انجلى غبار المعركة التي دارت في مقر المنطقة العسكرية الثانية بمدينة المكلا وانتهت بتدمير المقر على من فيه من المسلحين المهاجمين وأفراد الجيش الرهائن عن مزيد من التساؤلات والتكهنات حول ما حدث، أما الحقيقة فيكتنفها الغموض وتظل مؤجلة إلى حين اختراق جدار التعتيم المضروب حولها. واستعادت قوات الجيش الأربعاء الماضي السيطرة على مقر قيادة المنطقة العسكرية الثانية في بعد ثلاثة أيام من سيطرة مسلحين مرتبطين بتنظيم القاعدة عليه في واحدة من أكثر هجمات التنظيم تعقيدا.
لكن استعادة السيطرة على المقر العسكري كلفت الجيش ثمناً باهظاً، دفع بموجبه عشرات من أفراده قتل نحو 12 منهم بنيران مسلحي القاعدة الذين هاجموا المقر وقتل بقية الجنود والضباط بنيران صديقة عامدة لم تجد طريقة أخرى لتجاوز الموقف المحرج سوى قصف الفريقين.
ولما تلقَ الأسئلة المثارة حول الدوافع التي اضطرت قيادة الجيش إلى اتخاذ قرارها المثير إجابات بعد، إذ أن السلطات العسكرية تحيط الحدث بتكتم شديد.
حتى البيان العسكري الذي نشرته الصحافة الحكومية لإعلان استعادة مقر المنطقة العسكرية الثانية خلا من أي إشارة إلى مصير الجنود والضباط الذين كانوا رهائن واكتفى بنثر جمل وجدانية وتعبوية، مخالفاً تقليداً جرت العادة عليه في البيانات العسكرية بتحية أرواح الجنود الذين قتلوا في المعركة والإعلاء من شأنهم.
وعلى الرغم من ذلك، إلا أن حوادث متصلة بالمعركة التي وقعت في الضاحية الشرقية لمدينة المكلا حيث المقر العسكري قد تفتح ثغرات في جدار التعتيم المضروب حول الواقعة.
فقد طالبا أهالي جندي في المنطقة العسكرية الثانية رئيس الجمهورية ووزير الدفاع بالكشف عن مصير ابنهم الذي المختفي منذ الهجوم على مقر المنطقة. ولم يُعثر على جثته بين جثث القتلى.
ونقلت مواقع إخبارية تعمل في حضرموت عن عائلة المجند أنيس عوض بازبيدي القول إنه مختف منذ الهجوم على المقر العسكري في حين لم تعثر على جثته بين القتلى بعد انتهاء العملية العسكرية التي شنها الجيش لاستعادة المقر.
وفي واقعة أخرى، لم تنظم قيادة الجيش جنازات عسكرية لعدد من الضباط والجنود الذين قتلوا في الهجوم.
فقد شيع الأهالي في حضرموت يوم الخميس الماضي العقيد فائز اليهري والمقدم وليد واكد في موكب هادىء اقتصر حضوره على السكان المحليين وخلا من أي مسؤول عسكري أو حكومي.
وأمس السبت، قابل رئيس هيئة أركان الجيش اللواء أحمد الأشول في صنعاء جنود قوة مكافحة الإرهاب التي اشتركت في استعادة السيطرة على مقر المنطقة العسكرية الثانية ووعد بمنحهم ترقيات موحدة.
ويُنظر إلى هذه الخطوة أنها تمييز لجهد القوات التي تدعمها الولاياتالمتحدة ضمن برنامج مساعدات أميركية عن باقي قوات الجيش والأمن التي اشتركت في معركة استعادة المقر العسكري وسقط كل القتلى في صفوفها.
وتلقي هذه الوقائع بظلال من الشك حول طبيعة القرار الذي اُتخذ بقصف مقر المنطقة العسكرية الثانية على من فيه من العسكريين الرهائن ومسلحي القاعدة.
كان مصدر على اتصال بمسؤولين عسكريين ذكر أن رغبة أميركية هي وراء خطة الهجوم الشامل لاستعادة مقر قيادة المنطقة العسكرية بما في ذلك التضحية بعشرات من الضباط والجنود.
كما اشتركت سفينة حربية في قصف المقر، من المحتمل أن تكون تابعة للجيش الأميركي الذي كانت تقارير قالت إن السلطات اليمنية طلبت إليه المساعدة في استعادة القاعدة العسكرية وتحرير العسكريين المحتجزين.
وذكرت معلومات أن مقر المنطقة العسكرية الثانية كان يحتوي على غرفة عمليات مجهزة بتقنيات متطورة، أسهمت دول غربية في تقديمها لاستخدامها غرفة عمليات مشتركة في محاربة الإرهاب وأعمال القرصنة التي راجت منذ 2008 وشهدت ارتفاعاً قياسياً في حوادث القرصنة على السفن التجارية في مياه البحر الأحمر والبحر العربي.
وربما خشيت الولاياتالمتحدة من أن ينقل مسلحو القاعدة وثائق ومعلومات بشأن العمليات المشتركة في حال أتيحت لهم مغادرة المقر فضغطت على السلطات اليمنية ضربه بمن فيه.
في موازاة الأسئلة المثارة بشأن العملية العسكرية لاستعادة المقر العسكري، ثمة أسئلة مماثلة تتصل بظروف الهجوم على المقر وقدرة بضعة مسلحين مرتبطين بتنظيم القاعدة على اقتحامه فيما هو في الأصل قاعدة عسكرية شديدة التحصين.
«المصدر أونلاين» تنشر أسماء عدد من الضباط الذين قتلوا في أحداث المنطقة العسكرية الثانية في المكلا 1- العقيد عبيد أحمد المشجري (47 عاماً) 2- عقيد صلاح عبود بن حريز 3- 3- عقيد فائز أحمد اليهري 4- 4-عقيد يسلم علي سعيد المحمدي 5- 5-عقيد سالم عبد الله صالح علي( 43 عاماً). 6- 6- مقدم وليد عقيل واكد 7- 7-عبده علي (40عاماً).
الجميع يعملون في قيادة المنطقة العسكرية الثانية، وكذا ثلاث جثث لم يتم التعرف عليها؛ كونها محترقة.
يمنع نشر التقرير أو اقتباس معلومات منه دون إذن مسبق من إدارة المصدر أونلاين