شهدت رداع، أمس الاثنين، اشتباكات بين جنود ينتمون للواء الأول مشاة جبلي ومواطنين غاضبين يحتجون على قيام جنود اللواء بقطع الطريق الواصل بين صنعاءوالبيضاء وسط رداع، وإغلاق المحلات التجارية بالقوة، السبت الماضي. وأكد شهود عيان سقوط قتلى وجرحى من الطرفين بالاشتباكات التي استمرت قرابة خمس ساعات تخللها إطلاق نار متقطع، وانتشار للدبابات ومصفحات عسكرية على أطراف الشارع الرئيسي مع فرض حالة أشبه بحظر التجوال في المدينة حتى مساء أمس».
احتجاجات جنود اللواء الأول مشاة جبلي وقطع الشوارع وإغلاق المحلات فجرت غضب المواطنين وأفاد سكان محليون بأن عدداً من الأطقم العسكرية من قوات اللواء الأول مشاة جبلي قدمت إلى مكان تجمهر المواطنين، في الشارع العام، وحاولت تفريق التجمّع بالقوة، في محاولة منها لفتح الطريق الذي أغلقه المواطنون، لكنها قوبلت برفض، ما أدى لاندلاع اشتباكات بالأعيرة النارية، عند الحادية عشرة والنصف ظهراً، أدت لمقتل شخصين على الأقل.
وأكد ل«المصدر أونلاين» مدير أمن منطقة رداع العقيد حمود العماري سقوط قتيلين، من المواطنين، واصابة سبعة أشخاص بإصابات بليغة، كما أكد مقتل جندي من اللواء الأول مشاة جبلي، وآخر ينتمي لقوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقاً)، وجرح عشرة من جنود اللواء، واثنين من الأمن الخاص.
وقال مصدر عسكري إن من بين القتلى أربعة جنود على الأقل، وقرابة عشرة مصابين، تعرّض طقم عسكري يقلهم لهجوم شنه مسلحون بقذيفة آر بي جي ظهر أمس، مشيراً إلى أن الطقم قدم لتحرير جندي، احتجزه مواطنون، في محل لبيع مواد بناء وسط سوق غالب في المدينة، وذلك على خلفية الاحتجاجات التي نفذها جنود الكتيبة السبت الماضي، وقاموا خلالها بقطع شوارع المدينة وأرغموا المحلات التجارية على الإغلاق.
لجنة عسكرية برئاسة مدير دائرة المشاة وصلت المعسكر وغادرته برفقة أركان حربه ولم يستبعد المصدر أن تكون هناك «جهات أخرى» تؤجج مشاعر المواطنين وتقودهم نحو العنف، مستغلة تذمّرهم من تصرف الجنود، السبت الماضي، ولم يستبعد أن تكون عناصر القاعدة هي التي قامت بمهاجمة الجنود، وهو ما أدى لاندلاع المواجهات.
وأضاف أن انتشار الأطقم والآليات العسكرية جاء بعد استهداف الطقم العسكري.
وينفي المواطنون وجود أي جندي مختطف، مؤكدين أنهم كانوا ينظمون وقفة احتجاجية سلمية، وذكرت مصادر محلية ان الجنود المتمردين منعواً عدداً من أعيان مدينة رداع من دخول معسكر «أحرم» الذي توجهوا إليه بهدف تهدئة الأوضاع، مشيرة إلى أن الجنود المتمردين قاموا بمنعهم، وحدثت مشادات بين الطرفين.
ويقول مواطنون إنهم تضرروا من احتجاجات الجنود، التي أرغمتهم على إغلاق محلاتهم بالقوّة.
سكان محليون: أطقم عسكرية فضت بالقوة تجمعاً سلمياً للمواطنين وقال شاهد عيان ل«المصدر أونلاين» «إن دبابتين حاولتا التقدم إلى وسط المدينة إلا أن مسلحين أطلقوا عليها قذيفة آر بي جي لتعود إلى أطرف المدينة».
ويتهم الجنود المواطنين بنصب كمين لطقم عسكري بمنطقة حبان أدى إلى مقتل اثنين وإصابة ثالث، فيما يقول أحد المشايخ إن الكمين نُصب للطقم في قاع فيد، نافياً أي علاقة لأبناء رداع في هذا الحادث الإجرامي الذي يستنكره كافة أبنائها.
خلفية الاشتباكات.. جنود يحتجون بقطع الشوارع وإغلاق المحلات وأقدم جنود كتيبة عسكرية تابعة للواء الأول مشاة جبلي، السبت، على قطع الشارع العام في رداع، وإغلاق المحلات التجارية بالقوّة، وأطلقوا الرصاص العشوائي في عدد من شوارع مدينة رداع ما أدى إلى إصابة شخصين من المارة، أحدهما ينتمي إلى مديرية صباح، والآخر ينتمي إلى مديرية الشرية آل غنيم.
واستمرت احتجاجات الجنود يوم الأحد الماضي بمنطقتي المصلى والعرش ممّا زاد من حدة غضب المواطنين ضد أفراد اللواء الأول مشاة جبلي.
مصدر عسكري: مقتل أربعة جنود، وإصابة عشرة بقذيفة قصفت طقماً قدم لتخليص جندي محتجز ويطالب الجنود، وفقاً لمصدر عسكري تحدث ل«المصدر أونلاين» السبت، بحقوق خاصة بينها طلب إعادتهم إلى المعسكر الذي نقلوا منه، والذي كان يتبع قوات الحرس الجمهوري المحلولة، كما يطالبون بذخيرة وأسلحة وعلاوات مالية.
