احتج أعضاء في مؤتمر الحوار الوطني أمس الأحد على انتهاكات يقولون إن جماعة الحوثيين تمارسها ضد مواطني محافظة صعدة الخاضعة لنفوذهم منذ نهاية جولات القتال مع القوات الحكومية في 2010. ونفذ الأعضاء وقفة احتجاجية في قاعة المؤتمر الرئيسية للفت الاهتمام إلى ما يعانيه السكان في صعدة في ظل سيطرة الحوثيين على المحافظة.
وتداخلت هتافات الأعضاء المحتجين مع أصوات لأعضاء مندوبين عن جماعة الحوثيين هتفوا أمام وسائل الإعلام «نريد دولة في الحصبة» في إشارة إلى الحي الذي يقطنه الشيخ صادق الأحمر شمال العاصمة صنعاء واندلعت فيه اشتباكات بين أنصاره قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح عام 2011.
وقال عضو مؤتمر الحوار محمد عيضة شبيبة الذي سبق ان تعرض منزله في صعدة للاقتحام من مسلحي جماعة الحوثيين «وقفنا اليوم لنقول للعالم ان الحوثي وميلشياته المسلحة عاثت في الارض فساداً (..) صعدة اليوم ترزح تحت وطأة مليشيات الحوثي التي تقتل الانسان وتحرق الارض وتعيث الفساد».
وأضاف عيضة في إطار رصد لحديث عدد من أعضاء الحوار ل«المصدر أونلاين» أنه بينما «يقوم الحوثيون كل يوم بوقفات التضامن من اجل هذا وذاك تقوم مليشياتهم في صعدة بقتل وترويع الناس فكان اولى بالحوثيين ان يقوموا ضد مليشياتهم المسلحة المتطرفة».
ومضى عيضة يقول «نحن اليوم وقفنا ووقف معنا كل الشرفاء في مؤتمر الحوار الوطني من شمال الوطن وجنوبه ليقولوا ان الدولة يجب عليها ان تعيد صعدة وتكون ضمن محافظاتها».
الخيواني: نريد دولة في الحصبة لا صعدة لكن عضو مؤتمر الحوار عن قائمة الحوثيين وصف الوقفة الاحتجاجية بأنها تندرج في إطار المزايدات وتشتيت الناس عما حصل من قتل للخطيب وأمان في غشارة منه لمقتل الشابين خالد الخطيب وحسن أمان يوم الخميس الماضي برصاص مسلحين في موكب عرس في العاصمة صنعاء وهي القضية التي مازالت تفاعلاتها تتواصل على المستويين الشعبي والرسمي.
وقال عبدالكريم الخيواني «من قال انه لا توجد دولة في صعدة. الدولة متواجدة بمعسكرات الحرس والفرقة. نحن نريد دولة في الحصبة وليس في صعدة ففي صعدة الدولة موجودة، يريدون الاصلاحيون ان يغطوا على تدخلهم في حجة بالمطالبة للدولة ببسط سيطرتها على صعدة ولا احد يقول ان صعدة خارج نطاق الدولة، لا الرئيس ولا غيرة». حسب تعبيره.
ورد عضو مؤتمر الحوار عن قائمة حزب الإصلاح عبدالله صعتر على تعليق الخيواني بالقول إنه إذا كانت الدولة موجودة فعلاً في صعدة بالمعسكرات « فنحن لا نريد السجون الخاصة والنقاط التي يقيمها الحوثيون ولنرَ ذلك كما يقولون».
من جهته قال عضو مؤتمر الحوار عن حزب الإصلاح قاسم عبدالرحمن المفلحي «أنا ممن زاروا قبل يومين مخيمات النازحين في المرزوق بحجة فمنهم من له مهجر اربع سنوات ومنهم له ثلاث سنوات واكثر كما قالوا لنا انهم هجروا عنوة بسبب موقفهم المحايد مع الدولة ورفضا للعنف الذي تقوم به الجماعات المسلحة التابعة للحوثيين ويريدون الدولة تحميهم».
وأضاف عضو فريق الحقوق والحريات: وقفتنا اليوم هي من اجل انه اذا كنا رأينا الدولة في صنعاء فيجب ان يراها اخواننا وأبناؤنا في صعدة الذين غابت عنهم الدولة فترة طويلة جدا وكما قالوا لنا انهم يتجنبون العودة لأنه لا توجد دولة تحميهم في صعدة.
