عزيزي شهيد الكرامة.. أكتب إليك في الذكرى الثانية لرحيلك وأعرف أن رسالتي لن تصل إليك ولكني آمل أن تصل إلى من تبقى من رفاقك الأحرار على قيد الثورة..
أخبرك آسفاً بأن الكرامة دفنت مع دمائك، والثورة توقفت لحظة استشهادك ولا زالت عالقة بين تلك الرصاصات التي اخترقت جسدك الطاهر..
وأن العبيد في تزايد ويعملون بإخلاص على خلق المزيد من الزعماء والأصنام، ويزدادون عشقاً لعبوديتهم وتمسكاً بهم..
عزيزي شهيد الكرامة .. لقد أصبحنا بلا كرامة، مسروقون منهوبون جائعون كما تركتنا وأكثر وأبداننا تكوى كل يوم بنيران من قتلوك.
لا جديد يا عزيزي فحتى الوجوه لم تتغير، والمتهمون بقتلك يوم الكرامة تقاسموا السلطة مع من ركب الثورة.. وأصبحت الثورة بنظرهم غوغاء والثائر خارج عن القانون.
والقتلة ليسوا في السجون قد تجدهم في قاعة مؤتمر الحوار او ضمن حكومة الوفاق.. وحدهم سجناء الثورة خلف القضبان لا بواكي لهم ولا نصير، ورفاقك جرحى الثورة يتسولون العلاج أمام الوزارات والسفارات.
لقد جعلوا من ذكرى استشهادك يوما لتعزيز قوة النظام السابق الذي سميناه بائداً ولكنه في الحقيقة استطاع أن يبيد روح التحرر فينا وأعاد إنتاج نفسه مرة أخرى، ويعمل على إذلالنا حتى بلقمة عيشنا فهانت علينا كرامتنا وانكسرنا أكثر من أي وقت مضى.. وغاية أمانينا لقمة عيش وغطاء يقينا البرد.
عزيزي شهيد الكرامة.. رغم الألم الذي يعتصر قلوبنا كلما اقتربنا من ذكراك لا زالت الثورة أمنية ولا زلنا نصدق أنها ستتحقق يوماً ما..