روى عامل بناء فقير قصة اختطاف وتعذيب مروعة تعرض لها على يد مسلحين يتبعون شخصية نافذة قبل أيام، شاكياً تجاهل الأجهزة الأمنية في صنعاء لبلاغاته المتكررة ضد الجاني. وقال محمد مهدي النهاري، وهو عامل بناء في الثالثة والثلاثين من العمر، إن رجلاً يدعى «ع. الحلحلي» دق باب بيته مساء الأربعاء وطلب منه المجيء معه للعمل مع أحد أصدقائه، لكن ما أن خرج من منزله الواقع في حي العميري حتى أخذه خمسة مسلحون بالقوة إلى سيارة وأعصبوا عينيه واقتادوه عبر طريق ترابي بعيد عن نقاط التفتيش إلى منطقة بمحافظة عمران. يضيف النهاري، الذي تحدث ل«المصدر أونلاين» وتظهر على جسده آثار ضرب شديد، إن خاطفيه وضعوه في غرفة سفلية مظلمة بأحد منازل قرية الخاطف بعمران تستخدم كحضيرة للمواشي وأشبعوه ضرباً مستخدمين كابلات كهربائية. وقال إ ن الخاطفين اتهموه بحادثة لا علاقة له بها وهي تعرض منزل الحلحلي للسرقة، ويشير النهاري إلى ان الأخير يدين له بمبلغ عشرة آلاف ريال بقية أجرته في بناء جزء من بيته بصنعاء. ويقول الحلحلي إن منزله -الذي يقع في حي بمنطقة جدر حيث يسكن النهاري أيضاً- تعرض للسرقة من قبل مجهولين أخذوا مبلغاً مالياً يزيد عن مليون ريال، إضافة إلى بندقيتين آليتين. وقال النهاري بصوت شاحب لم يفق من حالة الصدمة التي عاشها إنه قبع ليومين داخل الغرفة المظلمة وهو موثق اليدين والرجلين، وكان رجلان يأتيان إليه ليضرباه بشدة مستخدمين كابلات كهربائية ويقولان له إنه يجب أن يعترف بقيامه بالسرقة ،بينما كان يناشدهما التوقف ويقسم انه لا علاقة له بتلك الحادثة، وأضاف انه رفض أكل طعام مكون من اللبن والخبز، كانا يقدمانه له في مكان احتجازه. وتابع ان رجلاً وصفه ب«الوسيط» اقترح على الخاطفين أخذه إلى «مشعوذ» معروف ليرى من جهته ما إذا كان النهاري بريئاً عن تهمة السرقة. وبالفعل، اقتاده الخاطفون إلى المشعوذ يوم السبت ليسمعوا قوله في رحلة استغرقت وقتاً طويلاً. وقال إن المشعوذ أبلغهم ان النهاري لا علاقة له بالسرقة، وبعدها اعتذر الحليلي للنهاري عن خطأ اتهامه لكنه حذره من إبلاغ الشرطة حول ما تعرض له من تعذيب. وأشار الضحية النهاري، وهو متزوج ولديه طفل في الثالثة، إلى ان الخاطفين ألقوه في مكانٍ خالٍ في وقت متأخر من مساء السبت الماضي. وشكى النهاري ما قال إنه تجاهل الشرطة لبلاغه بحق خاطفيه، وقال انه ذهب إلى قسم شرطة وادي أحمد فأرسل في البداية جنوداً إلى الحلحلي لإحضاره، لكن الأخير رفض، بعدها توقفت الشرطة عن متابعة حالته. وأضاف أن الحلحلي هدد باختطاف ولده وزوجته وقال «سيمحيني من فوق الأرض» إذا أعاد إبلاغ الشرطة مرة أخرى، بينما يرفض قسم الشرطة إعطاء النهاري مذكرة للطب الشرعي لفحص الجروح المنتشرة على أجزاء من جسده لإثبات الواقعة.
وزود أحد أقرباءه «المصدر أونلاين» برقم هاتف جوال تلقى منه مكالمة وحدثه في الطرف الآخر محمد النهاري يبلغه –بمراقبة الخاطفين- ان لديه عمل وانه سيتأخر عدة أيام. وقال النهاري إن الهاتف كان يتبع «الوسيط» الذي اقترح ذهابهم للمشعوذ. وعند الاتصال بهذا الرقم، أجاب صاحبه أنه قائد حراسة الشيخ حمير الأحمر نائب رئيس مجلس النواب، وتحدث ل«المصدر أونلاين» انه يعرف الحلحلي بشكل جيد، لكنه أنكر معرفته بالنهاري أو بحادثة الاختطاف. وقال ان الحلحلي جاء إلى الشيخ حمير يطلب منه العون لكشف ملابسات حادثة السرقة التي تعرض لها منزله، وان الأحمر اتصل بوزير الداخلية عبدالقادر قحطان للتوسط من أجل إرسال حملة أمنية لضبط المشتبه بهم في السرقة بعد أن رفعت شرطة البحث الجنائي البصمات من المكان. ولم يتسن حتى الآن الوصول إلى «الحلحلي»، الذي يحتفظ «المصدر أونلاين» باسمه الأول، للرد على تلك الاتهامات.