وصل جثمان زعيم جنوب أفريقيا الراحل نيلسون مانديلا إلى مقر الحكومة، حيث يسجى لمدة ثلاثة أيام بعد جولة جاب فيها شوارع بريتوريا تم خلالها المرور بمواقع تحمل أهمية بالغة لدى مانديلا، وذلك بعد يوم من تأبين رسمي بحضور دولي وجماهيري كبير جرى في ملعب لكرة القدم. ويجوب الموكب -الذي تصحبه كوكبة من حرس الشرف على دراجات نارية- شوارع العاصمة على مدى ساعة وصولا إلى مقر الحكومة، حيث سيكون بوسع الشخصيات إلقاء تحية الوداع الأخيرة على جثمان مانديلا، تتبعها الحشود اعتبارا من فترة الظهر.
وتحمل جولة الموكب -التي ستتم على مدى ثلاثة أيام أثناء نقل الجثمان من المستشفى العسكري إلى مقر الحكومة- الكثير من الرمزية، لا سيما أنها تمر بالمعالم المهمة في حياة مانديلا الذي توفي يوم الخميس الماضي عن عمر ناهز 95 عاما.
وسيمر الموكب بالقرب من السجن المركزي، حيث سجن عام 1962 بتهمة التحريض ومغادرة البلاد بشكل غير قانوني.
ومن المعالم التي يمر بها الموكب أيضا قصر العدل، حيث مثل مانديلا أمام المحكمة في الفترة بين عامي 1963 و1964 بتهمة الخيانة والتخريب مع عشرة آخرين، وقد أفضت إدانته إلى إيداعه السجن لمدة 27 عاما ليخرج عام 1990 لمحاربة نظام الفصل العنصري في البلاد.
وسيمر الموكب أيضا بمنزل بول كروجر الذي يلقب بأبي الأمة الأفريقية، وهو الذي قاد حركة مقاومة ضد الغزو البريطاني خلال الحرب التي بدأت 1880.
وفي كل مساء سيتمكن الجمهور من إلقاء نظرة الوداع على زعيمه التاريخي قبل أن ينقل إلى مسقط رأسه في بلدة كونو.
تأبين وكان أكثر من مائة رئيس دولة وحكومة والمئات من السياسيين والمشاهير الأجانب شاركوا أمس الثلاثاء عشرات الآلاف من مواطني جنوب أفريقيا مراسم تأبين الزعيم الجنوب أفريقي.
وتجمع نحو مائة ألف شخص في ملعب "سوكر سيتي" في جوهانسبرغ، حيث تمت المراسم التي تخللتها كلمات رمزية ألقاها بعض السياسيين، وصلوات ممثلين عن مختلف الأديان.
وشارك العشرات من القادة الحاليين والسابقين، وممثلون عن معظم دول العالم في حفل التأبين، بينما وصف المراسلون الحفل بأنه أكبر حشد لزعماء العالم بالتاريخ الحديث.
يذكر أن مانديلا سجن 27 سنة وخرج عام 1990، وصار أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا عام 1994، ولم يبقَ بالمنصب سوى فترة رئاسية واحدة، ثم اعتزل العمل السياسي إلى حد كبير منذ عام 2004، وكان آخر ظهور شعبي له أثناء بطولة كأس العالم لكرة القدم التي نظمت في جنوب أفريقيا عام 2010.