غادر رئيس معهد دار الحديث السلفي، الشيخ يحيى الحجوري، منطقة دماج بمحافظة صعدة، ومعه مئات من طلاب المعهد، مع عائلاتهم، وعدد من أهالي منطقة دماج، التي دخلت إليها، يوم الثلاثاء، شعارات جماعة الحوثيين، لأول مرة، بالتزامن مع خروج السلفيين منها. وانقلبت جماعة الحوثي المسلحة، أمس، على اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بينها وبين السلفيين، وأحبطت خطة الجيش للانتشار في المنطقة، وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم بموجبه إخراج السلفيين من دماج، ونقلهم إلى محافظة الحديدة.
أبو أصبع: خطة انتشار الجيش في صعدة أحبطت ولم يسمح له بالانتشار سوى في أماكن محدودة وقال رئيس اللجنة الرئاسية لإنهاء التوتر في دماج، يحيى منصور أبو أصبع إنه تم إحباط خطة الجيش للانتشار في منطقة دماج، ومحافظة صعدة، ولم يسمح لقوات الجيش من قبل الحوثيين بالانتشار سوى في أماكن محدودة، وبأسلحة محدودة.
ووفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين السلفيين والحوثيين في دماج فإنه يجب أن يتسلم الجيش جميع المواقع التي كان يتمركز فيها السلفيون في دماج، وجميع المواقع التي كانت يتمركز فيها الحوثيون في محيط دماج، وفي مداخل دماج، وجميع النقاط التابعة للحوثيين على طول الطريق الرئيسية المؤدية من دماج إلى مدينة صعدة.
وأوضح أبو أًصبع –وفقاً لتصريح أدلى به لمراسل قناة الجزيرة- أن الجيش لم يتمكن من تنفيذ خطته في الانتشار في صعدة، بحسب الخطة المتفق عليها، ومن المقرر أن تظل اللجنة الرئاسية في محافظة صعدة إلى حين استكمال بقية مهامها، وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الموق�'ع من قبل السلفيين والحوثيين.
4 مروحيات عسكرية نقلت الحجوري و100 من قادة السلفيين إلى المدينة السياحية في صنعاء وأشرفت اللجنة الرئاسية، أمس، على نشر وحدات من الجيش في منطقة دماج، فيما التقت اللجنة ومعها محافظ صعدة، فارس مناع، عدداً من مشايخ قبيلة دماج لمناقشة أوضاع المنطقة واحتياجاتها الصحية والإغاثية جراء الحصار الذي تعر�'ضت له خلال الأشهر الثلاثة الماضية من قبل جماعة الحوثي، بالإضافة إلى إعادة إعمار ما دمرته المواجهات بين السلفيين والحوثيين.
وتزامن إحباط الحوثيين لخطة انتشار الجيش مع مغادرة الحجوري عشرات الأسر من منطقة دماج، وقال أبو أصبع إن الحجوري ومائة شخصية من قادة السلفيين في دماج غادروا على متن 4 مروحيات عسكرية من دماج إلى صنعاء، برفقة أمين العاصمة عبدالقادر هلال وبعض أعضاء لجنة الوساطة.
ومن المقرر أن يلتقي الحجوري الرئيس عبدربه منصور هادي في صنعاء، قبل أن يغادر إلى الموقع الجديد لمركز دار الحديث في محافظة الحديدة.
150 شاحنة لنقل مئات السلفيين مع عائلاتهم إلى مخيم في وادي مور بالحديدة وأضاف أبو أصبع أن 150 شاحنة نقل بدأت تنطلق من ليلة أمس لنقل مدرسي وطلاب مركز دار الحديث مع عائلاتهم، بالإضافة إلى بعض سكان دماج إلى محافظة الحديدة.
وتوافد، أمس، مئات السلفيين في صنعاء إلى منطقة سعوان لاستقبال الحجوري، الذي يقيم في المدينة السكنية بسعوان، حيث من المقرر أن ينتقل خلال الأيام القادمة إلى مقر مركز دار الحديث الجديد في محافظة الحديدة.
