من أهم المبررات التي تبيح للقتلة استباحة الدم المحرم في اليمن هو اتهام الضحية أنه من العناصر التكفيرية، بالرغم من عدم تقديم أي دليل على ذلك الاتهام، فتهمة التكفير هي الأسهل والأسرع للقضاء على الآخر بدون أي محاكمات عادلة أو تأنيب ضمير أو حتى إدانة من دكاكين الارتزاق المسماة منظمات المجتمع المدني أو المؤسسات الحقوقية. فالأصل ان التكفيري هو الذي يرفع السلاح باتجاه أخيه المسلم، بغض النظر عن الادعاء الكاذب بأن الآخر عميل، فالعميل الحقيقي هو الذي سمح لأمريكا وحلفائها باحتلال العراق وأفغانستان. والمستغرب أن هناك من يتحالف مع العدو وفي الوقت نفسه يدعي أنه يقوم بالجهاد ضد عملائه!
فالتكفير لم يعد مقتصراً على خبازي الفتاوى الجاهزة من علماء السلطان فقط بل أصبح البضاعة الرائجة عند الإعلاميين الذين يرمون كل من يخالفهم بتهمة الإرهاب التي تقتضي في النهاية إهدار دمائهم واستباحة كل حقوقهم، فطالما والأمر غير خاضع لأي معايير فحتى أطفال المدارس هم إرهابيون تكفيريون طالما وهم يرفعون أي شعار يرمز للحرية.
والأغرب أن تجد هناك من يبحث عمن يكفره، ويسلك في طريق ذلك العديد من الطرق كالتعدي على الذات الإلهية وانتهاك المقدسات، في سبيل أن يقوم بعض القاصرين بتكفيره، ليحصل في النهاية على الشهرة الزائفة وربما في أحسن الأحوال حق اللجوء إلى دولة أجنبية.
فالتكفيري الحقيقي هو كل من يرفض الآخر ولا يعترف به ويسعى لإبادته، وهو كل من يرفع السلاح لقتل الآخر، هو الذي لا يرى حق الحياة إلا لنفسه ولفصيله، هو المفتي الذي يفتي بسفك دماء المخالفين لرأيه ومعتقده، هو الإعلامي الذي يرمي الآخرين بالإرهاب لمجرد الاختلاف معهم سياسياً، هو الذي يحاصر الآخرين حتى الموت سواءً في غزة أو في مخيم اليرموك أو غيرها.