يصبح التنوع ثراءً بحسن الإدارة، سواء في المجتمعات أو المؤسسات والهيئات، واليمن ثري بتنوعه وتعدديته التي فشلت أنظمتنا السياسية في إدارتها فصار هذا حالنا. وفي الذكرى الثالثة والعشرين لتأسيس التجمع اليمني للإصلاح، يحتاج الحزب (قيادة وقواعد) لاستيعاب درس إدارة التنوع والاختلاف داخل التجمع وخارجه. صحيح أن الإصلاح قد سجل نجاحات كبيرة في إدارة التنوع والاختلاف في محطات كثيرة منذ تأسيسه حتى اليوم، وهو بحاجة إلى استيعاب أن مرحلة ما بعد ثورة 11 فبراير مختلفة تماماً عن سابقاتها.
يمكن أن تقرأ في وجه التجمع اليمني للإصلاح خارطة اليمن الكبير بكل تنوعه وتناقضاته، لكننا نتطلع كيمنيين إلى الإصلاح ك "رافعة للتغيير" لا مجرد "مرآة عاكسة".
نجح التجمع اليمني للإصلاح وأخفق.. أنجز وفشل.. تقدم وتراجع.. والمرحلة القادمة تقتضي تقليص معدلات الإخفاق والفشل.
لم يفلح خصوم الإصلاح في شيطنته وتشويه صورته، لكن في المقابل ينبغي على الإصلاحيين أن لا يبتهجوا كثيراً بكلمات المديح "الديبلوماسية" التي تكال للتجمع في مناسبات ذكرى التأسيس، لأنها في الغالب للمجاملة ومن باب تبادل التهاني والتبريكات.
وبينما تحدثت كتابات كثيرة عن حاجة الإصلاح إلى ترميم من الداخل، وتحريض شباب الحزب على قياداته، وحتى إلى مصالحة مع الفن والموسيقى، فإن الحاجة في تصوري أكبر بكثير من جزئيات قد تكون مهمة أو غير مهمة، لكنها بالتأكيد ليست أهم من إنجاز تقييم نوعي يواكب احتفال الإصلاح بالذكرى ال23 لتأسيسه... لجنة خبراء (من غير قيادات الصف الأول) يمكن أن تقوم بالمهمة، والتجمع مليء بتلك الخبرات... يحتاج الإصلاح لرصد كل ما يتردد من نقد (بناء وغير بناء، ومتوازن ومتحامل ونزق وهادئ) من داخله وخارجه، لتقييم أدائه السياسي والإعلامي والاجتماعي والثقافي والتنظيمي، وتكون المحصلة تقارير وتوصيات يسترشد بها صانع القرار، وتثري النقاش في دوائره وهيئاته المركزية والمحلية.
إن أردتم أن يبقى التجمع اليمني للإصلاح بحجم الوطن لا يكفي أن يكون مرآة تعكس تشوهاتنا وتناقضاتنا، وإنما رافعة للتغيير لتقديم صورة أفضل ليمن الحاضر والمستقبل.