه ما يكفيش أنه نقول للناس إنه سنجري التحقيق اللازم، وبعدين نجري التحقيق اللازم، وما نطلعش الناس على النتائج". وتابع رئيس الوزراء مجيبا حول سؤال بشأن الاغتيالات التي تزايدت في اليمن مؤخرا قائلا: "والله أنا ما عندي أي شيء، ما عندي أي علم.. أقولها بصراحة، ولا أعرف شيء، لكن أنا أقول إن من واجب أي أجهزة أمنية في أي بلد، تقوم بالتحقيق في حوادث جنائية، حوادث إجرامية سياسية، أنه تعلن للناس نتائج التحقيقات أولاً بأول، ليش تقول إنه بانجري التحقيق اللازم، وبعدين ما تعلنش عنه. لازم تعرف الناس الحقائق، يعني سواء لصالحنا أو لغير صالحنا، لازم تعرف الناس الحقائق، ما تخليش الناس غائبين عن الصورة". وضم باسندوة صوته إلى صوت مذيع "الجزيرة" للمطالبة بالتحقيق في قتل الضباط والقادة العسكريين: "والله أنا معك، أنا أطالب دائماً وباستمرار أنه نتائج التحقيقات تعلن على الناس". وفي ما يخص سفن تهريب السلاح، استطرد رئيس الحكومة: "أنا شخصياً ليس لي علاقة بهذا الموضوع، بكل صراحة، وأنه هذه السفن أسمع عنها كما يسمع عنها أي مواطن، لكن لم يقدم لي أي مسؤول أمني أي تقرير. ربما يقدمون هذه التقارير للأخ رئيس الجمهورية، لكن أنا لا أطلع على شيء من هذا، أسمع زيما يسمع الآخرون في التلفزيونات". وبشأن قصف الطائرات بدون طيار، قال: "أنا والله بصراحة لا أدري، هذا أمر تتولاه الجهات العسكرية، أنا مسؤول عن الجانب المدني". وأكد على مسألة عدم علاقته بالأمر: "لا علاقة لي به، لكن في نفس الوقت القرار يتم باتفاق مسبق" يقصد بين الرئيس هادي وبين الأمريكيين. وحول ما إذا كان الموضوع يتم خارج القانون، أم مع بالاتفاق مع الحكومة، قال باسندوة: "والله هذا أمر يمكن تعود فيه إلى وزير الدفاع ووزير الداخلية، هو أعرف بالموضوع في بعض الأمور، أنا ما أدخل فيها". مراقبون تابعوا إجابات باسندوة باعتبارها رسائل منه إلى الرئيس هادي هدفها تحميل الأخير المسئولية الكاملة عن الأوضاع السيئة التي تعيشها البلاد. بينما اعتبرها آخرون انعكاسا لحقيقة عدم "اكتراث" باسندوة الذي طوال الأشهر الماضية لا يداوم في مكتبه ولم يعد يقم بأي شأن من شئون رئاسة الحكومة إذ يقضي كامل أيامه في منزله ولا يحضر إلا الاجتماع الحكومي الأسبوعي لمجلس الوزراء.