في أرحب ونهم والحيمة وانس اوقف أبناء القبائل خطة الانتشار للترسانة العسكرية المخيفة التي كان يعدها على صالح منذ 15 عام لتوريث الحكم لنجله القائد الشاب.. ليقيم جمهورية ملكية في دولة هي الأكثر فقرا في دول المنطقة القبيلة.. الشريحة الاجتماعية الأكثر تعقيدا والموصومة دوما بالتعصب والعنجهية والتخلف تخرج لليوم الرابع على التوالي في حشود مدنية أكثر تحضرا وأدق تنظيما في الذكرى الثانية لثورة 11 فبراير. قبل عامين من اليوم كانت شرارة الثورة قد انطلقت.. حينها كان النظام قد أعد خطة محكمة للقضاء على شرارات الثورة في تعزوصنعاء وعدن وحضرموت فأرسل جحافله العسكرية... فتصدى لها أبناء القبائل فكانوا حراساً أقوياء أمناء لهذه الثورة السلمية المباركة.
منصور الحنق ابن القبيلة.. أوقف أرتال عسكرية لجحافل الحرس الجمهوري كانت متجهة الى صنعاء لإخماد الثورة.. أسرة الشليف قدمت كوكبة من الشهداء في نهم حين كان اللواء 26 حرس جمهوري متجها إلى حضرموت ومثلها كانت في الحيمة وآنس..
غادرت القبيلة مربع العكفية حين تمردت عن مشائخها الذين حرموا هذه الشريحة من أبسط حقوقهم وجعلوهم تابعين لهم يقصدونهم في أكل عيشهم ليظل الشيخ هو القانون والدولة.
غادرت مربع التعصب حين خرجت تحتفل في مسقط رأس النظام السابق بالثورة لترسم لوحة مدنية حضارية جميلة.. ولتبعث برسالة واضحة أننا نتوق للدولة المدنية العادلة.
لقد ظلمت القبيلة حين حرمت من حقها في التعليم لسنوات عديدة فظلت رهينة للشيخ وصارت بعدها بيئة خصبة للاستعباد الطوعي من قبل الشيخ أو السيد!
ببساطة شديدة حين تتوفر المدرسة والمدرس.. المستوصف والطبيب والطريق إليهما، وحين يتوفر للمظلوم من ينصفه بالقانون.. حينها سيشعر ابن القبيلة بان هناك دولة وسلطة ترعاه.. وسيحتكم بعدها للدولة المدنية العادلة التي لطالما يتوق إليها وينشدها أكثر من غيره.