وتابع المفلحي القول «وقفنا اليوم تضامناً مع اخواننا في صعدة ونريد الدولة ان تطبق نفوذها على كل المناطق بما فيها صعدة، ويجب ان يكون السلاح المتوسط والثقيل بحيازة الدولة فقط وحكراً على الاجهزة الامنية وان يكون بيدها ولا بيد الميليشيات المسلحة والمتطرفة» .
طبقاً للمفلحي فإن «صعدة خارج نفوذ الدولة». ولذلك هو يطالب الدولة ببسط نفوذها على صعدة وحرف سفيان والمناطق المجاورة وفك الحصار عن مناطق محاصرة في المحافظة.
ويضيف «نطالب بمحاكمة عبد الملك الحوثي وعناصره المسلحة التي غيبت الدولة في صعدة وحرف سفيان والمناطق المجاورة لها. نطالب اعضاء مؤتمر الحوار الوطني بأن يقفوا وقفة جادة ضد ما يجري في صعدة ولا يجب ان يجتمع الحوار والعنف. وهناك عنف يمارس ضد ابناء صعدة وحرف سفيان والمناطق المجاورة لها».
وواصل المفلحي قوله «هناك مستجدات يومية على الارض؛ مهاجمة المساجد ودور العبادة، قتل واعتقالات وضرب المصلين وهذه الممارسات لن نسكت عليها ونأمل ان يكون من مؤتمر الحوار الوطني وقفة جادة ضد ما يجري في محافظة صعدة والمناطق المجاورة لها من قبل مليشيات الحوثي».
الأعجم: صعدة في حضن الدولة وطرحهم مضحك يرى عضو مؤتمر الحوار عن قائمة الحوثيين وزير الأوقاف السابق قاسم أحمد الأعجم، والرئيس الحالي للجنة الوطنية لنزع الألغام، أن صعدة «في حضن الدولة» ويتساءل نافياً: «من قال إن صعدة خرجت عن الدولة».
وقال الأعجم ل«المصدر أونلاين» إن «ابناء صعدة بوعيهم وحضارتهم وتقدهم وأخلاقهم غير الموجود في اي محافظة اخرى كونوا نموذجاً فريداً لحفظ الامن الذاتي (يعني ابناء المنطقة حافظوا على المنطقة والدولة موجودة بكل مؤسساتها في صعدة)».
وسخر الأعجم من المطالبات ببسط سيطرة الدولة على المحافظة، قائلاً ما أضحكني هو طرحهم أن صعدة خارج نطاق الدولة وعليها أن تعود للدولة اذا كانت خارج سيطرة الدولة فتحت سيطرة من. إنهم يريدون الدولة في صعدة بينما صعدة قد حسمت الموضوع بخضوعها لسيطرة الدولة».
وأضاف: هنا في صنعاء لا يوجد أمن ولا استقرار داخل صنعاء وخاصة امانة العاصمة وكثير من المناطق التي هي خارج خرف سفيان. شيء غريب ان يطالب بوجود الدولة في صعدة بينما هي غير موجودة في صنعاء.
نادية عبدالله: نرفض الانتهاكات من أي طرف اشتركت نادية عبدالله عضو مؤتمر الحوار عن الشباب المستقل في الوقفة الاحتجاجية تضامناً منها مع مواطني صعدة الذين قالت إنهم يتعرضون لانتهاكات من جماعة الحوثيين المسلحة.
وقالت نادية «موقفنا نحن كشباب مستقل اننا نناشد الدولة بالوقفة الجادة تجاه مثل هذه التصرفات والانتهاكات ونحن نرفض الانتهاكات من اي طرف سواء كانت من جماعة الحوثي المسلحة او جماعة أخرى».
وأردفت الناشطة الشابة: على الدولة ان تحافظ على المواطن اليمني في اي مكان في اليمن وان تفرض سيطرتها على كامل الاراضي اليمنية وعليها حماية مواطنيها في أي مكان.
ورفض عضو المؤتمر عن قائمة الحوثيين البرلماني عبدالكريم جدبان التعليق على الوقفة الاحتجاجية، واصفاً إياها بأنها مزايدة وكلام فارغ.
كما رفضت عضوتا المؤتمر أمل الباشا واروى عثمان التعليق وقالتا إنهما لم يسمعا بها.