وتوجهت، أمس الأول الأحد، لجنة عسكرية إلى مدينة رداع، يرأسها العميد الركن عبدالعزيز صلاح مدير دائرة المشاة، وعادت إلى صنعاء بمعية أركان حرب اللواء الأول مشاة جبلي، استجابة لمطالب الجنود المحتجين.
وتتواجد كتبة من اللواء الأول مشاة جبلي في معسكر رداع، بعد أن نُقلت قبل أسابيع إلى هناك، في إطار خُطة هيكلة الجيش، التي أحالت اللواء الأول مشاة إلى قوات الاحتياط الاستراتيجي.
غير أن مصادر أخرى أفادت بأن سبب التمرّد يرجع إلى خلافات داخل اللواء الأول مشاة جبلي، وأشارت المصادر إلى أن تمرداً غير مُعلن يحدث داخل اللواء، وسبق أن احتجز أركان حرب المعسكر العقيد عبدالله البيضاني لمُدة يومين الأسبوع الماضي.
وقال أحد جنود ما كانت تُعرف بقوات الحرس الجمهوري سابقاً، إن الجنود يرفضون ضمهم لكتيبة الحرس المتواجدة برداع منذ دخول أنصار الشريعة إلى المدينة في يناير 2011، ويقودها ناصر طريق، الذي يرفض الجنود أن يكون قائداً عليهم، وأنهم يريدون قيادة منفردة.
ويؤكد الجندي أن الجنود «مستاءون من إهمال قيادتهم لأكثر من عشرين جندياً مفقوداً منذ أحداث رداع الأخيرة قبل شهرين، ولم يُعرف مصيرهم حتى اللحظة».
رداع تبدأ حركة احتجاج للمطالبة بإخراج المعسكر من المدينة من المقرر أن تشهد مدينة رداع، اليوم، إضراباً شاملاً، للمطالبة بإخراج معسكر اللواء الأول مشاة جبلي من المدينة تلبية لدعوة الشيخ عبدالسلام النصيري وعدد من المشايخ.
النصيري يدعو إلى إضراب عام ويطالب بإخراج المعسكر من رداع واستغرب أعيان المدينة قيام قائد كتيبة الحرس سابقاً، ناصر طريق، بتحكيمهم على خلفية الأحداث التي وقعت السبت الماضي، في وقت كانت الأطقم العسكرية تُهاجم المواطنين بعد رفضهم إنهاء التجمهر.
واعتبر المجلس الثوري بمديريات رداع ما حدث خلال هذه الأيام انتهاكاً صارخاً لحرمة المدينة من قبل جنود اللواء الأول مشاة جبلي، «وجريمة بحق المواطنين بشكل عام يعاقب عليها القانون، وتلزم جهات الاختصاص القيام بواجبهم في معاقبة ومحاكمة مرتكبيها».
ودعا المجلس الثوري في بيان صدر عنه أمس «كافة الأحزاب والعلماء والوجاهات الاجتماعية والمنظمات إلى عقد اجتماع طارئ لتحديد الموقف ممّا حدث والوقوف صفاص وأحدا أمام الممارسات الطائشة لجنود اللواء الأول مشاة جبلي ومن تعاون معهم من جنود الأمن المركزي».
المجلس الثوري: احتجاجات الجنود فوضى تخدم جهات متضررة من الحوار الوطني وطالب الأجهزة المختصة بتسليم من قاموا بالفوضى إلى العدالة لينالوا جزاءهم الرادع نتيجة ما اقترفوه من تعطيل مصالح الناس وتهديهم بالسلاح وقطع الطريق العام.
وحمل المجلس في بيانه السلطة المحلية مسؤولية الحفاظ على أمن الناس وسكينتهم العامة، داعياً قيادة المحافظة إلى تحمل مسؤوليتها في معاقبة من قاموا بهذا العمل الإجرامي والرفع بهم إلى وزارة الدفاع والداخلية لضمان عدم تكرار ماحدث.
وأشار البيان إلى «أن ما حدث اليوم من فوضى لا تدل على أنها عفوية أو مطلبية وإنما تخدم جهات تتضرر من الحوار الوطني، وتسعى إلى تعطيله وتُراهن على إدخال الوطن في أًتون الفتنة والصراع».
أسماء القتلى، الذين تحقق «المصدر أونلاين» منهم: 1. صالح علي صالح بجير مواطن. 2. علي صالح الريامي مواطن.
أسماء الجرحى: 1. عبدالكريم البصيري - مواطن 2. محمد عبده الخولاني - مواطن 3. يوسف الزبيدي - مواطن 4. علي الزيادي – مواطن 5. وليد العبسي - مواطن 6. محمد الجنيدي - مواطن 7. مجمل الاعرج – مواطن 8. نشوان معوضة – جندي مشاة جبلي 9. محمد واصل – جندي مشاة جبلي 10. منصور غالب – جندي مشاة جبلي 11. أحمد الحداد – جندي مشاة جبلي 12. غسان دبدبة – جندي مشاة جبلي 13. محمد رسام – جندي مشاة جبلي 14. مطهر العلواني– جندي مشاة جبلي 15. أكرم صغير– جندي مشاة جبلي 16. محمد جوجه– جندي مشاة جبلي 17. اسماعيل جعدبي – جندي مشاة جبلي 18. يحيى الآنسي – جندي أمن خاص 19. بسام علي – جندي أمن خاص.
