قال شقيق الطيار هاني الأغبري، إنه قابل، أمس الثلاثاء، وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد، لعرض مشكلة علاوات شقيقه وحقوقه، ومطالب بتوفير مسكن لأولاد الشهيد، وتشكيل لجنة أخرى للتحقيق في مقتل أخيه خلال تحكم طائرته الشهر الماضي. وأضاف عبد الرحمن الأغبري أنه عندما قدم نفسه لوزير الدفاع باعتباره "أخ الشهيد..."، سأل الوزير: من هو هاني الأغبري؟ وماذا حدث له؟، لافتاً إلى أن أحد السفراء في وزارة الخارجية، تدخل بسرد نبذة عن الشهيد الطيار، وعن مقتله في حادثة سقوط طائرة "سوخواي 22" في شارع الخمسين بصنعاء. ورد وزير الدفاع على مطالب شقيق الطيار بأن عليه مراجعة قائد القوات الجوية اللواء ركن طيار راشد الجند، وأنه عندما أخبره بتعنت الجند، أخرج هاتفه واتصل به، سائلاً إياه عن وضع الطيار، وعن الإجراءات التي اتخذت إزاء سقوط الطائرة، بما في ذلك "هل شكلتم لجنة أم لا؟". وأوضح عبد الرحمن أن وزير الدفاع أعطاه الهاتف للتحدث مع قائد القوات الجوية، غير أن الأخير غضب من مقابلته للوزير، وتوعده ب"معاملة خاصة" له ولشقيقه. وتابع: "قال لي قائد القوات الجوية: تشتي تدفن أخوك ادفنه وإلا الله يفتح عليك.. طز فيك. أنا ما رضيت أتكلم بكل ما قال لي بالتلفون، واكتفيت بالقول لوزير الدفاع إنه يهددني ويشتمني". وأشار الأغبري إلى أن وزير الدفاع أخذ الهاتف، ووجه الجند شفوياً بإعطاء الأولوية للطيارين الشهداء في المساكن المخصصة لمنتسبي القوات الجوية، وطلب منه موافاته بالمستجدات. كما وجه وزير الدفاع كتابياً إلى قائد القوات الجوية، بأن تتم معاملة النقيب الطيار هاني الأغبري "أسوة بزملائه الطيارين الشهداء"، وأن تعالج "علاواته وحقوقه، ومطلوب تقرير عن الحادثة". واستغرب عبد الرحمن الأغبري مما سماها "المعاملة القاسية" من قبل قائد القوات الجوية، إزاء قضية شقيقه، ومن عدم معرفة وزير الدفاع لما حدث لواحد من أكفأ الطيارين اليمنيين المحترفين. وتابع: "قلت لوزير الدفاع وجهني أنت بدفن أشلاء أخي، وسأخرج الآن أدفنه. لا نريد له مراسيم ولا موسيقى عسكرية، نريد مسكناً لأولاده، ومنحهم الحقوق التي تكفل لهم حياة كريمة". غير أن وزير الدفاع لم يرد بشيء في تلك اللحظة. وقُتل النقيب طيار هاني علي عبادي الأغبري، في 13 مايو الماضي، جراء تحطم طائرة "سوخوي 22" التي كان يقودها في طلعة تدريبية، ونتج عن الحادث إصابة 4 مواطنين بجروح خفيفة ومتوسطة، رغم سقوط الطائرة في منطقة مأهولة بالسكان، الأمر الذي رجح مراقبون أنه قد يعود إلى محاولات بذلها الطيار بتوجيه الطائرة إلى المساحة الفارغة التي سقطت فيها بالقرب من البنايات. ولم تعلن القوات الجوية رسمياً محتويات الصندوق الأسود للطائرة، واكتفت بالقول إنه تعرض لإحدى الرصاصات التي استهدفت الطائرة، وأدت إلى سقوطها. وعلمت "الأولى" من مصادر عسكرية أن الدقيقة الأخيرة من سجل الصندوق الأسود غير واضحة، وأن قيادة الجوية تدرس خيار إرسال الصندوق إلى روسيا لمعرفة تفاصيل الدقيقة الأخيرة قبل سقوط الطائرة. وتطالب أسرة الشهيد الطيار هاني الأغبري بمعرفة تفاصيل سقوط الطائرة التي كان يقودها، وأدى سقوطها إلى مقتله، كما تطالب بصرف علاواته المستحقة، ومنح أولاده وزوجته مسكناً. وتعيش عائلة الشهيد الطيار هاني الأغبري حتى الآن في منزل مستأجر بمنطقة المطار، وهو نفس المنزل الذي كان يعيش فيه عائلهم. وكانت أسرة الأغبري نفذت، أمس الأول، وقفة احتجاجية أمام منزل الرئيس هادي، للمطالبة بتشكيل لجنة أخرى غير التي شكلتها القوات الجوية، للتحقيق في سقوط الطائرة ومقتل ابنها، إضافة إلى سرعة إعلان نتائج فحص الصندوق الأسود رسمياً. وقال عبد الرحمن الأغبري إنه طلب مقابلة الرئيس هادي، لكنه لم يتمكن من ذلك، وإنه سلم خلال الوقفة الاحتجاجية، بيان المطالب، وعليه رقم هاتفه، إلى ضابط أمن منزل الرئيس، لكنه لم يتلقّ أي رد حتى كتابة الخبر.