وقالت مصادر محلية في محافظة الحديدة إن مشايخ من وادي مور في مديرية الزهرة رفضوا انتقال السلفيين إلى مناطقهم، رغم أن الأرض التي سينتقل إليها السلفيون ملك للحجوري.
وأضافت أنه لم يصل إلى المنطقة أي من السلفيين يوم أمس، وأن الكثيرين منهم توجهوا إلى مناطقهم وقراهم، فيما لا زال الحجوري في صنعاء، للبحث عن مكان آخر للانتقال إليه.
طبيب من دماج: أنا وعائلتي تركنا 10 منازل و100 لبنة ومزارع وسوقاً نملكه ونبحث عن منزل للإيجار في صنعاء وتم تجهيز عشرات الخيام لاستقبال المهجرين من دماج، فيما غادرت بعض الأسر إلى العاصمة صنعاء، ومنها أسرة رئيس مركز دماج الريفي، الدكتور أحمد صالح شبان الوادعي، الذي قال إنه غادر مع كافة أفراد عائلته دماج إلى صنعاء، وترك هناك أكثر من عشرة منازل مبنية على 100 لبنة، وكل ما تملك من مزارع وأحد الأسواق التابعة لها في المنطقة.
وأضاف شبان، في منشور له عبر صفحته على «فيسبوك»، إن برفقته «26 نسمة ثُلثهم أبناء لشهيد من أسرته قتل من قبل الحوثيين، ولا زال يبحث عن منزل بإيجار معقول في صنعاء يتسع لجميع أفراد عائلته».
ولاقت عملية تهجير السلفيين من دماج إدانات واسعة من قبل أحزاب سياسية ومنظمات حقوقية اعتبرته تهجيراً قسرياً على أساس مذهبي، بالإضافة إلى كونه جريمة ضد الإنسانية ويتنافى مع كافة القوانين والتشريعات المحلية والدولية.
لكن اللجنة الرئاسية المكلفة بحل مشكلة دماج قالت في بيان نشرته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إن الحلول التي تم الاتفاق عليها في دماج «جرت بتوافق بين كل الأطراف واللجنة المشكلة بما في ذلك إيقاف إطلاق النار وإحلال القوات المسلحة محل الأطراف المتنازعة»، مضيفاً أن الطرفين تعهدا بالالتزام بتنفيذ الاتفاق.
عبدالملك الحوثي في رسالة إلى هادي: الهدف هو الوصول إلى فتح صفحة جديدة من التآخي في إطار وطن واحد نحبه ونحميه جميعاً وأضافت ان زعيم جماعة الحوثيين المسلحة عبدالملك الحوثي حمل اللجنة رسالة إلى الرئيس عبدربه منصور هادي تُعبر عن التزام جماعته «بعدم الاعتداء على الشيخ الحجوري وأتباعه أثناء خروجهم خروجاً آمناً ووفق الآلية المتفق عليها مع اللجنة».
وقالت اللجنة الرئاسية ان رسالة الحوثي نصت على ان «أهالي دماج أخوة وأبناء ومواطنين مثلهم مثل الحوثيين لهم ما لهم من الحقوق وعليهم نفس الواجبات يتبادلوا السلام والاحترام والتقدير ومعاً يرسخوا قيم الإخاء والتسامح وثقافة السلام والتعايش والتنوع المذهبي والحرية الفكرية ونبذ لغة التكفير والتحريض والفتنة وكل أشكال الإلغاء والإقصاء». حسب ما نقلته وكالة (سبأ).
ونقلت الوكالة الحكومية عن اللجنة الرئاسية قولها أيضاً ان الحوثي أوضح في رسالته للرئيس هادي ان «الهدف هو الوصول إلى فتح صفحة جديدة من التلاقي والتآخي والتقارب في إطار وطن واحد نحبه ونحميه جميعاً في إطار من الشراكة مع كل أبناء اليمن». حسب قوله.