حذرت هيئة رسمية يمنية السكان المحليين في منطقة الحارقة بمحافظة حجة شمالي البلاد من مزاولة أية أعمال غير قانونية بحثاً عن الذهب. وقالت هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية في بيان صدر عنها اليوم الجمعة إن مواطني المنطقة يزاولون أعمال التنقيب عبر الحفر المنجمي في الأجزاء السطحية واستخراج ما يعتبرونه ذهبا خاما ومعالجته باستخدام مادة الزئبق.
وأضافت طبقاً للبيان الذي نشرته وكالة الأنباء الحكومية «هذا النوع من التعدين الذي يسمى بالتعدين الحرفي يهدد بكارثة بيئية خطيرة كما يهدد حياة أبناء المجتمع المحلي في هذه المنطقة».
وذكرت أن «البعض» في المنطقة يواصل استخدام هذا الأسلوب على الرغم من تحذير الهيئة لهم عدة مرات من خلال الزيارات الميدانية المتكررة والمحاضرات التوعوية.
وأوضحت أن مادة الزئبق تعتبر مادة سامة متراكمة، يصعب على الجسم التخلّص منه، حيث تتجمّع لمدّة طويلة في الجسم حتى تصل إلى المستوى الخطر.
وقالت إن أكثر مركّبات الزئبق سُمِّيّةً هي المركّبات التي تحتوي على الزئبق الميثيلي التي تؤدي إلى إتلاف خلايا الدماغ.
وقال البيان «التعدين الحرفي الذي يزاوله بعض ابناء المجتمع المحلي في منطقة الحارقة بمحافظة حجة هو عمل غير قانوني، بإعتبار أن جميع الموارد المعدنية ملكاً للدولة، ولا يجوز استخراجها بدون الحصول على الرخصة القانونية وفقاً لقانون المناجم والمحاجر».
وأوضح أن عدد المواطنين الذين يزاولون هذا العمل كبير حيث يقدرون بنحو 140 شخص.
وأشار البيان إلى الآثار السلبية على القيمة الاقتصادية لمشروع استكشاف الذهب الذي تعمل فيه الشركة الكندية (كانتكس) خصوصاً ان ما يتم استخراجه من الأجزاء عالية التركيز.
ونوه بيان الهيئة بمخاطر التعدين الحرفي للذهب والتي تتمثل بحدوث انهيارات في الحفر المنجمية كونها لم تصمم على اسس علمية، «ولم تضع في الحسبان التدعيم اللازم بناءً على دراسة الخصائص الجيوهندسية للصخور».
وقالت «تكرر حدوث هذه الانهيارات في منطقة الحارقة وتسببت في حدوث إصابات خطيرة لبعض المواطنين جراء عمليات الحفر المنجمي، فضلا عن الأضرار الصحية التي تصيب العاملين بالتعدين الحرفي».
ولفتت الى أخطار التعدين الحرفي جراء استخدام الزئبق حيث يتعرض العاملون عن طريق لمسه مباشرة واستنشاق أبخرته لحدوث تأثيرات عصبية فيزيائية وسيكولوجية وتأثيرات على الإدراك.
وأوضح البيان بأن المخ أول المتأثرين بالزئبق حيث يوثر على الجهاز العصبي المركزي، وتظهر اعراض عديدة منها سيلان اللعاب مع قئ مخلوط بالدم، التهاب الاغشية واهتزاز وارتجاف في عضلات الوجه واليدين، وعندما تتدهور حالة المريض ترتفع حرارة الجسم مع زيادة ضربات القلب، انخفاض ضغط الدم، تنفس غير منتظم، قلة البول، مع وجود بروتين ثم فشل كلوي، التهاب اللثة مع تورم وفقدان للأسنان بتساقطها، كما أن المنقبون يتعرضون لاستنشاق أبخرة الزئبق حيث يتبخر الزئبق سريعاً ويسرى في الدم بصورة اسرع.