أدان التجمع اليمني للإصلاح الهجمات المتكررة لمسلحين من أتباع جماعة الحوثيين على مساجد في محافظة صعدة شمال اليمن، واتهمت الجماعة المسلحة بارتكاب انتهاكات بحق أبناء المحافظة. وقالت الأمانة العامة للإصلاح في بيان لها انها تستنكر «ما قامت به مؤخراً مجاميع حوثية مدججة بمختلف الأسلحة من اقتحام غادر وغير مبرر لدار القرآن الكريم ومسجد مصعب بمنطقة الطلح بصعده، واعتقال خطيب المسجد الأخ وليد عيظه والاعتداء عليه وعلى عدد من المصلين بأعقاب البنادق وأسلاك الكهرباء ونهب مقتنياتهم الشخصية»، والذي حدث يوم الجمعة الماضية.
ووصف الإصلاح تلك الاعتداءات ب«الهمجية»، كما استنكر «قيام مليشيات الحوثي باعتقال مراسل قناة سهيل الفضائية ومصورها، أثناء تأديتهم لعملهم بتغطية وقائع تلك الانتهاكات والاعتداءات بحق المصلين في مسجد مصعب، وحذرت من المساس بهم ودعت إلى الإفراج الفوري عنهم». حسب تعبير البيان.
وما يزال مراسل تلفزيون سهيل معتقلاً في أحد السجون التابعة لجماعة الحوثيين بمحافظة صعدة منذ يوم الجمعة.
وأعرب التجمع اليمني للإصلاح عن «قلقه البالغ من تداعيات تلك الانتهاكات والهجمة الشرسة لجماعة الحوثي ضد شباب الإصلاح وأبناء صعده في مختلف المناطق». ودعا «الجهات الرسمية للقيام بواجبها في حماية أهالي صعده، وكبح جماح هذا العنف المنفلت الذي يمارسه الحوثيون ضد مخالفيهم». مؤكداً على أنه «لن يقبل استمرار هذا العنف الممنهج ضد أبنائه وأبناء صعده عموماً، وأنه يحتفظ بحقه القانوني في مقاضاة المعتدين والقصاص منهم».
وأدان بيان الإصلاح ما أسماه ب«التمادي الحوثي في هذا المسلك المشين، ونعتبره جزءاً من مشروع الفوضى والعنف الذي يتبناه اطراف متضررة من مسعى بناء الدولة، والذي يرمون من خلال تأجيجه إلى جرّ البلاد صوب مربع العنف والاحتراب وإحباط مشروع الثورة الشعبية السلمية».
وتابع «وفي الوقت الذي ينخرط الحوثيون في مؤتمر الحوار الوطني ويتشدقون بدعاوى السلام والتعايش، فإنهم يمارسون أعمالاً تتنافى وأبسط قيم الحوار والقبول بالآخر، وهو ما يعكس بجلاء انسياقهم الأعمى وراء غرور القوة، وعدم قابليتهم الاندماج في النسيج المجتمعي اليمني ورفضهم التعايش معه».
وحذر الإصلاح من مغبة «الاستمرار في مثل هذا النهج الشائن وتلك الممارسات الإرهابية من قبل هذه الجماعة»، داعياً في الوقت نفسه الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومة الوفاق ومؤتمر الحوار الوطني للقيام بواجبهم الذي تمليه المصلحة الوطنية «في لجم هذا المسلك المشين لجماعة الحوثي ووضع حد لتصرفاتها الهوجاء، واتخاذ التدابير اللازمة التي من شأنها إعادة محافظة صعده إلى حضن الشرعية». حسب تعبيره.
كما دعا نقابة الصحفيين اليمنيين ومنظمات المجتمع اليمني وكل القوى السياسية الحرة إلى تحمل مسئوليتها الوطنية والأخلاقية في حماية الصحفيين ومراسلي الفضائيات، «وتعرية انتهاكات الحوثيين بحقهم وبحق الأبرياء من أبناء محافظة صعده وفضحها أمام الرأي العام».