يرى كثير من المراقبين والمتابعين للشأن السياسي أن العلاقات الأمريكية- الإيرانية الأكثر إثارة للجدل، فالمواطن والمتابع العربي كان ينظر الى تلك العلاقه على الصعيد الدبلوماسي بمنظور سطحي، فالعداء الشديد وعدم التقارب هو السائد بينهما، خاصه بعد قيام الثوره الاسلامية في ايران والإطاحة بنظام الشاه المعروف بولائه الشديد لأمريكا، أعقب هذا اقتحام السفارة الأمريكية في طهران. هذا الموقف صوّر للبعض وساقته طهران لنفسها كدليل على عدائها للمشروع الأمريكي، لكن سرعان ما تغيرت هذه النظره علي الأقل من جانب المتابع العربي تحديداً بعد احتلال العراق وحجم التسهيلات التي قدمتها طهران للولايات المتحدة في هذا الجانب. فالعلاقات الأمريكية -الإيرانية أشبه بزواج عرفي تم قبل عقود وأبرم سراً وخشيةً من علم المحيطين بهم، لكن هذا الزواج بدأ يبرز الى العلن بعد ظهور مولودهما الأول (مالكي العراق) الذي ينتمي الى أب أمريكي (صناعة أمريكية) وأم إيرانية (ولاؤه لإيران)، الأمر الذي جعل من المتابع يتأمل في خفايا وأسرار العلاقات بينهما وظل يتساءل كيف للولايات المتحده بعد احتلالها العراق وانسحابها منه ان تسلمه لعدوتها إيران! ألا يعدّ هذا التصرف دليلاً قاطعاً على حميمية العلاقة بينهما، أضف الى ذلك التعامل الأمريكي تجاه البرنامج النووي لإيران وسياسة الشد والجذب التي انتهت بالموافقة المبدئية للولايات المتحدة على نحو غير متوقع على الأقل من قبل حلفائها الخليجيين بالسماح لإيران بتخصيب اليورانيوم بعد ان عارضت الأمر بشدة ووصل بها الحال الى التلويح أكثر من مرة بتوجيه ضربة عسكرية لإيران، اذا لم تتخلَّ عن برنامجها النووي.
كل هذه المواقف تجعل من تلك العلاقات تنتقل من الإطار السري (العرفي) الى العلن، لكن يبدو هذا غير وارد على الأقل في الفترة الحالية لإشهار هذه العلاقة، كون الجنين الثاني لم يكتمل نموه (نظام الأسد)، ولا أحد يعلم هل هو أهل للسقوط (الإجهاض) أم قابل للحياة (بقاء النظام) فالأب (الولاياتالمتحدة) متردد في إسقاط الجنين، فأحياناً يحاول أن يبقي عليه، وأخرى يحاول إسقاطه بالتدخل الجراحي (العسكري)، أما أمه (إيران) فهي تحافظ علي جنينها بكل ما تملك وتمده بكل الوسائل اللازمة لكي تبقيه على قيد الحياة, فهل يا ترى سيبقى الجنين أم سيسقط، وهل سيستمر الإنجاب بتلك الطريقة، ام ستكون هناك وسائل أخرى لمنع الإنجاب بتلك الطريقة، حتى وان ظهر ذلك التزاوج للعلن!