الكثير من طلاب كلية التربية عمران كان لهم دور إيجابي في مشاركة إخوانهم (شباب الثورة) في ساحات وميادين الحرية والتغيير في محافظتي عمران وصنعاء، أيضا أعضاء هيئة التدريس والموظفون شاركوا - وما زالوا في الساحات والميادين - إخوانهم الشباب في الاعتصامات والمسيرات. اعتصم الطلاب وأعضاء هيئة التدريس أمام جامعة عمران لأكثر من شهرين؛ مطالبين بمحاكة رئيس الجامعة وجميع الفاسدين الذين نهبوا مخصصات الجامعة لست سنوات، وفشلوا حتى في بناء إدارة أو قاعة دراسية لأي كلية، ونهبوا رسوم الأنشطة، التي قُدرِّت بأكثر من 200 مليون.
وبحكم سلطة رئيس الجامعة والإمكانات المادية التي سخّرها لبعض أعضاء النقابة، استفاد البعض منصباً إداريا، والبعض وظًف أقرباءه وأبناءه، ومنهم من استفاد في أشياء وأمور خاصة. لذلك قسم النقابة إلى مجموعتين؛ الأولى معه والمجموعة الثانية ضده. فبدأ باستخدام العقاب الجماعي داخل كلية التربية عمران منذ سنة، فالحمامات غير صالحة، ولا توجد فيها مياه. فالطلاب والموظفون وأعضاء هيئة التدريس يذهبون إلى حمامات المساجد والفنادق والمطاعم المجاورة. وحرم أيضاً طلاب الكلية من حقهم في التعليم المناسب؛ فلا يوجد أبسط المقوِّمات التي تخدم العملية التعليمية، والكثير من الطلاب - وخصوصاً في أقسام الكيمياء والفيزياء والأحياء - يشترون بعض الأجهزة الصغيرة والمواد الكيميائية؛ ليقوموا بالتجارب. وحرمهم أيضاً من النشاطات العلمية والثقافية والاجتماعية، والرياضية، ومن الرحلات العلمية وزيارة المتاحف والمناطق الأثرية.
أعضاء هيئة التدريس لم يكونوا في منأى عن ذلك، فقد حرموا من المشاركة في المؤتمرات العلمية، ومن إقامة الندوات.
على سبيل المثال: وزارة التخطيط وبعض الدول الصديقة ودول مجلس التعاون الخليجي قدّمت عشرات المنح لجامعة عمران، إلا أن المعيدين والمدرسين لم يكن لهم نصيب فيها، وأيضا حرموا من السفر لإكمال دراساتهم العليا.
حتى وصل الأمر برئيس الجامعة، الدكتور صالح السلامي، إلى أن يستخدم أقذر وأشدّ العقاب الجماعي، وهو توقيف رواتب الموظفين وأعضاء هيئة التدريس، المعتاد أن تصرف في تاريخ 24 أو 25 من نهاية كل شهر، مضى نصف شهر ولم تصرف الرواتب، هل يؤثر هذا العقاب على عملية التعليم وعلى حياة الموظفين وأعضاء هيئة التدريس؟
السؤال الذي يطرح نفسه: هل ما زلنا في عهد علي عبد الله صالح .. أم أننا في عهد جديد (عهد ثورة الشباب)؟ وهل رئيس الجامعة يستخدم هذا الأسلوب بهدف التذكير والحنين لعهد "صالح"؟!