اتهم شقيق الطيار هاني الأغبري الذي قتل في حادثة سقوط طائرة الأسبوع الماضي، قيادة القوات الجوية بالإهمال والسعي لدفن القضية والتأثير على سير التحقيقات. وقال عبدالرحمن الأغبري ل«المصدر أونلاين» عبر الهاتف «هناك محاولات لرسم نتائج التحقيقات بشأن سقوط الطائرة وفقاً لسيناريوهات تريدها القيادة الجوية».
وأضاف «شقيقي تعرض لمحاولة اغتيال واضحة».
وناشد الأغبري الرئيس عبدربه منصور هادي وضع حد لما وصفها ب«المهزلة والتدهور المريع» الذي تعيشه القوات الجوية، والعبث بمقدراتها و«اغتيال» كوادرها حسب تعبيره.
وانتقد أداء القوات الجوية، وقال إنها لا تحقق بجدية في أسباب سقوط الطائرة التي كان يقودها شقيقه هاني «هذا يعني استمرار تدهور أوضاع القوات الجوية وسيفضي في النهاية إلى وقوع كوارث أخرى».
ووصف عبدالرحمن الأغبري فرضية تعرض الطائرة لطلق ناري بأنه سيناريو موازِ للتبريرات السابقة التي كانت تعزو حوادث الطيران إلى الخلل الفني.
وأردف «إفادات شهود عيان وقرائن أخرى تؤكد أن الطائرة انفجرت بعبوة ناسفة، ما أدى إلى تطاير أجزائها وتحول جثة شقيقة إلى أشلاء، لم يعثر منها سوى على بقايا صغيرة بعدة مئات من الجرامات».
وقال قائد سلاح الجو اللواء ركن طيار راشد الجند الجمعة الماضية إن قواته تتعرض لمخطط يهدف إلى تدميرها، كاشفاً أن الطائرات العسكرية التي تحطمت في خلال فترة توليه قيادة القوات الجوية سقطت بشكل متعمد بعد أن تعرضت لإطلاق نار.
وقال راشد الجند إن الطائرة التي سقطت مؤخراً في جنوبصنعاء تعرضت لإطلاق نار أدى إلى سقوطها. وعرض الصندوق الأسود وعليه اختراق إحدى الرصاصات، إضافة إلى رصاصات اخترقت أجزاء أخرى من الطائرة.
ورجح أن يكون قائد الطائرة النقيب طيار هاني الأغبري قد أصيب بإحدى الرصاصات التي ما يزال مُطلقها مجهول، وهو ما أخرج الطائرة عن السيطرة.
وقال إن أحد قيادات وحدة السيطرة أبلغه بعد أيام انه تم انتشال الصندوق الأسود وكان سليماً، مشككاً في رواية الجند بأن الصندوق تعرض لطلق ناري.
وأوضح أن أجزاء الطائرة تعرضت للنهب بعد أن اهملت لأيام دون أن يتم انتشالها، مشيراً أن قيادة الجوية تذرعوا بأن البحث عن حطام الطائرة في مكان سقوطها يحتاج إلى «بوكلين»، وأنهم لا يملكون اجرته المقدرة بخمسين ألف ريال، وهو ما تسبب في تعرض كثير من اجزاء الطائرة للنهب والعبث والاتلاف.
وكشف الأغبري أن المعلومات المتوفرة لديه من زملاء شقيقه الفقيد تؤكد أن قائد الطائرة أخذ إذناً بالهبوط، لكنهم طلبوا منه التأخر لبعض الوقت لتزامن لحظة هبوطه مع هبوط طائرة أخرى مدنية، ما دعا الطيار إلى تأجيل رحلة الهبوط، وبعدها وقع انفجار الطائرة.
وأكد أن شقيقه طيار محترف برصيد 500 ساعة طيران، وأكمل دورات متقدمة في الفحص واختراق حاجز الصوت، وهذا يتوافق مع شهادة زملائه وكثير من القيادات، مشيراً أنه كان بإمكان شقيقه مغادرة الطائرة إذا صحت فرضية تعرضها لطلق ناري..
وطالب بالتحقيق في نظام حركة سير الطيران المدني لإثبات هذا الأمر.
وقال إن أسرة الطيار هاني الأغبري تطالب بالتحقيق في الحادثة بشكل شفاف، واطلاع الرأي العام عليها، بما يكشف الحقيقة، ويمنع سقوط طائرات وضحايا آخرين، على ان يشمل التحقيق المعنيين في القوات الجوية وفي مقدمتهم قائدها اللواء راشد الجند واركان حربه.
ولفت الأغبري ان اللواء راشد الجند قدم للعزاء في اليوم الثالث بعد سقوط الطائرة، بعد عودته من السعودية مباشرة، ووعد بالعودة مجدداً والتواصل معهم لكن شيئاً من ذلك لم يحدث.
وأضاف أن الراتب الذي كان يتقاضاه شقيقه لا يفي بمتطلبات معيشة اسرته، ودراسة ابنائه الثلاثة، مشيراً أنه تم ابلاغ اسرة الطيار هاني الأغبري بأن قيادة القوات الجوية قدمت طلباً للرئيس هادي أمس بصرف قطعة أرض لأبنائه من مصلحة أراضي وعقارات الدولة، وأن الرئيس وافق على ذلك لكن الأمر يبقى مجرد وعود ربما لا تتحقق.
وأمس السبت، قال الرئيس عبدربه منصور هادي في محاضرة أمام قادة عسكريين إن القوات الجوية نالها من الصراع والانقسام خلال الفترات الماضية وأثر على جاهزيتها ومقوماتها.
وأضاف في محاضرة في قيادة القوات الجوية «ما يحصل من حوادث في القوات الجوية وخلال فترة زمنية وجيزة يؤكد ان هناك بؤر جرثومية تعمل على تخريب هذه الوحدة العسكرية الهامة ولكنها لن تتمكن في النهاية من تحقيق غاياتها وسيتم استئصالها».