يواجه الرئيس الأميركي باراك أوباما مخاطر سياسية عقب ما باتت تُسمى "الفضائح الثلاث" لإدارته، والتي يحاول خصومه السياسيون استغلالها لتحقيق مكاسب سياسية مستقبلية أو عرقلة أجندته خلال فترته الرئاسية الثانية على الأقل. وتتمثل هذه الفضائح في تعامل وزارة الخارجية مع الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي بليبيا وتعديل روايتها بشأنها، وتجسس وزارة العدل الأميركية على بيانات هواتف صحفيي وكالة أسوشيتد برس، إضافة إلى ممارسات جهاز الضرائب ذات الدافع السياسي.
ويحاول الجمهوريون استغلال هذه القضايا لدرجة أنهم يعتبرون أنها أسوأ من فضيحة "ووتر غيت" الشهيرة التي أدت إلى الإطاحة بالرئيس السابق ريتشارد نيكسون في سبعينيات القرن الماضي، إلا أن هناك من يقلل من شأنها وتأثيرها على إدارة أوباما.
تهوين ويؤكد أستاذ التاريخ في جامعة إمباير ستيت بنيويورك إيان ريفويتز للجزيرة نت أن هذه الفضائح لن تؤثر على الموقف السياسي لأوباما أو على الديمقراطيين الذين سيدخلون انتخابات الكونغرس عام 2014.
وأرجع ذلك إلى أن "قليلا جداً من الأميركيين -بخلاف الجمهوريين الحزبيين- هم من يعتقد بأن أوباما ارتكب أخطاء فادحة وأساء استخدام سلطته لتحقيق مكاسب سياسية"، واعتبر تشبيه الجمهوريين لهذه الفضائح بفضيحة "ووتر غيت" أمرا مبالغا فيه.
أما المراسل السياسي والصحفي أليكس سيتز والد فيعتقد بأن تلك الفضائح ستشكل "حالة إلهاء" رئيسية لأوباما، وتمنعه من التركيز على أجندته خلال فترته الرئاسية الثانية، خاصة فيما يتعلق بمساعيه لإصلاح قانون الهجرة وتقنين انتشار الأسلحة التي تواجه بالفعل الكثير من الصعوبة في الوقت الحالي ويصعب تمريرها في الكونغرس.
لكن والد يشير إلى أنه على المدى الطويل لن تكون هذه الفضائح مؤثرة بشكل كبير، "لأنه لا يوجد أي دليل لربط أوباما أو كبار المسؤولين في إدارته بارتكاب أي مخالفات أو التورط فيها بشكل مباشر".
وأضاف أن هذه الأخطاء وقعت بسبب بيرقراطية الصفوف الأدنى في الإدارة، وبالتالي فإنها على الأرجح ستكون فقط "مطبات" في الطريق ولكن سيتم نسيانها بعد وقت قصير.
ويرى والد أن الجمهوريين يحاولون التعظيم من شأن هذه الفضائح بغرض إلحاق أكبر ضرر بإدارة أوباما كي يتمكنوا من المطالبة باستقالته، غير أنه يرجح أن يؤدي ذلك إلى خسارتهم للشعب الأميركي الذي يريد حالياً من السياسيين أن يعملوا معاً ويركزوا على الاقتصاد حسب ما تظهره استطلاعات للرأي أجريت مؤخراً.
استثمار وعن تأثير هذه القضايا الثلاث على انتخابات الكونغرس المقبلة، يقول والد إن الجمهوريين سيحاولون استخدام هذه الفضائح ضد الديمقراطيين، وقد بدؤوا في ذلك بالفعل، مضيفا أن هذه الفضائح تثير اهتمام الناخبين الجمهوريين المحافظين، لكن استطلاعات الرأي تشير إلى أن معظم الأميركيين لا يهتمون كثيراً بأمرها.
ويشكك والد في أن يكون لهذه الفضائح أي أثر على انتخابات 2014 إذا ما ظلت الأمور على ما هي عليه، رغم الجهود التي يبذلها الحزب الجمهوري من أجل استغلالها.
من جانبه يتفق الكاتب السياسي ستيف ألموند مع والد في أن الجمهوريين سيحاولون استخدام هذه الفضائح لعرقلة أجندة أوباما، ويرى أن الاقتصاد حاليا أهم موضوع يشغل الأميركيين، وإذا ما استمر في النمو فإن الجمهوريين المعتدلين والمستقلين سيملون من الاستمرار في الحديث عن الفضائح.
ويشير ألموند إلى أن إستراتيجية الحزب الجمهوري في معظمها محاولة لإلهاء أوباما وعرقلته عن تنفيذ أجندته خلال فترته الرئاسية الثانية والأخيرة، وهذه الفضائح تحدث بعض التأثير.