بقلم / عبد الله الشرعبي *: في مزاد علني بيع حذاء شهيد مسيرة الحياة " أحمد الرعيني " ب3 مليون ريال كأعلى عرض تقدمت به الثائرة " ام العز " احدى حرائر تعز لاشك ان حذاء وصل لهذا المبلغ بل وتعداه اذا جمعنا المبالغ التي رصدت في المزاد 8 مليون ريال فالحذاء اذا بيع ب 11 مليون ريال تقريبا مع العلم بأن المبالغ المضافة اتفق اصحابها على ان تسلم لأسر باقي شهداء مسيرة الحياة اذا اكان هذا الحذاء المتواضع المتهرئ وصل هذا المبلغ فلاشك ان اقدام هذا الثائر اكرم وأعز عند الله والا لما اصطفاه الله شهيدا أحمد الرعيني أحد الثوار المخضرمين الذين نالوا شرف الانضمام الى الثورة فقد سبقته اقدامه الى خليج الحرية باب ولأن شهيدنا يتقد ثورة ربما لم يعجبه الوضع هناك انتقل الى ساحة التغيير بصنعاء ليواجه الرصاص بصدره العاري.. شظف العيش وهموم اعالة الأسرة اللذان دعته باكرا لترك دراسته ومن بؤس الى بؤس الى بؤس الى ملاحقة حرس الحدود بعد مغامراته الجريئة للاغتراب بعيد عن الوطن الذي لم يحفظ له ماء وجه وبحثا عن الكرامة التي فقدها في موطنه فأنى له ان يجدها في غيره ! انفجر الشاب ثورة ليلتحق بقطار الثورة والمتمعن لحياة الشهيد الرعيني يجد فيها تطابقا عجيبا ! مع حياة البوعزيزي مشعل الثورة التونسية فهو محمد وهذا أحمد ! وكلاهما كانا يدفعان عربة الكرامة بحثا عن لقمة الحلال ببيع الخضار او الآيسكريم !البوعزيزي صفعته مجنده ! والرعيني صفع ضابطا ليدفع ثمن ذلك كسرا في يده ابان مسيرات التصعيد الغاضبة ! البوعزيزي اشتهرت عربيته وطلبت للبيع بالمزاد والرعيني بيع حذاءه بالمزاد وكل منهما خلد رفيق دربه ونضاله شانهما شان كلب أصحاب الكهف الذي خلد ذكره القرآن الكريم ابد الدهر بسبب مرافقته للفتية المؤمنين .. وكما هي عربة البوعزيزي جاء حذاء الرعيني ليعتلي صدور الصحف والمواقع الاخبارية واهتمام أهل المال والسياسة ويأخذ حيز الاخبار طيلة اسبوع بل وتعدى ذلك انه اقترن مع صورة المخلوع صالح سخرية ! في مواقع التواصل الاجتماعي للتعليق بعبارة ايهما اغلى !! بل ونال اهتماما دوليا بزيارة المبعوث الاممي حين تألم لمنظر اقدام الشهيد الممزقة قائلا ما كان ينبغي ان يكرم هذا بالقتل !. شهيدنا الرعيني كان يخفي عن اسرته مكوثه في الساحة عله يخفف من خوفهم عليه وكأنه يعلم موعد استشهاده فقد ارسل لهم صورتين كتب على احداهما: " يا عز يا ذله اما نعيش احرار أو نلتقي بالله .." قائلا لهم واحدة للذكرى والأخرى اطبعوا منها ان صرت شهيدا !.. هذا ما عرفناه عن الشهيد ومالا نعرفه يحكيه قول الله تعالى( ويتخذ منكم شهداء…) *[email protected]